
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لعَمْــرُكَ مــا كـانتْ حَمولـةُ مَعْبَـدٍ
علـى جُـدِّها حَرْبـاً لِـدينكَ مِـن مُضَرْ
رأى منظــراً منهـا بـوادي تَبالَـةٍ
فظـلّ عليـه الـزّادُ كالمَقْرِ أو أَمَرْ
أقـامَتْ علـى الزَّعْـراءِ يوماً وليلةً
تَعَاوَرُهـا الأرواحُ بالسـَّقيِ والمَطَـرْ
وَكـانَ لَهـا جـارانِ قـابوسُ منهُمـا
حِـذَاراً وَلَم أَستَرْعِها الشَّمسَ وَالقَمَرْ
وعمـرُو بـنُ هنـدٍ كـان مِمَّنْ أَجارَها
وبعـضُ الجِـوارِ المُسـْتَغَاثِ بـه غَرَرْ
فمَــنْ كـان ذا جـارٍ يخـافُ جِـوارُهُ
فجَــارَايَ أوفــى ذِمّـةً وهمـا أَبَـرْ
ســأحلبُ عَنْســاً صــَحْنَ سـَمٍّ وأتَّقِـي
بـه جِيرتـي حـتى يُجَلُّـوا ليَ الخَمَرْ
رَأَيــتُ القَــوافي يَتَّلِجـنَ مَوالِجـاً
تَضــايَقُ عَنْهــا أَن تَوَلَّجَهـا الإِبَـرْ
أَعَمـرَ بـنَ هِنـدٍ مـا تَرى رَأيَ صِرْمَةٍ
لَهـا سـَبَبٌ تَرْعـى بِهِ الماءَ وَالشَّجَرْ
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).