
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمِــنْ خَــوْلى بنـاظِرَةٍ خُـدورُ
يــؤمُ بهــنَّ خَبْــتٌ أو حَفيـرُ
فكيـفَ صـبْوتَ أو ترجـو مهـاةً
منعَّمـــةً تُـــزارُ ولا تَــزورُ
جَلَـتْ بَـرَدا فهـشَّ لهـا فؤادي
فكِـدتُ إليـه مِـن شـُوقٍ أَطيـرُ
بَرَهْرَهـةٌ يحـارُ الطـرفُ فيهـا
وليـس يُنـال مِن خولى اليسيرُ
فَـدَعْها وَانْحَـلِ النّعمانَ قولاً
كنحـتِ الفـأسِ يُنْجِـدُ أو يَغورُ
فلـو كـانتْ بنـو جُشم بنِ بكرٍ
أُعاديهــا لعـادتني العُمـورُ
أرانــي كلّمـا عـاديتُ قومـاً
أُتيـحَ لهـمْ مِـن الأدنـى نَكيرُ
وهـل يخشـى وعيـدَ النّاسِ إلاّ
كــبيرُ السـِّنِّ أو ضـَرْع ٌصـغيرُ
ســَتُدنيني بلادُ بنــي لُجَيــمٍ
وقيــسٍ إنْ تخــالفتِ الأُمــورُ
وشــيبانٍ وإنْ شــطَّتْ نواهــا
عِتـاقُ العيـسِ والوُقُحُ الذّكورُ
ومِثْلـي فـاعلمي يـا أمَّ عمرو
إذا ما اعْتَادَه السَّفَهُ النَّعورُ
يَطيــرُ علــى مُــذَكَّرَةٍ نَسـولٍ
مُقَــرَّدَةٍ لهــا نِســْعٌ وكــورُ
فلمــا أَنْ أَنخـتُ إلـى مَليـكٍ
مســاكِنُه الخَوَرْنَـقُ والسـَّدِيرُ
لِيُنْجِــزَ لـي مَوَاعِـدَ كاذبـاتٍ
بِطَــيِّ صــحيفةٍ فيهــا غُـرورُ
فأوعــدني فــأخلفَ ثَـمَّ ظَنِّـي
وبئسَ خليقـةُ الملـكِ الفُجـورُ
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).