
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَتَــــــــــذْكُرُ داراً بَيْــــــــــنَ دَمْــــــــــخٍ وَمَنْـــــــــوَرا
وَقَــــــــــــــدْ آنَ لِلْمَحْــــــــــــــزُونِ أَنْ يَتَــــــــــــذَكَّرا
دِيـــــــــارٌ لَنـــــــــا كــــــــانَتْ وَكُنَّـــــــا نَحُلُّهـــــــا
لَـــــــدَى الـــــــدَّهْرُ سَـــــــهْلٌ صـــــَرْفُهُ غَيْـــــرُ أَعْســـــَرا
فَحــــــــالَ قَضــــــــاءُ اللَّــــــــهِ بَيْنـــــــي وَبَيْنَهـــــــا
فَمــــــــــــــا أَعْــــــــــــــرِفُ الْأَطْلالَ إِلَّا تَـــــــــــــذَكُّرا
قَضَــــــــى اللَّــــــــهُ أَنْ أَوْحَــــــــى إِلَيْنــــــا رَســــــُولَهُ
مُحَمَّــــــــــداً الْبَــــــــــرَّ الزَّكِــــــــــيَّ الْمُطَهَّــــــــــرا
فَأَنْقَــــــــــــذَنا مِـــــــــــنْ حَيْــــــــــرَةٍ وَضَــــــــــلالَةٍ
فَفـــــــازَ بِـــــــدِينِ اللَّــــــهِ مَــــــنْ كــــــانَ مُبْصـــــِرا
وَكـــــــانَ رَسُـــــــولُ اللَّــــــهِ يَـــــدْعُوهُمُ إِلـــــى الـــــرْ
رَشــــــــــادِ وَلا يَــــــــــأْلُو مَســــــــــاءً وَمَسْــــــــــفَرا
فَيَسَّـــــــــــرَ قَوْمــــــــــاً لِلْهُــــــــــدى فَتَقَــــــــــدَّمُوا
وَأَهْلَـــــــــــكَ بِالْعِصْــــــــــيانِ قَوْمـــــــــاً وَدَمَّـــــــــرا
فَـــــــــــأَوْرَدَ قَتْلَــــــــــى الْمُـــــــــؤمِنينَ جِنـــــــــانَهُ
وَأَلْبَسَــــــــهُمْ مِــــــــنْ سُــــــــنْدُسِ الْمُلْـــــــكِ أَخْضــــــَرا
تُحَيِّيهِـــــــــــمُ بِيــــــــــضُ الْــــــــــوَلائِدِ بَيْنَهُــــــــــمْ
وَيَسْـــــــــــعَرْنَهُمْ مِسْــــــــــكاً ذَكِيّـــــــــاً وَعَنْبَـــــــــرا
وَأَوْرَدَ قَتْلَـــــــــــــى الْمُشْـــــــــــــرِكينَ لِبُغْضِــــــــــــهِمْ
جَحِيمـــــــــــاً وَأَسْــــــــــقاهُمْ حَمِيمـــــــــاً مُسَـــــــــعَّرا
وَلَـــــــــمْ يَبْعَــــــــثِ اللَّــــــــهُ النَّبِـــــــيَّ مُحَمَّـــــــداً
بِإِيحــــــــــــــائِهِ إِلَّا لِيَسْــــــــــــــنى وَيَظْهَـــــــــــــرا
فَـــــــــأَعْلاهُ إِظْهـــــــــاراً عَلــــــــى كُـــــــلِّ مُشْـــــــرِكٍ
وَحَلَّـــــــــتْ بَلايـــــــــاهُ بِمَــــــــنْ كـــــــانَ أَكْفَـــــــرا
وَأَفْلَـــــــحَ مَـــــــنْ قَـــــــدْ كــــــانَ لِلَّــــــهِ طائِعــــــاً
فَخَـــــــــفَّ إِلـــــــــى أَمْــــــــرِ الْإِلــــــــهِ وَشَــــــــمَّرا
وَآزَرَهُ أَبْنــــــــــــــاءُ قَيْلَـــــــــــــةَ فَـــــــــــــابْتَنَوْا
مِـــــــــنَ الْمَجْــــــــدِ بُنْيانــــــــاً أَغَـــــــرَّ مُشَـــــــهَّرا
وَســـــــــــَمّاهُمُ الْأَنْصــــــــــارَ أَنْصــــــــــارَ دِينِـــــــــهِ
وَكـــــــــانَ عَطــــــــاءُ اللَّـــــــهِ أَعْلَـــــــى وَأَكْبَـــــــرا
وَأَثْنَــــــــى عَلَيْهِــــــــمْ صــــــــالِحاً فـــــــي كِتـــــــابِهِ
فَكـــــــــانَ الَّـــــــــذي أَثْنَـــــــى أَجَـــــــلَّ وَأَكْثَـــــــرا
رَأى لَهُـــــــــــمُ فَضْــــــــــلاً فَأَعْطـــــــــاهُمُ الْمُنـــــــــى
وَكـــــــــانَ بِمـــــــــا أَعْطــــــــى أَطَـــــــبَّ وَأَبْصَـــــــرا
فَلَمَّــا أَبـانَ الْخَيْـرَ فِيهِـمْ أَجادَهُمْ وَلَيْـسَ مُجـادٌ مِثْـلَ مَـنْ كـانَ مُحْصَرا
وَكَـــــــــمْ بَـــــــــذَلوا لِلَّــــــــهِ جَهْـــــــدَ نُفوسِـــــــهِمْ
فَصــــــارُوا بِــــــذاكَ الْبَــــــذْلِ مِـــــنْ ســـــادَةِ الْـــــوَرى
فَهُـــــــمْ خِيـــــــرَةُ الرَّحْمــــــنِ مِــــــنْ كُــــــلِّ مُشْــــــرِكٍ
وَكُـــــــــلِّ يَهْـــــــــودِيٍّ وَمَـــــــــنْ قَــــــــدْ تَنَصَّـــــــرا
وَآوَوْا رَسُــــــــــولَ اللَّـــــــــهِ إِذْ حَـــــــــلَّ دارَهُـــــــــمْ
بِلا ضَـــــــــــجَرٍ خُلْقــــــــــاً سَــــــــــجِيحاً مُيَسَّــــــــــرا
وَلَـــــــــــمْ يَمْنَحُـــــــــوا الْأَعْـــــــــداءَ إِلَّا مُقَوَّمـــــــــاً
أَصَــــــــــــمَّ رُدَيْنِيّــــــــــاً وَعَضْــــــــــباً مُــــــــــذَكَّرا
أُبـــــــــاةٌ يَفُـــــــــوزُ مَـــــــــنْ تَقَــــــــدَّمَ مِنْهُـــــــمُ
وَسَـــــــوْفَ يَنـــــــالُ الْفَـــــــوزَ مَــــــنْ قَـــــدْ تَـــــأَخَّرا
هُـــــــمُ ابْتَـــــــدَرُوا فــــــي يَــــــوْمِ بَــــــدْرٍ عَـــــدُوَّهُمْ
بِكُـــــــلِّ امْــــــرِئٍ فــــــي الــــــرَّوْعِ لَيْــــــسَ بِـــــأَوْجَرا
عَلـــــــــى كُـــــــــلِّ غَــــــــوْجٍ أَخْــــــــدَرِيٍّ مُعــــــــاوِدٍ
يُـــــــرى الْمـــــــاءُ عَــــــنْ أَعْطــــــافِهِ قَـــــدْ تَحَـــــدَّرا
كَـــــــــأَنَّ عَلــــــــى كِتفَيْــــــــهِ وَاللَّيْـــــــلُ مُظْلِـــــــمٌ
إِذا زَبَنَتْــــــــهُ الْحَـــــــرْبُ فـــــــي الــــــرَّوْعِ قَســــــْوَرا
يَطَـــــــــــأْنَ الْقَنـــــــــا وَالـــــــــدَّارِعِينَ كَأَنَّمـــــــــا
يَطَـــــــــــأْنَ قَــــــــــوارِيرَ الْعِــــــــــراقِ مُكَسَّـــــــــرا
فَكــــــــــانَتْ رِجــــــــــالُ الْمُشْـــــــــرِكينَ وَخَيْلُهُـــــــــمْ
يَـــــــــرَوْنَ بِهِــــــــنَّ الْمَــــــــوْتَ أَسْـــــــوَدَ أَحْمَـــــــرا
إِلـــــــى أَنْ أَعَـــــــزَّ اللَّــــــهُ مَـــــنْ كـــــانَ بِالْهُـــــدَى
مُقِــــــــرّاً وَرَدَّى الــــــــذُّلَّ مَــــــــنْ كـــــــانَ أَنْكَــــــرا
وَأَوْطـــــــــا نَبِـــــــــيَّ اللَّــــــــهِ أَطْـــــــرَافَ مَكَّـــــــةٍ
وَأَدْخَلَــــــــــهُ الْبَيْـــــــــتَ الْعَـــــــــتِيقَ الْمُسَـــــــــتَّرا
فَطَهَّـــــــــرَ مِـــــــــنْ أَرْجـــــــــاسِ مَكَّــــــــةَ بُقْعَـــــــةً
حَقِيـــــــــــقٌ لَهــــــــــا أَكْرُومَــــــــــةً أَنْ تُعَطَّـــــــــرا
بِأَيْـــــــــدِي رِجــــــــالٍ لا يُــــــــرامُ لَهُـــــــمْ حِمـــــــىً
إِذا لَبِســــــــــوا فَـــــــــوْقَ الـــــــــدُّرُوعِ الســــــــَّنَوَّرا
فَمـــــــــا زَالَــــــــتِ الْأَصْــــــــنامُ تَحْبَـــــــطُ كُلَّمـــــــا
أَشـــــــــارَ إِلـــــــــى مِنْهــــــــا وَثِيـــــــقٍ تَفَطَّـــــــرا
فَأَرْبَــــــــــحَ أَقْوامــــــــــاً بِــــــــــأَنْفَعِ سَــــــــــعْيِهِمْ
وَضَــــــــــــرَّ أُناســــــــــاً آخَرِيــــــــــنَ وَأَخْسَــــــــــرا
وَوَفَّـــــــى النَّبِـــــــيَّ اللَّــــــهُ مــــــا كـــــانَ أَوْعَـــــدا
مِــــــــنَ النَّصْــــــــرِ وَالْفَتْـــــــحِ الْمُبِيــــــنِ لِيَغْفِــــــرا
فَحَـــــــجَّ إِلَيـــــــهِ النَّـــــــاسُ مِــــــنْ كُــــــلِّ جــــــانِبٍ
بِأَحْسَـــــــــنِ دِيــــــــنِ اللَّـــــــهِ خُلْقـــــــاً وَمَنْظَـــــــرا
كَمـــــــا شـــــــاءَهُ الــــــرَّبُّ الْعَظِيــــــمُ وَمـــــا يُـــــرِدْ
يَكُــــــــنْ لَــــــــمْ يَخَــــــــفْ راجُـــــــوهُ أَنْ يَتَعَـــــــذَّرا
قَضـــــــــى اللَّـــــــــهُ لِلإِسْــــــــلامِ عِـــــــزّاً وَرِفْعَـــــــةً
وَكـــــــــانَ قَضــــــــاءُ اللَّــــــــهِ حَتْمـــــــاً مُقَـــــــدَّرا
أبو بَكْر الصِّدِّيق، عَبْدُ اللهِ بن أبي قُحافة التَّيْمي القُرَشي، أَوّلُ الخلفاءِ الرَّاشِدين، وأّوَّل مَنْ آمنَ مِن الرِّجال، وأَحَدُ ساداتِ قُرَيش في الجاهليّة وأَغنيائِهم، كانَ عالِماً بأنسابِ القبائِلِ وأَخْبارِها. صَحِب النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلّم في هِجْرَتِه للمَدينة المنوَّرة، وشَهِدَ معه المشاهِدَ كُلَّها، بُويع بالخلافةِ بعد وفاةِ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم سنة 11هـ، فحاربَ المُرْتدِّين، وافْتُتِحَتْ الشَّام وجزءٌ كبيرٌ من العراقِ في عَهْدِه. ودارَ أغلبُ شِعْرِهِ في الدّفاع عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم والإسلامِ، بالإضافةِ إلى عدّةِ قصائدَ في رثاءِ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعدَ وفاتِه.