
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صَـــحا مِـنْ سُـكْرِهِ وَسَـلا
وَفـــــارَقَ ذاكَ وَانْقَفَلا
وَشَـــدَّ مَطِيَّـــةَ التَّقْـوى
بِرَحْـــلِ الْحَـزْمِ وَارْتَحَلا
وَجــانَبَ مُوبِقـاتِ الْغَـيْـ
يِ لَمَّـــا شــابَ وَاكْتَهَلا
وَكـــانَ الْعَــذْلُ يُكْرِثُـهُ
وَقَــدْ يُسْـقَى بِـهِ الْعَسَلا
وَذاكَ لَطِيـــفُ صـُنْعِ الـلَّ
هِ جَــــلَّ إِلهُنـــا وَعَلا
وَمــا قــالَ النَّبِـيُّ لَـهُ
سَــيُجْزَى الْمَـرْءُ ما عَمِلا
وَلَيْــسَ اللَّــهُ تـارِكَ أَنْ
يُجــازِي الْخَلْـقَ ما فَعَلا
فَيَجْـــزِي مُحْسِــناً حُسْـنَى
وَيَجْــزِي الزَّلَّـةَ الـزَّلَلا
وَلَمَّـا أَنْ رَأى اللَّـهُ الْـ
بَرِيَّـــةَ أَكْثَـروا الْخَطَلا
وَحـادُوا عَـنْ سَبيلِ الرُّشْـ
دِ أَوْضَــحَ فِيهِـمُ السُّـبُلا
وَخَتَّـــمَ أَحْمَــدَ الْمُخْتـا
رَ أَكْــرَمَ خَلْقِـهِ الرُّسُـلا
وَآتــــاهُ كِتابــاً ضَــمْ
مَ فِيـــهِ سَـبْعَهُ الطُّـوَلا
فَبَشَّـــــرَهُمْ وَأَنْـــذَرَهُمْ
وَأَكْثَـــرَ فِيهِـمُ الْجَـدَلا
وَأَعْلَمَهُــمْ بِــأَنْ كـانُوا
جَمِيعـــاً مَعْشَــراً ضُـلُلا
عُكُـــوفُهُمُ عَلَــى الْأَصْـنا
مِ لَــمْ يَرْضَـوْا بِها بَدَلا
وَلا عَــدَلوا عَـنِ الـدُّنْيا
إِلــى الْعَلْيـا كَمَنْ عَدَلا
وَلا وَصَــلُوا مِــنَ التَّقْوى
إِلـــى حَــظٍّ كَمَـنْ وَصَـلا
فَمـــا إِنْ زالَ يَــدْعُوهُمْ
وَيُعْمِـــلُ فِيهِــمُ الْحِيَلا
فَقـالُوا الْحَـرْبُ أَيْسَرُ مِنْ
وِفـــــاقٍ قَصَّـــرَ الْأَمَلا
فَشَـــنَّ عَلَيْهِـــمُ شِــيَعاً
بِنَفْــيِ جَمِيعَهـا الْكَسَـلا
فَلَــمْ تُبْصِـرْ سَـواءَ الْخَيْ
لِ فِيهـــا تَحْمِـلُ الْأَسَـلا
وَأَبْيَــضَ فــي يَـدَيْ رَجُـلٍ
يُعالِــــجُ تَحْتَـــهُ رَجُلا
وَلَــمْ تُبْصِــرْ سِـوَى بَطَـلٍ
يُنــــازِعُ دارِعــاً بَطَلا
فَمـــا إِنْ زالَ بِالْإِسْــلا
مِ حَتَّــــى تَــمَّ أَوْ كَمُلا
فَأَصْـبَحَ مَـنْ مَضَـى لِلْمُـسْـ
لِمِيــــنَ مُبــادِراً عَجِلا
ثَوابـاً فـي جِنـانِ الْخُلْـ
دِ يُكْسَــى الْحَلْيَ وَالْحُلَلا
سَــنِيَّ الـذِّكْرِ في الدُّنْيا
بِـــهِ قَـدْ نَضْـرِبُ الْمَثَلا
وَلَـــوْ قِـنٌّ مِـنَ الْعُبْـدا
نِ يَرْعـــى دَهْـرَهُ الثِّلَلا
وَمَـــنْ بِــاللَّاتِ وَالْعُـزَّى
تَمَسَّـــكَ مُعْصِــماً جَــذِلا
إِلــــى نـــارٍ مُسَــعَّرَةٍ
يُعالِـــجُ غُلَّهــا الْقَمِلا
وَلَــوْ مِمَّــنْ يَقُـودُ لَهُـمْ
جُنـــودَ الْغَــزْوِ مُحْتَفِلا
شَــــــرابُهُمُ إِذا ظَمِئُوا
حَمِيــــمٌ يُــورِثُ الطَّحِلا
وَلَــوْ طُحِلـوا إِذا طُحِلوا
لَكــــانَ بَلاؤُهُـــمْ جَلَلا
وَلكِـــنْ لا شِــفاءَ لَهُــمْ
وَلَــوْ قَدْ أَظْهَرُوا الْيَلَلا
وَوُفِّــي الْمُســلِمونَ بِمـا
نَبِيُّهُـــــمُ لَهُـــمْ كَفِلا
وَكَــمْ مِـنْ مُشْرِكٍ في النَّا
رِ يُغْشَــى الْغُـلَّ وَالْكَبَلا
وَكَــمْ مِــنْ مَعْشَـرٍ شَـدُّوا
إِلَيْــــهِ مَطِيَّهُـــمْ ذُلُلا
فَـــأَظْفَرَ كُـــلَّ ذِي أَمَـلٍ
يُسَـــرُّ بِــهِ بِمــا أَمَلا
فَكَـــمْ يَحْظـــى بِغانِيَـةٍ
وَكَـــمْ يَسْـتَخْوِلُ الْخَـوَلا
وَقَـــوْمٌ آخَـــرُونَ غَـوَوْا
لَقُـــوا مِـنْ غَيِّهِـمْ نَكَلا
فَيَنْعَــــمُ ذا بِمَحْصُـــولٍ
وَيَكْـــرَهُ ذاكَ مـا حَصَـلا
كَــذاكَ اللَّـهُ يَحْمِـلُ كُـلْ
لَ عَبْـــدٍ مِثْـلَ مـا حَمَلا
أبو بَكْر الصِّدِّيق، عَبْدُ اللهِ بن أبي قُحافة التَّيْمي القُرَشي، أَوّلُ الخلفاءِ الرَّاشِدين، وأّوَّل مَنْ آمنَ مِن الرِّجال، وأَحَدُ ساداتِ قُرَيش في الجاهليّة وأَغنيائِهم، كانَ عالِماً بأنسابِ القبائِلِ وأَخْبارِها. صَحِب النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلّم في هِجْرَتِه للمَدينة المنوَّرة، وشَهِدَ معه المشاهِدَ كُلَّها، بُويع بالخلافةِ بعد وفاةِ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم سنة 11هـ، فحاربَ المُرْتدِّين، وافْتُتِحَتْ الشَّام وجزءٌ كبيرٌ من العراقِ في عَهْدِه. ودارَ أغلبُ شِعْرِهِ في الدّفاع عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم والإسلامِ، بالإضافةِ إلى عدّةِ قصائدَ في رثاءِ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعدَ وفاتِه.