
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لقــد عَلِـمَ الأقـوامُ أنّـا بِنَجْـوَةٍ
عَلَـتْ شـَرَفاً مِـن أنْ تُضـامَ وَتُشْتَمَا
لنـا هَضـْبةٌ لا يَـدْخُلُ الـذّلُّ وسْطها
وَيـأوي إليهـا المُسـتجيرُ فَيُعْصَمَا
تَـرَى جارَنـا فِينـا بخيـرٍ وَعِرْسـَهُ
وجَاراتِنـا بُسـْلاً على الناسِ مَحْرَمَا
وَأَرْعَـنَ مثـلِ اللّيـلِ مَجْـرٍ يَقُـودُهُ
أَرِيـبٌ إذامـا سـاورَ الأمـرَ أَبْرَمَا
شـديدُ القُـوى ضـخمُ الدّسيعةِ مِقْوَلٌ
أَبِـيٌّ إذامـا هَـمَّ بالفَتْـكِ أَلْحَمَـا
وَرَدْنَــا وَقَـدْ هَـابَتْ مَعَـدٌّ شـَذَاتَهُ
وقـد رفـعَ الرّايـاتِ فيهـا وَسَوَّمَا
بِضـَرْبٍ يُزيـلُ الهـامَ عـن سـَكَنَاتِهِ
وطَعْنٍ إذا ما ماَر في الجَوْفِ أَثْجَمَا
إذا مـا دَعَـوا أو عاودتْنَا كَتِيبةٌ
صـبرنا لهـا سـُمْرَ القَنَـا فَتَحَطَّمَا
فــأيُّ خَميــسٍ لا أَفَأْنَــا نِهَــابَهُ
وأسـيافُنا يَقْطُـرْنَ مِـن كَبْشـِهِ دَمَا
أَبِـي أَنْـزَلَ الجبّـارَ عامِـلُ رُمْحِـهِ
وعَمِّـي الّذي أردى الرّئيسَ المُعَمَّمَا
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).