
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَشـــاقَكَ بِالْمُنْتَصَــى مَنْـزِلُ
جَلا أَهْلُــهُ عَنْـهُ وَاسْـتَبْدَلُوا
وَجَــرَّتْ بِــهِ الرِّيحُ أَذْيالَها
فَكَيْـــفَ يُجـــاوِبُ أَوْ يُسْـأَلُ
تَحَمَّــلَ مَــنْ كـانَ يَغْنَـى بِهِ
وَأَقْفَـــرَ بَعْـــدَهُمُ الْمَنْـزِلُ
وَصــارَ مَعانـاً لِـوَحْشِ الْفَلا
فَهاتـــا تَخُــبُّ وَتـا تُرْقِـلُ
إِذا أَقرَضَــتْ تُرْبَهُـنَّ الْجَنوبُ
شَــمالاً أَفــاءَتْ بِـهِ الشَّمْأَلُ
فَهاتـــانِ أَخْلَقَتـــا رَسْـمَهُ
وَلَـــمْ تَــأْلُ هَتّانَـةٌ تَهْطِـلُ
أَتَسْــأَلُ مَـنْ لا يُجِيبُ السُّؤالَ
وَهَــلْ يَنْطِــقُ الْخَلَقُ الْمُحْوِلُ
وَكَيْــفَ تَصـابِي الَّذي قَدْ أَتَتْ
لَـــهُ أَرْبَعُــو سَــنَةٍ كُمَّـلُ؟
وَأَعْلَمَــهُ شَــيْبُهُ عَـنْ هَـواهُ
وَنِعْــمَ الْبَــدِيلُ الَّذي يُبْدَلُ
وَمــالَ بِــهِ عَنْ طَريقِ الضَّلالِ
مُحَمَّـــدٌ الصَّـــادِقُ الْمُرْسَـلُ
وَلَمَّــا رَأى اللَّــهُ مِنْ خَلْقِهِ
ضَـــلالاً أَتــاهُمْ بِـهِ الضُّـلَّلُ
فَلَـمْ يَعْرِفـوا اللَّهِ في أَرْضِهِ
وَلا كَبَّــــرُوهُ وَلا هَلَّلُــــوا
تَنَخَّـــبَ مِــنْ خَلْقِـهِ مُرسَـلاً
لِيَجْلِـــسَ مِنْهُـمْ لَـهُ الْعُمَّـلُ
وَأَحْسَـــنَ فــي لُطْفِـهِ مُجْمِلاً
وَمَــنْ غَيْـرُهُ الْمُحْسِنُ الْمُجْمِلُ
فَــرَدُّوا عَلــى رَبِّهِـمْ نُصْـحَهُ
وَلَــمْ يَرْتَضـوهُ وَلَـمْ يَقْبَلُوا
وَمــا زالَ يَغْلِبُهُــمْ لِلْهُـدَى
وَأَمْرُهُــــمُ الْأَرْذَلُ الْأَسْـــفَلُ
فَأَسْـــعَدَ قَوْمــاً بِـهِ رَبُّهُـمْ
فَأَضْـــحَوْا وَحُكْمُهُــمُ الْأَعْـدَلُ
وَمِيـــزانُ غَيْرِهِـــمُ شــائِلٌ
وَوَزْنُهُـــمُ الْأَرْجَـــحُ الْأَثقَـلُ
فَــآمَنْتُ بِــاللَّهِ إِذْ جاءَنـا
كِتـــابٌ لَـــهُ مُحْكَـمٌ مُنْـزَلُ
وَصَــدَّقْتُ أَحْمَــدَ وَهْـوَ الِّـذي
حَبانــا بِـهِ الْمُنْعِمُ الْمُفْضِلُ
فَسَــنَّ الصَّــلاةَ لَنا وَالزَّكاةَ
وَبِـــرّاً بِـــذي رَحِـمٍ يُوصَـلُ
وَسَــنَّ الصـِّيامَ لَنا وَالْقِيامَ
مُــوَلَّى إِلـى اللَّهِ لا تَجْهَلُوا
وَحَجّــاً إِلــى اللَّهِ في بَيْتِهِ
لِمَـــنْ كـانَ ذاكَ لَـهُ يَسْـهُلُ
وَأَمْـراً بِعُـرْفٍ وَنَهْياً عَنِ الْـ
مَنــاكِرِ فــي كُـلِّ مـا يَفْعَلُ
تَقَبَّلْـــتُ ذلِـــكَ مِـنْ عِلْمِـهِ
وَمــا زالَ فــي حُكْمِـهِ يَعْدِلُ
وَجاهَدْتُ في اللَّهِ أَعْداءَهُ الْـ
لَـــذِينَ بِهِــمْ رَبُّنـا يَمْحَـلُ
وَنَفَّلَنـــا اللَّــهُ أَمْـوالَهُمْ
فَنَأسُـــرُهُمْ بَعْـــدَما نَقْتُـلُ
وَعِنْـــدَهُمُ أَنَّهُـــمْ ثـابِتونَ
عَلــى الْحَـقِّ لَمْ يَعْدُهُمْ مَشْغَلُ
وَمــا يَعْلَمــونَ وَما يَشْعُرونَ
بِــأَنَّ الْجَحِيــمَ لَهُـمْ تُشْـعَلُ
وَكَــمْ سَـيِّدٍ لَهُـمُ فـي اللِّقا
ءِ غُـــودِرَ فِــي صِـرَّةٍ يَسْـعُلُ
إِذا أَظْلَــمَ اللَّيْـلُ مِنْ دُونِهِ
عَفَتْـــهُ جَعـارِ الَّـتي تَقْـزِلُ
وَإِنْ قَـدْ أَضـاءَ عَلَيْهِ النَّهار
أَتَتْـــهُ سَـــراحِينُهُ العُسَّـلُ
وَإِنْ دَوَّمَـــتْ شَمْسُـــهُ فَـوْقَهُ
أَظَلَّتْـــهُ غِرْبــانُهُ الْحُجَّــلُ
وَآخَــرَ مِنْهُــم حَليفِ الصَّغارِ
عَــنِ السَّــرْجِ بِالْكَرِّ مُسْتَنْزَلُ
مَغِيــظٍ عَلــى مــالِكي أَسْرِهِ
يُخـــالُ عَلـــى أَنْفِـهِ دُمَّـلُ
أبو بَكْر الصِّدِّيق، عَبْدُ اللهِ بن أبي قُحافة التَّيْمي القُرَشي، أَوّلُ الخلفاءِ الرَّاشِدين، وأّوَّل مَنْ آمنَ مِن الرِّجال، وأَحَدُ ساداتِ قُرَيش في الجاهليّة وأَغنيائِهم، كانَ عالِماً بأنسابِ القبائِلِ وأَخْبارِها. صَحِب النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلّم في هِجْرَتِه للمَدينة المنوَّرة، وشَهِدَ معه المشاهِدَ كُلَّها، بُويع بالخلافةِ بعد وفاةِ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم سنة 11هـ، فحاربَ المُرْتدِّين، وافْتُتِحَتْ الشَّام وجزءٌ كبيرٌ من العراقِ في عَهْدِه. ودارَ أغلبُ شِعْرِهِ في الدّفاع عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم والإسلامِ، بالإضافةِ إلى عدّةِ قصائدَ في رثاءِ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعدَ وفاتِه.