
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَحِـــنُّ بِــزَوْرَاءِ المَدِينَـةِ نَـاقَتِي
حَنِيــنَ عَجُــولٍ تَبْتَـغِي البَـوَّ رَائِمِ
وَيَــا لَيْـتَ زَوْرَاءَ المَدِينَـةِ أَصْبَحَتْ
بِأَحْفَــارِ فَلْــجٍ أَوْ بِسَيْفِ الكَـوَاظِمِ
وَكَــمْ نَـامَ عَنِّـي بِالمَدِينَةِ لَمْ يُبَلْ
إِلَـــيَّ اطِّلَاعَ النَّفْـسِ دُونَ الحَيَـازِمِ
إِذَا جَشـَأَتْ نَفْسِــي أَقُولُ لَهَا ارْجِعِي
وَرَاءَكِ وَاسْـــتَحْيِي بَيَـاضَ اللَّهَـازِمِ
فَــإِنَّ الَّـتِي ضـَرَّتْكَ لَـوْ ذُقْتَ طَعْمَهَا
عَلَيْــكَ مِـنَ الأَعْبَـاءِ يَـوْمَ التَّخَاصُمِ
وَلَسْـــتَ بِمَــأْخُوذٍ بِلَغْــوٍ تَقُــولُهُ
إِذَا لَــمْ تَعَمَّـدْ عَاقِـدَاتِ العَـزَائِمِ
وَلَمَّــا أَبَـوْا إِلَّا الرَّحِيـلَ وَأَعْلَقُوا
عُــرىً فِــي بُـرىً مَخْشُوشَةٍ بِالخَزَائِمِ
وَرَاحُـــوا بِجُثْمَــانِي وَأَمْسَكَ قَلْبَـهُ
حُشَاشــَتُهُ بَيْـــنَ المُصـَلَّى وَوَاقِــمِ
أَقُـــولُ لِمَغْلُــوبٍ أَمَــاتَ عِظَــامَهُ
تَعَـــاقُبُ أَدْرَاجِ النُّجُـومِ العَـوَائِمِ
إِذَا نَحْــنُ نَادَيْنَـا أَبَى أَنْ يُجِيبَنَا
وَإِنْ نَحْــنُ فَـدَّيْنَاهُ غَيْـرَ الغَمَـاغِمِ
ســَيُدْنِيكَ مِـنْ خَيْـرِ البَرِيَّةِ فَاعْتَدِلْ
تَنَاقُـــلُ نَــصَّ اليَعْمُلَاتِ الرَّوَاســِمِ
إِلَــى المُـؤْمِنِ الفَكَّـاكِ كُـلَّ مُقَيَّـدٍ
يَــدَاهُ وَمُلْقِـي الثِّقْـلِ عَنْ كُلِّ غَارِمِ
بِكَفَّيْـــنِ بَيْضَـاوَيْنِ فِـي رَاحَتَيْهِمَـا
حَيَــا كُـلُّ شـَيْءٍ بِـالغُيُوثِ السَّوَاجِمِ
بِخَيْــرِ يَـدَيْ مَـنْ كَـانَ بَعْـدَ مُحَمَّـدٍ
وَجَـــارَيْهِ وَالمَظْلُــومِ لِلَّـهِ صَـائِمِ
فَلَمَّــا حَبَا وَادِي القُرَى مِنْ وَرَائِنَا
وَأَشْــرَفْنَ أَقْتَـارَ الفِجَـاجِ القَوَائِمِ
لَــوَى كُـلُّ مُشْـتَاقٍ مِـنَ القَوْمِ رَأْسَهُ
بِمُغْرَوْرِقَـــاتٍ كَالشـِّنَانِ الهَــزَائِمِ
وَأَيْقَـــنَ أَنَّـــا لَا نَـــرُدُّ صُدُورَهَا
وَلَمَّــا تُوَاجِهْهَــا جِبَـالُ الجَرَاجِـمِ
أَكُنْتُــمْ ظَنَنْتُـمْ رِحْلَـتِي تَنْثَنِي بِكُمْ
وَلَـــمْ يَنْقُـضِ الإِدْلَاجُ طَـيَّ العَمَـائِمِ
لَبِئْسَ إِذاً حَــامِي الحَقِيقَـةِ وَالَّـذِي
يُلَاذُ بِـــهِ فِــي المُعْضِلَاتِ العَظَـائِمِ
وَمَــاءٍ كَــأَنَّ الـدِّمْنَ فَـوْقَ جَمَـامِهِ
عِبَــاءٌ كَسـَتْهُ مِـنْ فُـرُوجِ المَخَـارِمِ
رِيَــاحٌ عَلَـى أَعْطَـانِهِ حَيْـثُ تَلْتَقِـي
عَفَـــا وَخَلَا مِــنْ عَهْـدِهِ المُتَقَـادِمِ
وَرَدْتُ وَأَعْجَـــازُ النُّجُــومِ كَأَنَّهَــا
وَقَــدْ غَـارَ تَالِيهَـا هَجَـائِنُ هَـاجِمِ
بِغِيــــدٍ وَأَطْلَاحٍ كَـــأَنَّ عُيُونَهَـــا
نِطَــــاقٌ أَظَلَّتْهَــا قِلَاتُ الجَمَــاجِمِ
كَــأَنَّ رِحَـالَ المَيْـسِ ضـَمَّتْ حِبَالُهَـا
قَنَـــاطِرَ طَــيِّ الجَنْــدَلِ المُتَلَاجِـمِ
إِلَيْـــكَ وَلِــيَّ الحَـقِّ لَاقَـى غُرُوضَهَا
وَأَحْقَابَهَـــا إِدْرَاجُهَــا بِالمَنَاسـِمِ
نَــوَاهِضَ يَحْمِلْـنَ الهُمُـومَ الَّتِي جَفَتْ
بِنَــا عَنْ حَشَايَا المُحْصَنَاتِ الكَرَائِمِ
لِيَبْلُغْــنَ مِلْـءَ الأَرْضِ نُـوراً وَرَحْمَـةً
وَعَــدْلاً وَغَيْـثَ المُغْبِـرَاتِ القَـوَاتِمِ
جُعِلْــتَ لِأَهْــلِ الأَرْضِ أَمْنــاً وَرَحْمَـةً
وَبُــرْءاً لِآثَــارِ القُـرُوحِ الكَـوَالِمِ
كَمَـــا بَعَــثَ اللهُ النَبِـيَّ مُحَمَّـداً
عَلَــى فَـتْرَةٍ وَالنَّـاسُ مِثْلُ البَهَائِمِ
وَرِثْتُــمْ قَنَـاةَ المُلْـكِ غَيْـرَ كَلَالَـةٍ
عَــنِ ابْــنِ مَنَـافٍ عَبْـدِ شَمْسٍ وَهَاشِمِ
تَــرَى التَّـاجَ مَعْقُـوداً عَلَيْهِ كَأَنَّهُمْ
نُجُـــومٌ حَـوَالَيْ بَـدْرِ مُلْـكٍ قُمَـاقِمِ
عَجِبْـــتُ إِلَــى الجَحَّـادِ أَيَّ إِمَـارَةٍ
أَرَادَ لِأَنْ يَزْدَادَهَــــا أَوْ دَرَاهِـــمِ
وَكَــانَ عَلَـى مَـا بَيْـنَ عَمّانَ وَاقِفاً
إِلَـى الصِّينِ قَدْ أَلْقَوْا لَهُ بِالخَزَائِمِ
فَلَمَّــا عَتَـا الجَحَّـادُ حِيـنَ طَغَى بِهِ
غِنــىً قَـالَ إِنِّـي مُرْتَـقٍ فِي السَّلَالِمِ
فَكَــانَ كَمَـا قَالَ ابـنُ نُوحٍ سَأَرْتَقِي
إِلَــى جَبَـلٍ مِـنْ خَشْـيَةِ المَاءِ عَاصِمِ
رَمَــى اللهُ فِي جُثْمَانِهِ مِثْلَ مَا رَمَى
عَــنِ القِبْلَةِ البَيْضَاءِ ذَاتِ المَحَارِمِ
جُنُـوداً تَسُـوقُ الفِيـلَ حَتَّـى أَعَادَهَا
هَبَــاءً وَكَـانُوا مُطْرَخِمِّـي الطَّرَاخِـمِ
نُصـِرْتَ كَنَصْــرِ البَيْـتِ إِذْ سَاقَ فِيلَهُ
إِلَيْـــهِ عَظِيـمُ المُشْـرِكِينَ الأَعَـاجِمِ
وَمَـــا نُصـِرَ الحَجَّـــاجُ إِلَّا بِغَيْـرِهِ
عَلَـــى كُــلِّ يَـوْمٍ مُسْـتَحِرِّ المَلَاحِـمِ
بِقَــوْمٍ أَبُو العَاصِي أَبُوهُم تَوَارَثُوا
خِلَافَـــةَ مَهْــدِيٍّ وَخَيْــرِ الخَــوَاتِمِ
وَلَا رَدَّ مُـــذْ خَــطَّ الصَّحِيفَةَ نَاكِثـاً
كَلَامـــاً وَلَا بَـاتَتْ لَـهُ عَيْـنُ نَـائِمِ
وَلَا رَجَعُــوا حَتَّــى رَأَوْا فِـي شِمَالِهِ
كِتَابــاً لِمَغْـرُورٍ لَـدَى النَّارِ نَادِمِ
أَتَـــانِي وَرَحْلِـي بِالمَدِينَـةِ وَقْعَـةٌ
لِآلِ تَمِيـــمٍ أَقْعَـــدَتْ كُـــلَّ قَـائِمِ
كَــأَنَّ رُؤُوسَ النَّــاسِ إِذْ سَمِعُوا بِهَا
مُدَمَّغَــــةٌ مِــنْ هَازِمَــاتٍ أَمَــائِمِ
فِــدىً لِسـُيُوفٍ مِــنْ تَمِيمٍ وَفَـى بِهَا
رِدَائِي وَجَلَّـتْ عَــنْ وُجُــوهِ الأَهَـاتِمِ
شــَفَيْنَ حَـزَازَاتِ النُّفُـوسِ وَلَـمْ تَدَعْ
عَلَيْنَـــا مَقَــالاً فِــي وَفَـاءٍ لِلَائِمِ
أَبَأْنَــا بِهِـمْ قَتْلَى وَمَا فِي دِمَائِهِمْ
وَفَـــاءٌ وَهُـنَّ الشَّـافِيَاتُ الحَـوَائِمِ
جَــزَى اللـهُ قَوْمِي إِذْ أَرَادَ خِفَارَتِي
قُتَيْبَــةُ ســَعْيَ الأَفْضـَلَيْنَ الأَكَــارِمِ
هُــمُ ســَمِعُوا يَـوْمَ المُحَصَّبِ مِنْ مِنىً
نِـدَائِي إِذَا الْتَفَّـتْ رِفَـاقُ المَوَاسِمِ
هُـــمُ طَلَبُوهَــا بِالسُّيُوفِ وَبِالقَنَـا
وَجُـــرْدٍ شـَجٍ أَفْوَاهُهَــا بِالشـَّكَائِمِ
تُقَـــادُ وَمَــا رُدَّتْ إِذَا مَـا تَوَهَّسَتْ
إِلَــى البَأْسِ بِالمُسْتَبْسِلِينَ الضَّرَاغِمِ
كَأَنَّــكَ لَــمْ تَسْـمَعْ تَمِيماً إِذَا دَعَتْ
تَمِيـمٌ وَلَــمْ تَسـْمَعْ بِيَوْمِ ابنِ خَازِمِ
وَقَبْلَـكَ عَجَّلْنَــا ابْـنَ عَجْلَـى حِمَامَهُ
بِأَسْــيَافِنَا يَصْـدَعْنَ هَـامَ الجَمَـاجِمِ
وَمَــا لَقِيَــتْ قَيْـسُ بْـنُ عَيْلَانَ وَقْعَةً
وَلَا حَـــرَّ يَـوْمٍ مِثْـلَ يَـوْمِ الأَرَاقِـمِ
عَشـِيَّةَ لَاقَــى ابـنُ الحُبَـابِ حِسَـابَهُ
بِسـِنْجَارَ أَنْضَــاءَ السـُّيُوفِ الصَّوَارِمِ
نَبَحْــتَ لِقَيْـسٍ نَبْحَـةً لَـمْ تَـدَعْ لَهَا
أُنُـــوفاً وَمَــرَّتْ طَيْرُهَـا بِالأَشَـائِمِ
نَــدِمْتَ عَلَـى العِصْـيَانِ لَمَّا رَأَيْتَنَا
كَأَنَّــا ذُرَى الأَطْـوَادِ ذَاتِ المَخَـارِمِ
عَلَـــى طَاعَـةٍ لَـوْ أَنَّ أَجْبَـالَ طَيِّـئٍ
عَمَــدْنَ لَهَـا وَالهَضْـبَ هَضْبَ التَّهَائِمِ
لِيَنْقُلْنَهَــا لَـمْ يَسْـتَطِعْنَ الَّذِي رَسَا
لَهَــا عِنْـدَ عَـالٍ فَـوْقَ سَبْعِينَ دَائِمِ
وَأَلقَيْـــتَ مِـنْ كَفَّيْـكَ حَبْـلَ جَمَاعَـةٍ
وَطَاعَـــةَ مَهْــدِيٍّ شَدِيــدِ النَّقَـائِمِ
فَــإِنْ تَـكُ قَيْـسٌ فِـي قُتَيْبَـةَ أُغْضِبَتْ
فَلَا عَطَســَتْ إِلَّا بِأَجْــــدَعَ رَاغِــــمِ
وَمَـــا كَــانَ إِلَّا بَاهِلِيّــاً مُجَـدَّعاً
طَغَــى فَسـَقَيْنَاهُ بِكَـأْسِ ابْـنِ خَـازِمِ
لَقَــدْ شـَهِدَتْ قَيْـسٌ فَمَـا كَانَ نَصْرُهَا
قُتَيْبَـــــةَ إِلَّا عَضـَّهَا بِالأَبَــــاهِمِ
فَـــإِنْ تَقْعُـدُوا تَقْعُـدْ لِئَامٌ أَذِلَّـةٌ
وَإِنْ عُـــدْتُمُ عُـــدْنَا بِـبِيضٍ صَوَارِمِ
أَتَغْضـَبُ أَنْ أُذْنَـــا قُتَيْبَــةَ حُزَّتَـا
جِهَــاراً وَلَـمْ تَغْضَبْ لِيَوْمِ ابْنِ خَازِمِ
وَمَـــا مِنْهُمَــا إِلَّا بَعَثْنَـا بِرَأْسـِهِ
إِلَـى الشَّأْمِ فَوْقَ الشَّاحِجَاتِ الرَّوَاسِمِ
تَذَبْــذَبُ فِـي المِخْلَاةِ تَحْـتَ بُطُونِهَـا
مُحَذَّفَـــةَ الأّذْنَــابِ جُلْـحَ المَقَـادِمِ
سـَتَعْلَمُ أَيُّ الــوَادِيَيْنِ لَـهُ الثَّـرَى
قَــدِيماً وَأَوْلَـى بِـالبُحُورِ الخَضَارِمِ
أَوَادٍ بِـــهِ صـِنُّ الوِبَـــارِ يُسِـيلُهُ
إِذَا بَــالَ فِيهِ الوَبْرُ فَوْقَ الخَرَاشِمِ
كَــوَادٍ بِـهِ البَيْـتُ العَـتِيقُ تَمُـدُّهُ
بُحُــورٌ طَمَــتْ مِـنْ عَبْـدِ شَمْسٍ وَهَاشِمِ
فَمَــا بَيْـنَ مَنْ لَمْ يُعْطِ سَمْعاً وَطَاعَةً
وَبَيْـــنَ تَمِيــمٍ غَيْـرُ حَـزِّ الحَلَاقِـمِ
وَكَــانَ لَهُـمْ يَوْمَـانِ كَانَـا عَلَيْهِـمُ
كَأَيَّــامِ عَــادٍ بِــالنُّحُوسِ الأَشَـائِمِ
وَيَــوْمٌ لَهُـمْ مِنَّـا بِحَوْمَانَـةَ الْتَقَتْ
عَلَيْهِـــمْ ذُرَى حَوْمَـاتِ بَحْـرٍ قُمَـاقِمِ
تَخَلَّــى عَـنِ الـدُّنْيَا قُتَيبَةُ إِذْ رَأَى
تَمِيمــاً عَلَيْهَا البِيضُ تَحْتَ العَمَائِمِ
غَــدَاةَ اضْـمَحَلَّتْ قَيْـسُ عَيْلَانَ إِذْ دَعَا
كَمَـــا يَضْـمَحِلُّ الآلُ فَـوْقَ المَخَـارِمِ
لِتَمْنَعَـــهُ قَيْــسٌ وَلَا قَيْــسَ عِنْــدَهُ
إِذَا مَــا دَعَا أَوْ يَرْتَقِي فِي السَّلَالِمِ
تُحَـــرِّكُ قَيْــسٌ فِــي رُؤُوسٍ لَئِيمَــةٍ
أُنُـــوفاً وَآذَانــاً لِئَامَ المَصَـالِمِ
وَلَمَّــا رَأَيْنَـا المُشْـرِكِينَ يَقُـودُهُمْ
قُتَيْبَــةُ زَحْفـاً فِـي جُمُـوعِ الزَّمَازِمِ
ضــَرَبْنَا بِسـَيْفٍ فِـي يَمِينِـكَ لَمْ نَدَعْ
بِــهِ دُونَ بَـابِ الصِّـينِ عَيْناً لِظَالِمِ
بِـــهِ ضــَرَبَ اللهُ الَّـذِينَ تَحَزَّبُـوا
بِبَـــدْرٍ عَلَـى أَعْنَـاقِهِمْ وَالمَعَاصـِمِ
فَــإِنَّ تَمِيمـاً لَـمْ تَكُـنْ أُمُّهُ ابْتَغَتْ
لَـــهُ صـِحَّةً فِــي مَهْـدِهِ بِالتَّمَـائِمِ
كَــــأَنَّ أَكُـــفَّ القَـــابِلَاتِ لِأُمِّــهِ
رَمَيْـــنَ بِعَــادِيِّ الأُسُـودِ الـضَّرَاغِمِ
تَـــأَزَّرَ بَيْـنَ القَـابِلَاتِ وَلَـمْ يَكُـنْ
لَــــهُ تَــوْأَمٌ إِلَّا دَهَــاءٌ لِحَــازِمِ
وَضـَبَّةُ أَخْــوَالِي هُـمُ الهَامَـةُ الَّتِي
بِهــــا مُضـَرٌ دَمّاغَـــةٌ لِلجَمَــاجِمِ
إِذَا هِــيَ مَاسـَتْ فِي الحَدِيدِ وَأَعْلَمَتْ
تَمِيــمٌ وَجَاشـَتْ كَـالبُحُورِ الخَضَـارِمِ
فَمَــا النّـَاسُ فِي جَمْعَيْهِمُ غَيْرُ حِشْوَةٍ
إِذَا خَمَــدَ الأَصْـوَاتُ غَيْـرَ الغَمَـاغِمِ
كَــذَبْتَ ابنَ دِمنِ الأَرْضِ وَابنَ مَرَاغِهَا
لَآلُ تَمِيـــــمٍ بِالســُّيُوفِ الصـَّوَارِمِ
جَلَــوْا حُمَمـاً فَوْقَ الوُجُوهِ وَأَنْزَلُوا
بِعَيْلَانَ أَيَّامــــاً عِظَــامَ المَلَاحِــمِ
تُعَيِّرُنَـــا أَيَّـامَ قَيْــسٍ وَلَـمْ نَـدَعْ
لِعَيْلَانَ أَنْفـــاً مُسْـــتَقِيمَ الخَيَاشِمِ
فَمَــا أَنْـتَ مِـنْ قَيْـسٍ فَتَنْبَحَ دُونَهَا
وَلَا مِــنْ تَمِيـمٍ فِـي الرُّؤُوسِ الأَعَاظِمِ
وَإِنَّـــكَ إِذْ تَهْجُــو تَمِيمـاً وَتَرْتَشِي
تَبَــابِينَ قَيْــسٍ أَوْ سُحُوقَ العَمَـائِمِ
كَمُهْرِيــقِ مَــاءٍ بِــالفَلَاةِ وَغَــرَّهُ
سـَرَابٌ أَثَـــارَتْهُ رِيَــاحُ السـَّمَائِمِ
بَلَــى وَأَبِيـكَ الكَلْـبِ إِنِّـي لَعَـالِمٌ
بِهِـمْ فَهُـمُ الأَدْنَـوْنَ يَـوْمَ التَّزَاحُـمِ
فَقَــرِّبْ إِلَـى أَشْـيَاخِنَا إِذْ دَعَـوْتَهُمْ
أَبَــاكَ وَدَعْـدِع بِالجِـدَاءِ التَّـوَائِمِ
فَلَــوْ كُنْتَ مِنْهُمْ لَمْ تَعِبْ مِدْحَتِي لَهُمْ
وَلَكِـــنْ حِمَــارٌ وَشْــيُهُ بِـالقَوَائِمِ
أَنَــا ابْـنُ تَمِيمٍ وَالمُحَامِي وَرَاءَهَا
إِذَا أَسْــلَمَ الجَـانِي ذِمَارَ المَحَارِمِ
إِذَا مَــا وُجُوهُ النَّاسِ سَالَتْ جِبَاهُهَا
مِــنَ العَـرَقِ المَعْبُوطِ تَحْتَ العَمَائِمِ
أَبِــي مَنْ إِذَا مَا قِيلَ مَنْ أَنْتَ مُعْتَزٍ
إِذَا قِيــلَ مِمَّـنْ قَـوْمُ هَذَا المُرَاجِمِ
أَدِرْســَانَ قَيْـسٍ لَا أَبَـا لَـكَ تَشْـتَرِي
بِــأَعْرَاضِ قَـوْمٍ هُـمْ بُنَـاةِ المَكَارِمِ
وَمَــا عَلِــمَ الأَقْـوَامُ مِثْـلَ أَسِيرِنَا
أَسِـــيراً وَلَا إِجْــدَافِنَا بِـالكَوَاظِمِ
إِذَا عَجَــزَ الأَحْيَـاءُ أَنْ يَحْمِلُوا دَماً
أَنَـــاخَ إِلَـى أَجْـدَاثِنَا كُـلُّ غَـارِمِ
تَـــرَى كُـلَّ مَظْلُـومٍ إِلَيْنَـا فِـرَارُهُ
وَيَهْـــرُبُ مِنَّــا جَهْــدَهُ كُـلُّ ظَـالِمِ
أَبَــتْ عَـامِرٌ أَنْ يَأخُـذُوا بِأَسِـيرِهِمْ
مِئِيــنَ مِـنَ الأَسْـرَى لَهُـمْ عِنْدَ دَارِمِ
وَقَــالُوا لَهُـمْ زِيدُوا عَلَيْهِمْ فَإِنَّهُمْ
لَغَــاءٌ وَإِنْ كَـانُوا ثُغَـامَ اللَّهَازِمِ
رَأَوْا حَاجِبــاً أَغْلَـى فِـدَاءً وَقَـوْمَهُ
أَحَـــقَّ بِأَيَّــامِ العُلَـى وَالمَكَـارِمِ
فَلَا نَقْتُـــلُ الأَسْــرَى وَلَكِـنْ نَفُكُّهُـمْ
إِذَا أَثْقَــلَ الأَعْنَـاقَ حَمْـلُ المَغَارِمِ
فَهَــلْ ضـَرْبَةُ الرُّومِـيِّ جَاعِلَـةٌ لَكُـمْ
أَبــاً عَـنْ كُلَيْـبٍ أَوْ أَباً مِثْلَ دَارِمِ
كَــذَاكَ سُيُوفُ الهِنْـدِ تَنْبُـو ظُبَاتُهَا
وَيَقْطَعْــنَ أَحْيَانـاً مَنَـاطَ التَّمَـائِمِ
وَيَــوْمَ جَعَلْنَـا الظِـلَّ فِيـهِ لِعَـامِرٍ
مُصــَمَّمَةً تَفْـــأَى شـُؤُونَ الجَمَــاجِمِ
فَمِنْهُـــنَّ يَـوْمٌ لِلبَرِيكَيْـنِ إِذْ تَـرَى
بَنُـــو عَـامِرٍ أَنْ غَـانِمٌ كُـلُّ سَـالِمِ
وَمِنْهُــنَّ إِذْ أَرْخَــى طُفَيْـلُ بْنُ مَالِكٍ
عَلَــى قُـرْزُلٍ رِجْلَـيْ رَكُـوضِ الهَزَائِمِ
وَنَحْــنُ ضــَرَبْنَا مِـنْ شُتَيْرِ بنِ خالِدٍ
عَلَــى حَيْـثُ تَسْتَسْـقِيهِ أُمُّ الجَمَـاجِمِ
وَيَــوْمَ ابـنِ ذِي سَيْدَانَ إِذْ فَوَّزَتْ بِهِ
إِلَـى المَوْتِ أَعْجَازُ الرِّمَاحِ الغَوَاشِمِ
وَنَحْــنُ ضـَرَبْنَا هَامَـةَ ابـنِ خُوَيْلِـدٍ
يَزِيــدَ عَلَـى أُمِّ الفِـرَاخِ الجَـوَاثِمِ
وَنَحْــنُ قَتَلْنَـا ابْنَـيْ هُتَيْمٍ وَأَدْرَكَتْ
بُجَيْــراً بِنَـا رُكْـضُ الذُّكُورِ الصَّلَادِمِ
وَنَحْـــنُ قَسـَمْنَا مِــنْ قُدَامَـةَ رَأْسَهُ
بِصـَدْعٍ عَلَـــى يَـــافُوخِهِ مُتَفَــاقِمِ
وَعَمْــراً أَخَـا عَـوْفٍ تَرَكْنَـا بِمُلْتَقىً
مِــنَ الخَيْلِ فِي سَامٍ مِنَ النَّقْعِ قَاتِمِ
وَنَحْــنُ تَرَكْنَــا مِـنْ هِلَالِ بـنِ عَامِرٍ
ثَمَــانِينَ كَهْلاً لِلنُّسُـــورِ القَشَـاعِمِ
بِـــدَهْنَا تَمِيــمٍ حَيْـثُ سُدَّتْ عَلَيْهِـمُ
بِمُعْتَـــرَكٍ مِــنْ رَمْلِهَـا المُتَرَاكِـمِ
وَنَحْــنُ مَنَعْنَـا مِـنْ مَصَـادٍ رِمَاحَنَـا
وَكُنَّـــا إِذَا يَلْقَيْــنَ غَيْـرَ حَـوَائِمِ
رُدَيْنِيَّـــةً صـُمَّ الكُعُـــوبِ كَأَنَّهَــا
مَصَـــابِيحُ فِـي تَرْكِيبِهَـا المُتَلَاحِـمِ
وَنَحْــنُ جَـدَعْنَا أَنْـفَ عَيْلَانَ بِالقَنَـا
وَبِالرَّاسـِيَاتِ الــبِيضِ ذَاتِ القَوَائِمِ
وَلَــوْ أَنَّ قَيْسـاً قَيْـسَ عَيْلَانَ أَصْـبَحَتْ
بِمُسْـــتَنِّ أَبْــوَالِ الرُّبَــابِ وَدَارِمِ
لَكَــانُوا كَأَقْـذَاءٍ طَفَـتْ فِـي غُطَامِطٍ
مِــنَ البَحْـرِ فِـي آذِيِّهَـا المُتَلَاطِـمِ
فَإِنَّــا أُنَـــاسٌ نَشْــتَرِي بِـدِمَائِنَا
دِيَــارَ المَنَايَـا رَغْبَةً فِي المَكَارِمِ
أَلَسْــنَا أَحَـقَّ النَّـاسِ يَوْمَ تَقَايَسُوا
إِلَــى المَجْدِ بِالمُسْتَأْثِرَاتِ الجَسَائِمِ
مُلُـــوكٌ إِذَا طَمَّــتْ عَلَيْـكَ بُحُورُهَـا
تَطَحْطَحْـــتَ فِــي آذِيِّهَـا المُتَصَـادِمِ
إِذَا مَــا وُزِنَّـا بِالجِبَـالِ رَأَيْتَنَـا
نَمِيـــلُ بِأَنْضَـادِ الجِبَـالِ الأَضَـاخِمِ
تَرَانَـــا إِذَا صـَعَّدْتَ عَيْنَـكَ مُشْـرِفاً
عَلَيْـــكَ بِــأَطْوَادٍ طِـوَالِ المَخَـارِمِ
وَلَــوْ سُئِلَتْ مَنْ كُفْؤُنَا الشَّمْسُ أَوْمَأَتْ
إِلَــى ابْنَـيْ مَنَـافٍ عَبْدِ شَمْسٍ وَهَاشِمِ
وَكَيْــفَ تُلَاقِـي دَارِمـاً حَيْـثُ تَلْتَقِـي
ذُرَاهَــا إِلَـى حَيْثُ النُّجُومِ التَّوَائِمِ
لَقَــدْ تَرَكَــتْ قَيْسـاً ظُبَـاتُ سُيُوفِنَا
وَأَيْــدٍ بِأَعْجَـازِ الرِّمَـاحِ اللَّهَـاذِمِ
وَقَـــائِعُ أَيَّــامٍ أَرَيْــنَ نِسَــاءَهُمْ
نَهَــاراً صـَغِيرَاتِ النُّجُـومِ العَوَائِمِ
بِـــذِي نَجَـــبٍ يَــوْمٌ لِقَيْـسٍ شَرِيدُهُ
كَــثِيرُ اليَتَـامَى فِـي ظِلَالِ المَـآتِمِ
وَنَحْـــنُ تَرَكْنَــا بِالدَّفِينَـةِ حَاضِراً
لِآلِ ســُلَيْمٍ هَـــامُهُمْ غَيْــرُ نَــائِمِ
حَلَفْــتُ بِـرَبِّ الرَّاقِصَـاتِ إِلَـى مِنـىً
يَقِيـــنَ نَهَــاراً دَامِيَـاتِ المَنَاسِمِ
عَلَيْهِــنَّ شـُعْثٌ مَـا اتَّقَوْا مِنْ وَدِيقَةٍ
إِذَا مَــا الْتَظَتْ شَهْبَاؤُهَا بِالعَمَائِمِ
لَتَحْتَلِبَـــنْ قَيْــسُ بـنُ عَيْلَانَ لَقْحَـةً
صـَرىً ثَـــرَّةً أَخْلَافُهَـــا غَيْـرَ رَائِمِ
لَعَمْـــرِي لَئِنْ لَامَـتْ هَـوْازِنُ أَمْرَهَـا
لَقَـــدْ أَصْـبَحَتْ حَلَّـتْ بِـدَارِ المَلَاوِمِ
وَلَــوْلَا ارْتِفَـاعِي عَـنْ سُلَيْمٍ سَقَيْتُهَا
كِئَاسَ ســِمَامٍ مُــــــرَّةً وَعَلَاقِــــمِ
فَمَــا أَنْتُمُ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ فِي الذُّرَى
وَلَا مِــنْ أَثَافِيهَـا العِظَامِ الجَمَاجِمِ
إِذَا حُصـِّلَتْ قَيْــسٌ فَــأَنْتُمْ قَلِيلُهَـا
وَأَبْعَـــدُهَا مِــنْ صُلْبِ قَيْـسٍ لِعَـالِمِ
وَأَنْتُــــمْ أَذَلُّ قَيْــسِ عَيْلَانَ حُبْــوَةً
وَأَعْجَزُهَـــا عِنْـدَ الأُمُـورِ العَـوَارِمِ
وَمَــا كَـانَ هَـذَا النَّاسُ حَتَّى هَدَاهُمُ
بِنَــا اللـهُ إِلَّا مِثْـلَ شَاءِ البَهَائِمِ
فَمَـــا مِنْهُــمُ إِلَّا يُقَــادُ بِــأَنْفِهِ
إِلَـــى مَلِـكٍ مِـنْ خِنْـدِفٍ بِـالخَزَائِمِ
عَجِبْــتُ إِلَـى قَيْـسٍ وَمَـا قَـدْ تَكَلَّفَتْ
مِــنَ الشِّقْوَةِ الحَمْقَاءِ ذَاتِ النَّقَائِمِ
يَلُــوذُونَ مِنِّـي بِالمَرَاغَـةِ وَابْنِهَـا
وَمَـــا مِنْهُمَــا مِنِّـي لِقَيْـسٍ بِعَاصِمِ
فَيَـــا عَجَبَـــا حَتَّـى كُلَيْـبٌ تَسُبُّنِي
وَكَـــانَتْ كُلَيْــبٌ مَـدْرَجاً لِلمَشَـاتِمِ
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.