
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بــدت الغزالــة والغزالـة وجههـا
وتكلمـــت فســمعت ظبيــاً يبغــم
خالســــتها وتبســــمت فظننتهـــا
عـن مثـل مـا فـي نحرهـا تتبسـم
فتشـــابهت منهــا الثلاثــة أضــرب
عقـــد وثغـــر طيـــب وتكلـــم
لــو كـان مرئيـاً جمـان حـديثها
لرأيـــت مـــن أجــل شــيء ينظــم
ومضــت تجــر وراءهـا شـعراً كمـا
أعطــاك جــانبه الغــراب الأســحم
يمحـــو مواقــع إثرهــا فكــأنه
يخفيــه عــن عيـن الرقيـب ويكتـم
والمسـك فـوق الـترب مـن أردانها
خــط كمــا رقــم الـرداء المعلـم
مـا لـي ومـا لـك يـا غيور تسومني
خطـط الـردى وأنـا المعنى المغرم
هلا اتقينــا حيــث تنتـثر الظبـا
والهــام تســقط والقنــا تتحطــم
والجــو أدكــن بالغبـار قميصـه
والجيــش أرعــن والخميــس عرمــرم
وكــأن يـوم الحشـر يـوم جموعنـا
وكــأن غلْــي الحــرب فيــه جهنـم
وكــأن كــل كمــي حــربٍ مــارد
تهــوي إليــه مــن الأســنة أنجــم
ومــدربين علــى الطعــان لقيتهـم
وكــأنهم فــي الشـمس ليـل مظلـم
لبسوا جلود الرقم واعتقلوا القنا
فرأيــت كيــف يجــر أرقــمَ أرقـم
حـــتى علونـــاهم بكـــل مهنــدٍ
يبكـــي فتحســـبه لهـــم يــترحم
ذو خطبــة فـي الهـام يسـمع صـوتها
فــي كــل قطــر وهــو لا يتكلـم
ولقـد سـلمت مـن الصـوارم والقنا
لــو كنـت مـن فتكـات رميـك أسـلم
أعلـي يـا ابـن القاسـم بـن محمـد
بينـــي وبينــك عــروة لا تفصــم
رد التحيـــة مثـــل ودي غضــة
إنـــي عليــك مــع النســيم مســلم
ولقـــد كتبـــت وأدمعـــي منهلــة
والقلـــب فيــه جــذوة تتضــرم
أمـن السـوية أن أكـون كمـا أنـا
فيفــوز غيــري بــالنعيم وأحــرم
واللــه يرضــى عنــك مـن حكـمٍ فقـد
وافيـت حكـم اللـه فيمـا تحكـم
إن بنــت عنــك ولــم تـرده فـإنه
بعضــي لبعضــك فـي فراقـك يخصـم
ولقــد نـدمت علـى فـراق سـلا كمـا
ضــعف الندامــة حيــن أهبـط آدم
محمد بن سوّار الأشبوني الأندلسي أبو بكر الوزير الكاتب الفارس القائد: شاعر مطبوع في شعره إبداع يسحر الألباب، نهج فيه على منوال المتنبي، نعته ابن بسام بواحد عصره وهو كذلك، ومعظم ما وصلنا من شعره في وصف وقوعه في الأسر وشكر قاضي القضاة علي بن القاسم بن عشرة (1) الذي افتكه من الأسر وفي مقدمة بعض هذه القصائد أنه كتبها في تلمسانقال ابن بسام في "الذخيرةوأبو بكر في وقتنا واحد عصره، وله عدة قصائد في ملوك قطره، قالها تحبباً لا تكسباً، وعمر مجالسهم بها وفاءً لا استجداء، فلما خلع ملوك الأندلس حالت به الحال، وتقسمه الإدبار والإقبال، ثم أسره العدو بعقب محنةٍ، وبين أطباق فتنة، وقيّد بقورية من عمل الطاغية ابن فرذلند، ثم خرج من وثاقه، خروج البدر من محاقه، وتردد في بلاد أفقنا يحمله قرب على بعد، ويكله سعيد إلى سعد، حتى ضاقت عنه الخطوب، ومله السرى والتأويب. واتفق له أن أسمع الله صوته من وراء البحر المحيط الفقيه الأجل قاضي القضاة بالمغرب. وسلالة الأطيب فالأطيب، أبا الحسن علي بن القاسم بن عشرة، فأجابه ولباه وجذب بضبعه واستدناه، فأعاد هلاله بدراً، وصير خله خمراً، ولبني القاسم في الجود خيم كريم، ولهم تقدم مشهور معلوم؛ بلغني أن جدهم الأكبر أحمد بن المدبر، حامل تلك الفضائل، وصاحب الأعمال الجلائل،(1) انظر ديوانه في الموسوعة