
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَلَـم يُنسـِني مـا قَد لَقيتُ وَشَفَّني
مِـنَ الوَجـدِ أَنّـي مُولَعٌ بالدَّكادِكِ
وَمـــا دونَهـــا إِلّا ثَلاثُ مَــآوِبٍ
قُــدِرنَ لِعيـسٍ مُسـنِفاتِ الحَـوارِكِ
زَفُــوفٍ مِـن اللائي كـأنّ رسـومَها
حَنَـاتِمُ والأقفـاءُ عنـدَ المـوارِكِ
كــأنّ خَليفَـي قُنّـةٍ عنـد زَوْرِهـا
إذا أَرْقَلَــتْ فــي لاحـبٍ مُتَهَالِـكِ
تَـرى الرُّحَّ مِن شِيزَى لدى كلِّ مجلسٍ
كحـوضِ الأضى مِن بعدِ شَبعِ المَعارِكِ
وجَــاراً إلــى جـارٍ وإتلاءَ ذَمّـةٍ
وفــي خُلَّــةٍ مِــن هــؤلا وأولئكِ
وســيفي حســامٌ أَخْتَلـي بِـذُبَابِه
قَـوَانِسَ بيـضِ الدّارِ عينَ الدّمَالكِ
ومـا زال شُرْبي الرّاحَ حتى أَشَرَّني
صـديقي وحـتى سـاءني بعـضُ ذلـكِ
وحتّــى يقــول الأقربـونَ نصـاحةً
ذَرِ الجهلَ واصْرِمْ حبلَها مِن حبالكِ
ومِــن عـامرٍ بيـضٌ كـأنّ وجوهَهـا
مصـابيحُ لاحـتْ فـي دجـىً مُتَـدَارِكِ
وقـومٍ تَنَـاهَوا عـن أَذَاتيَ بعدَما
أصـابَ الوَجَى منهمْ مُشاشَ السَّنَابِكِ
تَمَنَّـوا لِقَـائِي بالمضـيقِ وإنّنـي
أخُـو الحـربِ نَزَّالٌ بِضَنْكِ المَعَارِكِ
أَبِينـي أفـي يُمنـى يَدَيْكِ جعلتِني
فــأفرحَ أم صـيَّرتني فـي شـِمالكِ
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).