
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَشـــاقَكَ بِــالْمَلا دِمَــنٌ عَــوافِ
عَفاهـا الْقَطْـرُ بَعْـدَكَ وَالسَّـوافِي
هَفــا وَقُلـوبُ هـذا الْخَلْـقِ طُـرّاً
إِلـــى أَوْطانِهــا أَبَــداً هَـوافِ
لَيـــالِيَ إِذْ نَحُــلُّ بِهـا جَمِيعـاً
وَلَيْــسَ سِـوى الْمَـوَدَّةِ وَالتَّصـافِي
إِلـــى أَنْ قَــدَّرَ الرَّحْمَـنُ أَمْـراً
فَـــأُظْهِرَتِ الْقَطِيعَــةُ وَالتَّجـافِي
دَعــا النَّـاسَ النَّبِـيُّ إِلـى رَشادٍ
فَلَـــمْ يَــرَ فِيـهِ مِنَّـا مِـنْ خِلافِ
أَجَبْنـــاهُ إِلــى مـا شـاءَ مِنَّـا
فَآوَانــــا إِلـــى حُسْــنِ ائْتِلافِ
إِلـــى تَوْحِيـــدِ خَلَّاقِ الْبَرايــا
وَكُفْــــرٍ بِالْحِجــارَةِ وَاللِّخــافِ
عَلـــى خَمْـسِ الصَّـلاةِ وَصَـوْمِ شَـهْرٍ
وَإِيتـــاءِ الزَّكــاةِ بِلا اقْتِفـافِ
وَإِدْنـــاءِ الْيَــتِيمِ بِحُسْـنِ رِفْـقٍ
وَبِــــرٍّ بِالْقَرابَـــةِ وَالْقِضــافِ
وَفــي هــذا الْفِعـالِ تُقـىً وَبِـرٌّ
وَإِكْمـــالُ الْمَــرُوءَةِ وَالْعَفــافِ
وَأَدْبَـــرَ عَنْــهُ أَقْــوامٌ كَــثِيرٌ
نَفــاهُمْ عَـنْ تُقَـى الرَّحْمـنِ نـافِ
وَقـالُوا الْحَرْبُ قُلْنا الْحَرْبُ أَدْنى
لِإِبْـــراءِ النُّفُــوسِ مِـنَ اقْتِـرافِ
صــــُباحِيَّاتُنا كَنُجـــومِ لَيْـــلٍ
مُحَــــدَّدَةٌ كَـــأَطْرافِ الْأَشـــافِي
وَســــاقَيْناهُمُ مَوْتـــاً ذُعافــاً
فَلَــمْ يَنْجُـوا مِـنَ الْمَوْتِ الذُّعافِ
وَرامُــوا النِّصْـفَ مِنَّـا فَانْتَصَفْنا
مِــنَ الْأَعْـداءِ أَبْلَـغَ مـا انْتِصافِ
وَأَعْتَبنـــــاهُمُ إِذْ أعْتَبُونــــا
بِــبِيضِ الْهِنْـدِ وَالسُّـمْرِ الْقِضـافِ
رِمــاحٌ مِـنْ رُدَيْنَـةُ مـا اسْتُجِيبَتْ
مُقامــاتُ الْمُتُـونِ عَلـى النِّقـافِ
وَخَيْـــراتُ الْقِسِــيِّ تُطِيــرُ عَنَّـا
رِشــــاقَ الْمُقْعَــدِيَّاتِ الْخِفــافِ
إِذا ازْدَلَفُــوا لَنـا يَوْماً دَلَفْنا
إِلـــــى هامــــاتِهِمْ أَيَّ ازْدِلافِ
فَأَوْدَعْنــــا رُؤُوسَـــهُمُ ذُكُــوراً
نَقُـــدُّ بِهـا إِلـى حَجَـفِ الشَّـغافِ
أَصَــبْنا ضِـعْفَ مـا كانوا أَصابُوا
وَلَيْــسَ عَلـى السَّواءِ وَلا التَّكافِي
فَـــآبَ الْمُسْــلِمونَ إِلــى جِنـانٍ
يُسَــــقَّوْنَ الْعُضـــارِسَ بِالسُّــلافِ
وَراحَ الْمُشْـــرِكونَ إِلــى شَــرابٍ
حَميـــمٍ شِــيبَ بِالسُّــمِّ الْمُـذافِ
وَأُبْنـــا غــانِمينَ بِــذا وَهـذا
حَـــوالَيْ خَيْــرِ مُنْتَعِــلٍ وَحــافِ
أبو بَكْر الصِّدِّيق، عَبْدُ اللهِ بن أبي قُحافة التَّيْمي القُرَشي، أَوّلُ الخلفاءِ الرَّاشِدين، وأّوَّل مَنْ آمنَ مِن الرِّجال، وأَحَدُ ساداتِ قُرَيش في الجاهليّة وأَغنيائِهم، كانَ عالِماً بأنسابِ القبائِلِ وأَخْبارِها. صَحِب النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلّم في هِجْرَتِه للمَدينة المنوَّرة، وشَهِدَ معه المشاهِدَ كُلَّها، بُويع بالخلافةِ بعد وفاةِ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم سنة 11هـ، فحاربَ المُرْتدِّين، وافْتُتِحَتْ الشَّام وجزءٌ كبيرٌ من العراقِ في عَهْدِه. ودارَ أغلبُ شِعْرِهِ في الدّفاع عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم والإسلامِ، بالإضافةِ إلى عدّةِ قصائدَ في رثاءِ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعدَ وفاتِه.