
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طالَمـا اِحلَـولى مَعاشي وَطابا
طالَمـا سـَحَّبتُ خَلفـي الثِيابا
طالَمـا طـاوَعتُ جَهلـي وَلَهـوي
طالَمـا نـازَعتُ صَحبي الشَرابا
طالَمــا كُنـتُ أُحِـبُّ التَصـابي
فَرَمـــاني ســـَهمُهُ وَأَصــابا
أَيُّهـا البـاني قُصـوراً طِوالاً
أَيـنَ تَبغـي هَل تُريدُ السَحابا
إِنَّمـا أَنـتَ بِـوادي المَنايـا
إِن رَمـاكَ المَـوتُ فيـهِ أَصابا
أَيُّهـا البـاني لِهَدمِ اللَيالي
إِبـنِ مـا شـِئتَ سـَتَلقى خَرابا
أَأَمِنـتَ المَـوتَ وَالمَـوتُ يَأبى
بِـــكَ وَالأَيّــامُ إِلّا انقِلابــا
هَـل تَـرى الدُنيا بِعَينَي بَصيرٍ
إِنَّمـا الدُنيا تُحاكي السَرابا
إِنَّمــا الـدُنيا كَفَيـءٍ تَـوَلّى
أَو كَمـا عـايَنتَ فيهِ الضَبابا
نارُ هَذا المَوتِ في الناسِ طُرّاً
كُـلَّ يَـومٍ قَـد تَزيـدُ التِهابا
إِنَّمـــا الــدُنيا بَلاءٌ وَكَــدٌّ
وَاكتِئابٌ قَـد يَسـوقُ اِكتِئابـا
مـا استَطابَ العَيشَ فيها حَليمٌ
لا وَلا دامَ لَــهُ مـا اِسـتَطابا
أَيُّهـا المَرءُ الَّذي قَد أَبى أَن
يَهجُـرَ اللَهـوَ بِهـا وَالشَبابا
وَبَنــى فيهــا قُصـوراً وَدوراً
وَبَنـى بَعـدَ القِبـابِ القِبابا
وَرَأى كُــــلَّ قَبيــــحٍ جَميلاً
وَأَبــى لِلغَــيِّ إِلّا ارتِكابــا
أَنـتَ في دارٍ تَرى المَوتَ فيها
مُستَشــيطاً قَـد أَذَلَّ الرِقابـا
أَبَــتِ الـدُنيا عَلـى كُـلِّ حَـيٍّ
آخِـــرَ الأَيّـــامِ إِلّا ذَهابــا
إِنَّمـا تَنفـي الحَياةَ المَنايا
مِثلَمـا يَنفي المَشيبُ الشَبابا
مـا أَرى الـدُنيا عَلـى كُلِّ حَيٍّ
نالَهــــا إِلّا أَذىً وَعَـــذابا
بَينَمــا الإِنســانُ حَــيٌّ قَـويٌّ
إِذ دَعـــاهُ يَــومُهُ فَأَجابــا
غَيــرَ أَنَّ المَـوتَ شـَيءٌ جَليـلٌ
يَـترُكُ الـدورَ يَبابـاً خَرابـا
أَيُّ عَيـــشٍ دامَ فيهــا لِحَــيٍّ
أَيُّ حَــيٍّ مــاتَ فيهــا فَآبـا
أَيُّ مُلــكٍ كــانَ فيهـا لِقَـومٍ
قَبلَنـا لَـم يُسـلَبوهُ اسـتِلابا
إِنَّمـا داعـي المَنايـا يُنادي
إِحمِلوا الزادَ وَشُدّوا الرِكابا
جَعَـلَ الرَحمَـنُ بَيـنَ المَنايـا
أَنفُـسَ الخَلـقِ جَميعـاً نِهابـا
لَيـتَ شـِعري عَـن لِساني أَيَقوى
يَـومَ عَرضـي أَن يَـرُدَّ الجَوابا
لَيــتَ شــِعري بِيَمينِـيَ أُعطـى
أَم شـِمالي عِنـدَ ذاكَ الكِتابا
ســامِحِ النـاسَ فَـإِنّي أَراهُـم
أَصـــبَحوا إِلّا قَليلاً ذِئابـــا
أَفــشِ مَعروفَـكَ فيهِـم وَأَكثِـر
ثُــمَّ لا تَبــغِ عَلَيــهِ ثَوابـا
وَســَلِ اللَـهَ إِذا خِفـتَ فَقـراً
فَهـوَ يُعطيكَ العَطايا الرِغابا
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.