
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَسْـــتُمْ عَــائِجِينَ بِنَـا لَعَنَّـا
نَــرَى العَرَصـَاتِ أَوْ أَثَرَ الخِيَامِ
فَقُــالُوا إِنْ فَعَلْــتَ فَـأَغْنِ عَنَّا
دُمُوعــاً غَيْــرَ رَاقِيَــةِ السِّجَامِ
فَكَيْــفَ إِذَا رَأَيْــتُ دِيَـارَ قَوْمِي
وَجِيـرَانٍ لَنَــا كَــانُوا كِــرَامِ
أُكَفْكِــفُ عَــبْرَةَ العَيْنَيْـنِ مِنِّـي
وَمَــا بَعْــدَ المَـدَامِعِ مِـنْ كَلَامِ
سـَيُبْلِغُهُنَّ وَحْــيُ القَــوْلِ عَنِّــي
وَيُـــدخِلُ رَأْســَهُ تَحْـتَ القِـرَامِ
أُســَيِّدُ ذُو خُرَيِّطَــــةٍ نَهَـــاراً
مِــنَ المُتَلَقِّطِــي قَـرَدَ القُسَـامِ
فَقُلْـــنَ لَــهُ نُوَاعِـدُهُ الثُرَيَّـا
وَذَاكَ عَلَيْـــهِ مُرْتَفِــعُ الزِّحَـامِ
رَآنِــي الغَانِيَــاتُ فَقُلْـنَ هَـذَا
أَبُونَــا جَــاءَ مِـنْ تَحْـتِ السِّلَامِ
فَــإِنْ يَضْــحَكْنَ أَوْ يَسْـخَرْنَ مِنِّـي
فَـــإِنِّي كُنْــتُ مِرْقَـاصَ الخِـدَامِ
وَلَــــوْ جَـــدَّاتُهُنَّ سـَأَلْنَ عَنِّـي
رَجَعْـــنَ إِلَـــيَّ أَضْــعَافَ السَّلَامِ
رَأَيْــــنَ شــُرُوخَهُنَّ مُــــؤَزَّرَاتٍ
وَشـَرْخَ لِــدِيَّ أَسْــنَانَ الهِــرَامِ
تَقُــولُ بَنِــيَّ هَـلْ يَـكُ مِنْ رُجَيْلٍ
لِقَـــوْمٍ مِنْــكَ غَيْــرَ ذَوِي سَوَامِ
فَتَنْهَـــضَ نَهْضـَةً لِبَنِيــكَ فِيهَـا
غِنــىً لَهُــمُ مِـنَ المَلِكِ الشَآمِي
فَقُلْــتُ لَهُــمْ وَكَيْـفَ وَلَيْسَ أَمْشِي
عَلَـــى قَـــدَمَيَّ وَيْحَكُـمُ مَرَامِـي
وَهَـــلْ لِـي حِيلَـةٌ لَكُـمُ بِشـَيءٍ
إِذَا رِجْلَايَ أَسْــــلَمَتَا قِيَــامِي
رَمَتْنِــي بِالثَّمَــانِينَ اللَّيَـالِي
وَسـَهْمُ الــدَّهْرِ أَصـْوَبُ سَهْمِ رَامِي
وَغَيَّـــرَ لَــوْنَ رَاحِلَـتِي وَلَـوْنِي
تَـــرَدِّيَّ الهَـــوَاجِرَ وَاعْتِمَـامِي
وَإِقْبَـــالُ المَطِيَّـــةِ كُـلَّ يَـوْمٍ
مِــنَ الجَــوْزَاءِ مُلْتَهِـبِ الضِّرَامِ
وَإِدْلَاجِــي إِذَا الظَّلْمَــاءُ جَـارَتْ
إِلَــى طَــرْدِ النَّهَارِ دُجَى الظَّلَامِ
أَقُــولُ لِنَــاقَتِي لَمَّــا تَرَامَـتْ
بِنَـــا بِيــدٌ مُسـَرْبَلَةُ القَتَـامِ
أَغِيــثِي مَــنْ وَرَاءَكِ مِـنْ رَبِيـعٍ
أَمَامَـــكِ مُرْسـَلٍ بِيَــدَيْ هِشَــامِ
يَــدَيْ خَيْـرِ الَّذِينَ بَقُوا وَمَاتُوا
إِمَامـــاً وَابْـــنَ أَمْلَاكٍ عِظَــامِ
بِــهِ يُحْيِـي البِلَادَ وَمَـنْ عَلَيْهَـا
مِــنَ النَّعَــمِ البَهَـائِمِ وَالأَنَامِ
مِـــنَ الوَسْـــمِيِّ مُبْتَـرِكٌ بُعَـاقٌ
يَسُـــوقُ عِشَـــارَ مُرْتَجِـزٍ رُكَـامِ
فَــإِنْ تُبْلِغْــكِ أَرْبَعُـكِ اللَّوَاتِي
بِهِـــنَّ إِلَيْــكِ أَرْجِـعُ كُـلَّ عَـامِ
تَكُـــوني مِثْـــلَ مَيِّتَــةٍ فَحَيَّـتْ
وَقَــدْ بَلِيَــتْ بِتَنْضَـاحِ الرِّهَـامِ
قَــدِ اسْــتَبْطَأْتُ نَاجِيَـةً ذَمُـولاً
وَإِنَّ الهَــمَّ بِــي فِيهَـا لَسَـامِي
أَقُــولُ لَهَــا إِذَا عَطَفَــتْ وَعَضَّتْ
بِمُورِكَــةِ الــوِرَاكِ مَـعَ الزِّمَامِ
إِلَامَ تَلَفَّـــتِينَ وَأَنْـــتِ تَحْــتِي
وَخَيـْــرُ النَّــاسِ كُلُّهُـمُ أَمَـامِي
مَــتَى تَــأْتِي الرُّصَافَةَ تَسْتَرِيحِي
مِــنَ التَّهْجِيـرِ وَالدَّبَرِ الدَّوَامِي
وَيُلْقَــى الرَّحْــلُ عَنْكِ وَتَسْتَغِيثِي
بِمِلْـءِ الأَرْضِ وَالمَلِــكِ الهُمَــامِ
كَـــأَنَّ أَرَاقِمــاً عَلِقَـتْ يَـدَاهَا
مُعَلَّقَـــةً إِلَـــى عَمَـدِ الرُّخَـامِ
تَــزِفُّ إِذَا العُــرَى لَقِيَتْ بُرَاهَا
زَفِيــفَ الهَادِجَــاتِ مِـنَ النَّعَامِ
إِذَا رَضْرَاضـــَةٌ وَطِــئَتْ عَلَيْهَــا
خَضـَبْنَ بُطُـــونَ مُثْعَلَــةٍ رِثَــامِ
إِذَا شــَرَكُ الطَّرِيـــقِ تَرَســَّمَتْهُ
تَــــأَوَّدُ تَحْتَـــهُ حَــذَرَ الكَلَامِ
كَــأَنَّ العَنْكَبُــوتَ تَـبِيتُ تَبْنِـي
عَلَــى الخَيْشـُومِ مِنْ زَبَدِ اللُّغَامِ
أَخِشــَّةَ كُــــلَّ جُرْشـُعَةٍ وَغَـــوْجٍ
مِــنَ النَّعَــمِ الَّذِي يَحْمِي سَنَامِي
كَــأَنَّ العِيــسَ حِيـنَ أُنِخْنَ هَجْراً
مُفَقَّـــــأَةٌ نَوَاظِرُهَـــا سـَوَامِي
تُــثِيرُ قَعَــاقِعَ الأَلْحَـى إِذَا مَا
تَلَاقَــتْ هَاجِــدَ العَـرَقِ النِّيَـامِ
فَمَـــا بَلَغَــتْ بِنَـا إِلَّا جَرِيضـاً
بِنِقْــيٍ فِــي العِظَامِ وَلَا السَّنَامِ
كَــأَنَّ النَّجْــمَ وَالجَـوْزَاءَ يَسْرِي
عَلَـــى آثَـــارِ صَـــادِرَةٍ أَوَامِ
وَصَـــادِيَةُ الصـُّدُورِ نَضـَحْتُ لَيْلاً
لَهُـــنَّ سـِجَالَ آجِنَـــةٍ طَــوَامِي
كَـأَنَّ نِصَــالَ يَــثْرِبَ سَــاقَطَتْهَا
عَلَــى الأَرْجَــاءِ مِنْ رِيشِ الحَمَامِ
عَمَــدْتُ إِلَيْــكَ خَيْـرَ النَّاسَ حَيّاً
لِتَنْعَــشَ أَوْ يَكُــونَ بِكَ اعْتِصَامِي
إِلَــى مَلِــكِ المُلُـوكِ جَمَعْتُ هَمِّي
عَلَــى المُتَرَدَّفَــاتِ مِـنَ السَّمَامِ
مِــنَ السـَّنَةِ الَّتِي لَمْ تُبْقِ شَيْئاً
مِــنَ الأَنْعَــامِ بَالِيَـةَ الثُّمَـامِ
وَحَبْــلُ اللـهِ حَبْلُــكَ مَـنْ يَنَلْهُ
فَمَــا لِعُــرىً إِلَيْـهِ مِنَ انْفِصَامِ
فَـــإِنِّي حَامِـــلٌ رَحْلِـي وَرَحْلِـي
إِلَيْـكَ عَلَى الوُهُـونِ مِـنَ العِظَامِ
عَلَـــى ســُفُنِ الفَلَاةِ مُرَدَّفَـــاتٍ
جُنَــاةَ الحَــرْبِ بِالذَّكَرِ الحُسَامِ
يَــدَاكَ يَــدٌ رَبِيـعُ النَّاسِ فِيهَا
وَفِـي الأُخْـرَى الشُّهُورُ مِنَ الحَرَامِ
فَــإِنَّ النَّــاسَ لَـوْلَا أَنْتَ كَانُوا
حَصَــى خَــرَزٍ تَسَـاقَطَ مِـنْ نِظَـامِ
وَلَيْـــسَ النَّــاسُ مُجْتَمِعِيـنَ إِلَّا
لِخِنْــدِفَ فِــي المَشُورَةِ وَالخِصَامِ
وَبَشــَّرَتِ الســَّمَاءُ الأَرْضَ لَمَّـــا
تَحَــــدَّثْنَا بِإِقْبَـــالِ الإِمَــامِ
إِلَــى أَهْــلِ العِـرَاقِ وَإِنَّمَا هُمْ
بَقَايَـــا مِثْـــلُ أَشْــلَاءٍ وَهَـامِ
أَتَانَـــا زَائِراً كَــانَتْ عَلَيْنَـا
زِيَــارَتُهُ مِــنَ النِّعَـمِ العِظَـامِ
أَمِيــرُ المُــؤْمِنِينَ بِـهِ نُعِشْـنَا
وَجُـــذَّ حِبَـــالُ آصَــارِ الإِثَـامِ
فَجَــاءَ بِسـُنَّةِ العُمَرَيــْنِ فِيهَـا
شــِفَاءٌ لِلصــُّدُورِ مِــنَ السـَّقَامِ
رَآكَ اللـهُ أَوْلَــى النَّـاسِ طُـرّاً
بِــــأَعْوَادِ الخِلَافَـــةِ وَالسـَّلَامِ
إِذَا مَــا سَــارَ فِـي أَرْضٍ تَرَاهَا
مُظَلَّلَـــةً عَلَيْـــهِ مِـنَ الغَمَـامِ
رَأَيْتُـــكَ قَــدْ مَلَأْتَ الأَرْضَ عَـدْلاً
وَضــَوْءاً وَهْــــيَ مُلْبَسـَةُ الظَّلَامِ
رَأَيْــتُ الظُّلْــمَ لَمَّـا قُمْـتَ جُذَّتْ
عُـــرَاهُ بِشـَفْرَتَيْ ذَكَــرٍ هُــذَامِ
تَعَــنَّ فَلَسْــتَ مُـدْرِكَ مَـا تَعَنَّـى
إِلَيْــهِ بِسَــاعِدَيْ جُعَـلِ الرَّغَـامِ
سـَتَخْزَى إِنْ لَقِيــتَ بِغَــوْرِ نَجْـدٍ
عَطِيَّـــةَ بَيْــنَ زَمْـزَمَ وَالمَقَـامِ
عَطِيَّــةَ فَــارِسَ القَعْسـَاءِ يَوْمـاً
وَيَوْمــاً وَهْــيَ رَاكِــدَةُ الصِّيَامِ
إِذَا الخَطَفَــى لَقِيــتَ بِهِ مُعِيداً
فَأَيُّهُمَـــــا يُضــَمِّرُ لِلضِّـــمَامِ
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.