
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعمـروُ بـنُ هندٍ ما ترى رأيَ معشرٍ
أمـاتوا أبـا حسـَّانَ جاراً مُجَاوِرا
فـإنَّ مـراداً قـد أصـابوا جريمـةً
جميعـاً فأضـحى جمْعُهُـمْ لـك واتِرا
دعـا دعـوةً إذ تَنْكُـتُ النّبلُ صَدْرَهُ
أمامــةُ واسـتعْدَى هُنـاك معَاشـِرا
فلـو أنّـه نـادى مِـن الحِصْنِ عُصْبَةً
لألقـوا عليـه بالصـَّعيدِ الشّراشِرا
ولــو خَطَـرتْ أبنـاءُ قـرَّانَ دونَـه
لأضـحى علـى مـا كـان يطلبُ قادِرا
ولــو شــَهِدتُه تغلـبُ ابنـةُ وائلٍ
لكـانوا لـه عِـزّاً عزيـزاً وناصِرا
ولكـن دعـا مِـن قيـسِ عيْلانَ معشراً
يَسُوفون في أعلى الحجاز البَرَائِرَا
ألا إِنَّ خيــرَ النّـاسِ حيَّـا ومَيِّتـاً
ببطــنِ قضــيبٍ عارفــاً ومُنَـاكِرَا
يُقَســـِّمُ فيهــمْ مــالَه وقطينُــه
قيامــاً عليـه بالمـآلي حواسـِرا
أَنِفْــتُ لــه علـى عـدواةِ بينِنـا
وقلــتُ قتيـلٌ مـا قتيـلُ يَحَـابرا
فلا يَمْنَعَنْــك بُعْــدُهمْ أَنْ تَنَـالهمْ
وكلــفْ معــدّاً غزوَهـمْ والأبـاعِرا
فلا تَشـربنَّ الخمـرَ إنْ لـم تُزرِهُـمُ
جمــاهيرَ خيــلٍ يَتَّبِعْــنَ جَمَـاهِرا
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).