
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا أيّهـا الغـادي تَحَمَّـلْ رسـالةً
إلـى خالـدٍ منّـي وإِنْ كان نَائِيا
وَصــيّةَ مَـن يُهـدي السـّلامَ تَحيّـةً
ويُخـبرُ أهـلَ الـودِّ أنْ لا تَلاقيـا
خَرَجْنا وداعي الموتِ فينا يَقُودُنا
وكان لنا النُّعمانُ بالسّيفِ حادِيا
ومـا زال عنّـي مـا كَنَنْتُ يَشوقُني
وما قلتُ حتّى ارَّفَضَّتِ العينَ بَاكِيا
إذا مـا أردتَ الأمـرَ فامْضِ لوجْهِهِ
وخَـلِّ الهُـوينى جانبـاً مُتَنَائِيـا
ولا يَمْنَعَنْـكَ الطّيـرُ مِمّـا أَرَدْتَـهُ
فقـد خُطّ في الألواحِ ما كان لاقيا
ولا تَرْفِـدَنَّ النّصـحَ مَـن ليس أَهْلَهُ
وكـنْ حيـن تسـتغني برأيك غَانِيا
وإنّ امــرأً يومـاً تـولّى برأيـه
فَـدَعْهُ يُصـيبُ الرّشدَ أو يك غَاوِيا
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).