
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنَّ الَّــذِي أَعْطِـى الرِّجَـالَ حُظُـوظَهُمْ
عَلَــى النَّاسِ أَعْطَى خِنْدِفاً بِالخَزَائِمِ
لِخِنْــدِفَ قَبْـلَ النَّـاسِ بَيْتَانِ فِيهِمَا
عَدِيــدُ الحَصَـى وَالمَأْثُرَاتِ العَظَائِمِ
أَخَـذْتُ عَلَى النَّاسِ اثْنَتَيْنِ لِيَ الحَصَى
مَــعَ المَجْدِ مَا لِي فَيهِمَا مِنْ مُخَاصِمِ
أَبُونَــا خَلِيــلُ اللهِ وَابْـنُ خَلِيلِهِ
أَبُونَــا أَبُـو المُسْـتَخْلَفِينَ الأَكَارِمِ
وَمَــا أَحَـدٌ مِـنْ فَخْرِنَـا بِالَّذِي لَنَا
عَلَــى النَّـاسِ مِمَّـا يَعْرِفُـونَ بِرَاغِمِ
وَهَـلْ مِنْ أَبٍ فِي النَّاسِ يَدْعُونَ بِاسْمِهِ
لَــهُ ابْنَـانِ كَانَـا مِثْلَ سَعْدٍ وَدَارِمِ
إِذَا مَــا هَبَطْنَـا بَلْـدَةً كَانَ أَهْلُهَا
بِهَــا وُلِـدُوا يَظْعَـنْ بِهَـا كُلُّ جَارِمِ
لَنَــا العِـزُّ مَنْ تَحْلُلْ عَلَيْهِ بُيُوتُنَا
يَمُــتْ غَرَقـاً أَوْ يَحْتَمِـلْ أَنْـفَ رَاغِمِ
فَــإِنَّ بَنِــي سـَعْدٍ هُـمُ اللَّيْلُ فِيهِمُ
حُلُــومٌ رَسـَتْ وَالظَّـالِمُو كُـلِّ ظَـالِمِ
فَــإِنَّ بَنِــي سَعْدٍ هُـمُ الهَامَةُ الَّتِي
بِهَــــا مُضــَرٌ دَمَّاغَــةٌ لِلجَمَــاجِمِ
أَبَــتْ لِبَنِــي سـَعْدٍ جِبَـالٌ رَسَتْ بِهِمْ
شـــَوَامِخُهَا لَا تُرْتَقَــــى بِالسـَّلَالِمِ
وَمَـــا أَحَــدٌ مِمَّـنْ هَجَـانِي عَلِمْتُـهُ
يَكُـــونُ وَفَـــاءً عِرْضُهُ لِـي بِـدَائِمِ
وَمَــا كُنْـتُ أَخْشَـى طَيِّـئاً أَنْ تَسُبَّنِي
وَهُــمْ نَبَــطٌ لَـمْ تَعْتَصِبْ بِالعَمَـائِمِ
نَــبِيطُ القُـرَى لَـمْ تَخْتَمِرْ أُمَّهَاتُهُمْ
وَلَا وَجَـــدَتْ مَـسَّ الحَدِيـدِ الكَـوَالِمِ
وَمَــا يَعْلَـمُ الطَّـائِيُّ مِمَّـنْ أَبٌ لَـهُ
وَلَــوْ سـَأَلُوا عَـنْ طَيِّـئٍ كُـلَّ عَـالِمِ
وَمَـــا يَمْنَـــعُ الطَّـائِيُّ إِلَّا رَصَاصَةٌ
بِهَــا نَقْـشُ سُلْطَانٍ عَلَى النَّاسِ قَائِمِ
مَــتَى يَهْبِـطِ الطَّائِيُّ أَرْضاً وَلَمْ يَكُنْ
بِــهِ وَشْـمُ مَوْشُـومٍ يَكُـنْ غُنْـمَ غَانِمِ
مَــتَى يُمْنَـعِ الطَّائِيُّ مِنْ حَيْثُ يَرْتَقِي
يَكُــنْ مَغْنَمـاً مِـنْ طَيّءٍ فِي المَقَاسِمِ
وَإِنَّ هِجَـــائِي طَيِّــئاً وَهْــيَ طَيِّــئٌ
نَبِيـطُ القُرَى إِحْدَى الكِبَارِ العَظَائِمِ
بَنَــى اللُّـؤْمُ بَيْتاً فَاسْتَقَرَّتْ عِمَادُهُ
عَلَـــى طَيِّـءِ الأَنْبَـــاطِ ضـَرْبَةَ لَازِمِ
إِذَا اقْتَسـَمَ اللُّــؤْمَ اللِّئَامُ وَجَدْتَهُ
يَكُــونُ أَبَـا الطَّـائِيِّ دُونَ العَمَاعِمِ
وَمَــا طَيِّـءٌ وَاللُـؤْمُ فَـوْقَ رِقَـابِهِمْ
وَلَــمْ تَـرِمِ الأَحْمَـالُ عَنْهَـا بِـرَائِمِ
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.