
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَنْ قالَ فِي النَّاِس قاُلوِا فيِه مِا فيِه
وَحَســـْبُهُ ذاكَ مِــنْ خِــزْيٍ وَيَكْفِيِــه
إنّ التّكلّـــــفَ دَاءٌ لا دَوَاءَ لَــــهُ
وكيــــفَ آمَــــنُ داءً لا أُدَاوِيـــهِ
إنّ الفـتى ليـسَ فـي الأَشـْياءِ يَفْضَحُهُ
إِلاّ تَكَلُّفُـــهُ مـــا ليـــسَ يَعْنِيــهِ
إنّ الصـــّديقَ لأهـــلٌ أَنْ تُوَاســـِيَهُ
ولـــنْ يَـــوَدَّكَ إِلاّ مَـــن تُوَاســِيهِ
لَــنْ يُعْجِـبَ المـرءُ إِلاّ مَـن يُسـَاعِدُهُ
وكيـــفَ يُعْجِبُـــهُ مَــنْ لا يُــوَاتِيهِ
لـو فَـرَّ مِـن رِزْقِـهِ عَبْـدٌ إلـى جَبَـلٍ
دونَ الســّماءِ لألفــى رِزْقَــهُ فِيْــهِ
لا يُوجَــدُ الخيــرَ إِلاّ فــي مَعَـادِنِهِ
أو يَجْــرِي المــاءُ إلاّ فـي مَجَـارِيهِ
لــنْ يُرْضـِكَ النِّكْـسُ إِلا حيـنَ تُسـْخِطُهُ
وليـــسَ يُســـْخِطُ إلا حيــن تُرْضــِيهِ
وفــي الكلامِ كلامٌ مــا نَطَقْــتُ بــه
إِلا نَـــدِمْتُ عليـــه حيــنَ أُبْــدِيهِ
وإنْ نَـــدِمْتُ فــإنِّي لســتُ أرْجِعُــهُ
وكيـــفَ أُرْجِعُــهُ والرِّيــحُ تُــذْرِيهِ
لا تُظْهِــرَ الأمــرَ إلاّ حيــنَ تُحْكِمُــهُ
وكيــفَ يُحْكِمُــهُ مَــن ليــس يُخْفِيـهِ
مَـنْ نَـمَّ فِـي النَّاسِ لَمْ تُؤْمَنْ عَقاربُهُ
عَلــى الصـَّديِقِ وَلَـمْ تُـؤْمَنْ أَفـاعِيِه
أَدِّبْ وَليــدَكَ وانْظــرْ مَــن يُجَالِسـُهُ
مــا دُمْــتَ تَمْلِكُـهُ أو مَـن يُمَاشـِيهِ
أَبْنــي البنــاءَ ولا أَدْري أَأَســْكُنُهُ
أم لا ولكنّنـــي أَرْجُـــو فَـــأَبْنِيهِ
مَـن كـانَ فـي سـَفَرٍ فـالموتُ صـَاحِبُهُ
أو كــانَ فـي حَضـَرٍ فـالموتُ يَـأْتِيهِ
وإِنْ مَضــَى خَمْســةٌ فـالموتُ سادسـهمْ
وإِنْ مضــى واحــدٌ فــالموتُ ثَـانِيهِ
مَــن مـاتَ لـم يَرْعَـهُ أَهْـلٌ ولا وَلَـدٌ
وكيــفَ يَحْفظُــه مَــن لــم يُرَثِّيــهِ
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).