
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَأَطْلَــسَ عَسَّالٍ وَمَـا كَـانَ صَـاحِباً
دَعَــوْتُ بِنَــارِي مَوْهِنـاً فَأَتَـانِي
فَلَمَّـا دَنَـا قُلْـتُ ادْنُ دُونَكَ إِنَّنِي
وَإِيَّـــاكَ فِــي زَادِي لَمُشْــتَرِكَانِ
فَبِــتُّ أُسَوِّي الـزَّادَ بَيْنِـي وَبَيْنَهُ
عَلَـــى ضـَوْءِ نَــارٍ مَـرَّةً وَدُخَـانِ
فَقُلْـــتُ لَــهُ لَمَّـا تَكَشَّرَ ضَـاحِكاً
وَقَـــائِمُ سَيْفِي مِـنْ يَـدِي بِمَكَـانِ
تَعَــشَّ فَـإِنْ وَاثَقْتَنِـي لَا تَخُـونُنِي
نَكُـنْ مِثْـلَ مَـنْ يَـا ذِئْبُ يَصْطَحِبَانِ
وَأَنْتَ امْرُؤٌ يَا ذِئْبُ وَالغَدْرُ كُنْتُمَا
أُخَيَّيْـــنِ كَانَـــا أُرْضِعَا بِلِبَـانِ
وَلَـوْ غَيْرَنَـا نَبَّهْـتَ تَلْتَمِسُ القِرَى
أَتَــــاكَ بِسـَهْمٍ أَوْ شـَبَاةَ سـِنَانِ
وَكُـلُّ رَفِيقَـيْ كُـلِّ رَحْـلٍ وَإِنْ هُمَـا
تَعَـاطَى القَنَـا قَوْمَاهُمَـا أَخَـوَانِ
فَهَــلْ يَرْجِعَـنَّ اللهُ نَفْسـاً تَشَعَّبَتْ
عَلَــى أَثَـرِ الغَـادِينَ كُـلَّ مَكَـانِ
فَأَصْــبَحْتُ لَا أَدْرِي أَأَتْبَـعُ ظَاعِنـاً
أَمِ الشـَّوْقُ مِنِّـي لِلمُقِيـمِ دَعَـانِي
وَمَـــا مِنْهُمَــا إِلَّا تَــوَلَّى بِشِقَّةٍ
مِـنَ القَلْـبِ فَالعَيْنَـانِ تَبْتَـدِرَانِ
وَلَـوْ سُئِلَتْ عَنِّـي النَّـوَارُ وَقَوْمُهَا
إِذاً لَـمْ تُـوَارِ النَّاجِـذَ الشَّفَتَانِ
لَعَمْـرِي لَقَـدْ رَقَّقْتِنِـي قَبْـلَ رِقَّتِي
وَأَشْــعَلْتِ فِـيَّ الشَّيْبَ قَبْـلَ زَمَانِي
وَأَمْضـَحْتِ عِرْضِـي فِي الحَيَاةِ وَشِنْتِهِ
وَأَوْقَــدْتِ لِـي نَـاراً بِكُـلِّ مَكَـانِ
فَلَـوْلَا عَقَابِيـلُ الفُـؤَادِ الَّذِي بِهِ
لَقَــدْ خَرَجَــتْ ثِنْتَــانِ تَزْدَحِمَـانِ
وَلَكِـــنْ نَسِــيباً لَا يَـزَالُ يَشُلُّنِي
إِلَيْـــكَ كَــأَنِّي مُغْلَــقٌ بِرِهَــانِ
سـَوَاءٌ قَرِينُ السَّوْءِ فِي سَرَعِ البِلَى
عَلَـى المَـرْءِ وَالعَصْـرَانِ يَخْتَلِفَانِ
تَمِيــمٌ إِذَا تَمَّـتْ عَلَيْـكَ رَأَيْتَهَـا
كَلَيْــلٍ وَبَحْــرٍ حِيــنَ يَلْتَقِيَــانِ
هُـمُ دُونَ مَـنْ أَخْشَـى وَإِنِّي لَدُونَهُمْ
إِذَا نَبَـحَ العَـاوِي يَـدِي وَلِسَـانِي
فَلَا أَنَـا مُخْتَـارُ الحَيَـاةِ عَلَيْهِـمُ
وَهُـمْ لَـنْ يَـبِيعُونِي لِفَضْـلِ رِهَانِي
مَـتَى يَقْذِفُونِي فِي فَمِ الشَرِّ يَكْفِهِم
إِذَا أَسْـلَمَ الحَامِي الذِّمَارَ مَكَانِي
فَلَا لِامْــرِئٍ بِي حِيـنَ يُسْـنِدُ قَـوْمَهُ
إِلَـــيَّ وَلَا بِـــالأَكْثَرِينَ يَـــدَانِ
وَإِنَّـا لَتَرْعَـى الـوَحْشُ آمِنَـةً بِنَا
وَيَرْهَبُنَــــــا أَنْ نَغْضـَبَ الثَّقَلَانِ
فَضـَلْنَا بِثِنْتَيْــنِ المَعَاشِرَ كُلَّهُـمْ
بِـــأَعْظَمِ أَحْلَامٍ لَنَـــا وَجِفَـــانِ
جِبَالٌ إِذَا شَدُّوا الحُبَى مِنْ وَرَائِهِمْ
وَجِــنٌّ إِذَا طَــارُوا بِكُــلِّ عِنَـانِ
وَخَـرْقٍ كَفَـرْجِ الغَـوْلِ يَخْـرَسُ رَكْبُهُ
مَخَافَــةَ أَعْــدَاءٍ وَهَــوْلِ جِنَــانِ
قَطَعْــتُ بِخَرْقَـاءِ اليَـدَيْنِ كَأَنَّهَـا
إِذَا اضْــطَرَبَ النِّسْـعَانِ شَاةُ إِرَانِ
وَمَــاءُ سَدىً مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أَرْزَمَتْ
لِعِرْفَـــانِهِ مِــنْ آجِــنٍ وَدِفَــانِ
وَدَارِ حِفَـاظٍ قَـدْ حَلَلْنَـا وَغَيْرُهَـا
أَحَـــبُّ إِلَــى التِّرْعِيَّــةِ الشَّنَآنِ
نَزَلْنَا بِهَا وَالثَّغْرُ يُخْشَى انْخِرَاقُهُ
بِشـُعْثٍ عَلَـــى شـُعْثٍ وَكُــلِّ حِصَـانِ
نُهِيـنُ بِهَا النِّيبَ السِّمَانَ وَضَيْفُنَا
بِهَـا مُكْـرَمٌ فِـي البَيْتِ غَيْرُ مُهَانِ
فَعَمَّــنْ نُحَــامِي بَعْــدَ كُـلِّ مُدَجَّجٍ
كَرِيــمٍ وَغَــرَّاءِ الجَــبِينِ حَصَـانِ
حَـــرَائِرَ أَحْصـَنَّ البَنِيـنَ وَأَحْصَنَتْ
حُجُــورٌ لَهَــا أَدَّتْ لِكُــلِّ هِجَــانِ
تَصـَعَّدْنَ فِي فَرْعَيْ تَمِيمٍ إِلَى العُلَى
كَبَيْـــضِ أَدَاحٍ عَـــاتِقٍ وَعَـــوَانِ
وَمِنَّــا الَّـذِي سَلَّ السُّيُوفَ وَشَامَهَا
عَشـِيَّةَ بَــابِ القَصْــرِ مِنْ فَرَغَـانِ
عَشـِيَّةَ لَـمْ تَمْنَـعْ بَنِيهَـا قَبِيلَـةٌ
بِعِــــزٍّ عِرَاقِــــيٍّ وَلَا بِيَمَـــانِ
عَشـِيَّةَ مَــا وَدَّ ابـنُ غَـرَّاءَ أَنَّـهُ
لَــهُ مِــنْ سِوَانَا إِذْ دَعَا أَبَـوَانِ
عَشـِيَّةَ وَدَّ النَّـــاسُ أَنَّهُــمُ لَنَـا
عَبِيـــدٌ إِذِ الجَمْعَــانِ يَضْـطَرِبَانِ
عَشـِيَّةَ لَــمْ تَسْــتُرْ هَـوَازِنُ عَامِرٍ
وَلَا غَطَفَــانٌ عَــوْرَةَ ابــنِ دُخَـانِ
رَأَوْا جَبَلاً دَقَّ الجِبَـالَ إِذَا الْتَقَتْ
رُؤُوسُ كَــــبِيرَيْهِنَّ يَنْتَطِحَـــــانِ
رِجَـالاً عَـنِ الإِسْلَامَ إِذْ جَاءَ جَالَدُوا
ذَوِي النَّكْـثِ حَتَّـى أَوْدَحُـوا بِهَوَانِ
وَحَتَّــى سَعَى فِـي سُـورِ كُـلِّ مَدِينَةٍ
مُنَــادٍ يُنَــادِي فَوْقَهَــا بِـأَذَانِ
سـَيَجْزِي وَكِيعـاً بِالجَمَاعَةِ إِذْ دَعَا
إِلَيْهَـــا بِسـَيْفٍ صَـــارِمٍ وَسـِنَانِ
خَـبِيرٌ بِأَعْمَـالِ الرِّجَـالِ كَمَا جَزَى
بِبَـــدْرٍ وَبِــاليَرْمُوكِ فَيْءَ جَنَـانِ
لَعَمْرِي لَنِعْمَ القَوْمُ قَوْمِي إِذَا دَعَا
أَخُــوهُمْ عَلَـى جُـلٍّ مِـنَ الحَـدَثَانِ
إِذَا رَفَدُوا لَمْ يَبْلُغِ النَّاسُ رِفْدَهُمْ
لِضـَيْفِ عَـــبِيطٍ أَوْ لِضـَيْفِ طِعَــانِ
فَـإِنْ تَبْلُهُـمْ عَنِّـي تَجِـدْنِي عَلَيْهِمُ
كَعِـــزَّةِ أَبْنَــاءٍ لَهُــمْ وَبَنَــانِ
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.