
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا دارَ سَلْمَى يا اَسْلَمِي ثُمَّ اَسْلَمِي
بِسَمْسَمٍ أَوْ عَنْ يَمِينِ سَمْسَمِ
وَقُلْ لَها عَلى تَنائِيها: عِمِي
ظَلِلْتُ فِيها لا أُبالِي لُوَّمي
وَما صِبايَ في سُؤالِ الْأَرْسُمِ
وَما سُؤالُ طَلَلٍ وَحُمَمِ
وَالنُّؤْيِ بَعْدَ عَهْدِهِ الْمُثَلَّمِ
غَيْرُ ثَلاثٍ في الْمَحَلِّ صُيَّمِ
رَوائِمٌ أَوْ هَنَّ مِثْلُ الرُّؤَّمِ
بَعْدَ الْبِلَى شِلْوَ الرَّمادِ الْأَدْهَمِ
في عَرْصَةٍ هاجَتْ شُجُونَ الْمُولَمِ
كَأَنَّها بَعْدَ الرِّياحِ الْهُجَّمِ
وَبَعْدَ هَذّاذِ السَّحابِ السُّجَّمِ
مِنْ مَرِّ أَعْوامِ السِّنينَ الْعُوَّمِ
مَراجِعُ النِّقْسِ بِوَحْيٍ مُعْجَمِ
دارُ لُهَيَّا قَلْبِكَ الْمُتَيَّمِ
ذِكْرُ الْغَوانِي أَيَّما تَوَهُّمِ
أَزْمانَ لَيْلَى عامَ لَيْلَى وَحَمي
وَما التَّصابِي لِلْعُيونِ الْحُلَّمِ
بَعْدَ ابْيِضاضِ الشَّعَرِ الْمُلَمْلَمِ
إِلَّا تَضاليلُ الْفُؤادِ الْأَهْيَمِ
غَرَّاءُ لَمْ تَسْغَبْ وَلَمَّا تَسْقَمِ
وَلَمْ يَلُحْها حَزَنٌ عَلى ابْنِمِ
وَلا أَخٍ وَلا أَبٍ فَتُسْهَمِ
فَهْيَ كَرِعْدِيدِ الْكَثِيبِ الْأَهْيَمِ
مَوْصولَةُ الْمَلْحاءِ في مُسْتَعْظَمِ
في كَفَلٍ بِنَحْضِهِ مُلَكَّمِ
وَعَثٍ كَأَرْكانِ النَّقا الْمُجْرَنْثِمِ
إِلى سَواءِ قَطَنٍ مُوَكَّمِ
رَيَّا الْعِظامِ فَعْمَةُ الْمُخَدَّمِ
في صَلَبٍ مِثْلِ الْعِنانِ الْمُؤْدَمِ
لَيْسَ بِجُعْشُوشٍ وَلا بِجُعْشُمِ
تَجْلُو بِعُودِ الْإِسْحِلِ الْمُقَصَّمِ
غُروبَ لا ساسٍ وَلا مُثلَّمِ
في سُنَّةٍ كَالشَّمْسِ لَمْ تَغَيَّمِ
فَأَصْبَحَتْ عَنْ وَصْلِها كَأَنْ لَمِ
تَعْلَمْ بِهِ آوِنَةً وَتَعْلَمِ
فَانْسَ الَّذي فاتَ وَلا تَنَدَّمِ
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْأَعْظَمِ
ذي الْجَبَروتِ وَالْجَلالِ الْأَفْخَمِ
وَعالِمِ الْإِعْلانِ وَالْمُكَتَّمِ
وَرَبِّ كُلِّ كافِرٍ وَمُسْلِمِ
وَالسَّاكِنِ الْأَرْضَ بِأَمْرٍ مُحْكَمِ
بَنى السَّمَواتِ بِغَيْرِ سُلَّمِ
وَرَبِّ هذا الْبَلَدِ الْمُحَرَّمِ
وَالْقاطِناتِ الْبَيْتَ غَيْرِ الرُّيَّمِ
أَوَالِفاً مَكَّةَ مِنْ وُرْقِ الْحَمِي
وَرَبِّ هَذا الْأَثَرِ الْمُقَسَّمِ
مِنْ عَهْدِ إِبْراهِيمَ لَمَّا يُطْسَمِ
بِحَيْثُ أَلْقَى قَدَماً لَمْ تَذْأَمِ
وَهْوَ إِلى عِطْفِ الْبُراقِ الْمُلْجَمِ
عَلى سِراةِ الْحَجَرِ الْمُلَمْلَمِ
فَهَزَمَتْ مَتْنَ السِّلامِ الْمُبْهَمِ
فَغادَرَتْ مِنْهُ لِمَنْ لَمْ يُحْرَمِ
ذِكْراً وَتَنْذِيراً لِأَمْرٍ مُبْرَمِ
بَيْنَ الصَّفا وَكَعْبَةِ الْمُسَلَّمِ
وَرَبِّ أَسْرابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ
عَنِ اللَّغا وَرَفَثِ التَّكَلُّمِ
يَرْمُونَ حَرَّ الْيَوْمَ ذِي التَّأَجُّمِ
وَلُجَّةَ الظَّلْماءِ بِالتَّجَشُّمِ
بَأَعْيُنٍ ساهِمَةٍ وَسُهَّمِ
نَواحِلٍ مِثْلِ قِسِيِّ الْعُجْرُمِ
يَخْرُجْنَ مِنْ أَثْياجِ لَيْلٍ مُظْلِمِ
مُفْتَرِشاتٍ كُلَّ نَهْجٍ لَهْجَمِ
وَربِّ هَدْيٍ كَالْحَنِيِّ مُوذَمِ
مُخَزَّمٍ أَوْ غَيْرِ لا مُخَزَّمِ
كَالْخَيْمِ في شَطَّيْهِ الْمُخَيَّمِ
يَوْمَ أَضامِيمَ لَهُ بمَضْمَمِ
بِمَشْعَرِ التَّكبيرِ وَالْمُهَيْنَمِ
بَيْنَ ثَبِيرَيْنِ بِجَمْعٍ مَعْلَمِ
لِلسَّرْوِ سَرْوِ حِمْيَرٍ فَجَيْهَمٍ
وَلِلشَّآمِينَ طَرِيقُ الْمَشْأَمِ
وَلِلْعِراقِ في ثَنايا عَيْهَمِ
حَتَّى إِذا ما حانَ فَطْرُ الصَّوَّمِ
أَجازَ مِنَّا جائِزٌ لَمْ يُوَقَمِ
لِقَصْفَةِ النَّاسِ مِنَ الْمُحْرَنْجَمِ
حَتِّى يُنِيخُوا بِالْمُناخِ الْمُحْجَمِ
بِمَحْلَقِ الرُّؤُوسِ وَالْمُجَلَّمِ
لَمَّا أَرادَ تَوبَةَ التَّرَحُّمِ
مَيَّلَ بَيْنَ النَّاسِ أَيّاً يَعْتَمي
ثُمَّ رَأى أَهْلَ الدَّسِيعِ الْأَعْظَمِ
خِندِفَ وَالْجَدِّ الْخِضَمِّ الْمِخْضَمِ
وَذِرْوَةَ النَّاسِ وَأَهْلَ الْحُكَّمِ
وَمُسْتَقَرَّ الْمُصْحَفِ الْمُرَقَّمِ
عِنْدَ كَريمٍ مِنْهُمُ مُكَرَّمِ
مُعَلِّمٍ آيَ الْهُدَى مُعَلَّمِ
مُبارَكٍ لِلْأَنْبِياءِ خَأتَمِ
فَخِنْدِفٌ هامَةُ هَذا الْعَالَمِ
قَوْمٌ لَهُمْ فَضْلُ السَّنامِ الْأَسْنَمِ
إِذا اسْتَمَرَّ أَمْرُنا لَمْ يُعْسَمِ
وَمَدَّنا فَوْقَ الْيَفاعِ الْأَجْسَمِ
شَفْعُ تَميمٍ بِالْحَصَى الْمُتَمَّمِ
وَالسُّؤدَدِ العادِيِّ غَيْرِ الْأَقْزَمِ
وَالرَّأْسِ مِنْ خُزَيْمَةَ الْعَرَمْرَمِ
وَإِنْ دَعَوْنا عَمَّنا لَمْ يَسْأَمِ
قَيْسَ بْنَ عَيْلانَ وَلَمْ يُكَهِّمِ
في يَوْمِ هَيْجا نَجْدَةٍ أَوْ مَغْرَمِ
إِذْ بَذَخَتْ أَرْكانُ عِزٍّ فَدْغَمِ
صَعْبِ الشَّمارِيخِ نِيافٍ قَشْعَمِ
ذِي شُرُفاتٍ دَوْسَرِيٍّ مِرْجَمِ
شَدَّاخَةٍ يَفْدَغُ هامَ الزُّمَّمِ
مِنْ عَهْدِ عادٍ وَهْوَ لَمَّا يُزْمَمِ
يَقْتَسِرُ الْأَقْرانَ بِالتَّقَمُّمِ
قَسْرَ عَزيزٍ بِالْأَكالِ مِلْذَمِ
إِنْ أُحْجِمَتْ أَقْرانُهُ لَمْ يُحْجَمِ
وَلَمْ يَرُضْهُ رائِضٌ بِمَخْطَمِ
يَحْمِي حُمَيَّاها بِعِزٍّ عَرْدَمِ
يَضِيمُ مَنْ شاءَ وَلمْ يُضَيَّمِ
نَجْلُ حَصانٍ نَجْلُها لَمْ يُعْقَمِ
غَرَّاءَ مِسْقابٍ لِفَحْلٍ سَرْطَمِ
قُراسِياتٍ شَأْنُهنَّ ضَيْغَمِ
مُنْهَرِتِ الْأَشْداقِ عَضْبٍ ضَمْضَمِ
بَلْ قُلْتُ بَعْضَ الْقَوْلِ غَيْرَ مُؤْثَمِ
لِيَقْذِفَنَّ خابِرٌ إِلى عَمِ
مِمَّنْ عَلِمْناهُ ومَنْ لَمْ نَعْلَمِ
مَساكِنَ الْهِنْدِ وَأَرْضَ الدَّيْلَمِ
بِحَضْرَمَوْتَ أَوْ بِلادِ الْأَعْجَمِ
يَوْمَ رَدَيْنا وائِلاً بَالصِّلْدِمِ
وَقَدْ وَعَظْناها اتِّقاءَ الْمَأْثَمِ
وَحَذَرَ الْفَحْشاءِ ما لَمْ تُظْلَمِ
تَقَرُّباً وَالْأَمْرُ لَمَّا يُفْقَمِ
فَجَعَلُوا الْغَايَةَ حَرْقَ الْأُرَّمِ
وَاحْتَلَبُوا الْحَرْبَ وَلَمَّا تُصْرَمِ
نُوفِي لَهُمْ كَيْلَ الْإِناءِ الْأَعْظَمِ
إِذْ جَعَمَ الذُّهْلانِ كُلَّ مَجْعِمِ
حَيْناً وَما في قِدْحِنا مِنْ مَقْرَمِ
لَيْسَ بِخَوَّارٍ وَلا مُهَضَّمِ
وَلا بِمَعْلُوبٍ وَلا مُوَصَّمِ
ذُو جُزْأَةٍ تُنْبِي ضُرُوسَ الْعُجَّمِ
دارَتْ رَحانا وَرَحاهُمْ تَرْتَمِي
بِالْمَوْتِ مِنْ حَدِّ الصَّفِيحِ الْأَخْثَمِ
حَتَّى إِذا ما فَرَّ كُلُّ مُلْحَمِ
وَاَدَّرَعَ الْقَوْمُ سَرابِيلَ الدَّمِ
عَلى النُّحورِ كَرَشاشِ الْعَنْدَمِ
وَلَّوْا وَمَنْ يُطْلَبْ بِحَرْبٍ يَنْدَمِ
كَأَنَّهُمْ مِنْ فائِظٍ مُجَرْجَمِ
أَراحَ بَعْدَ الْغَمِّ وَالتَّغَمْغُمِ
خُشْبٌ نَفاها دَلْظُ بَحْرٍ مُفْعَمِ
يَمُدُّهُ آذِيُّ عَيْنٍ عَيْلَمِ
خَضْراءَ تَرْمِي بِالْغُثاءِ الْأَسْحَمِ
إِنَّا لَعَطَّافُونَ خَلْفَ الْمُسْلَمِ
إِذا الْعَوالِي أَخْرَجَتْ أَقْصَى الْفَمِ
وِشاعِرٍ آلَى بِجَهْدِ الْمُقْسَمِ
لَيَعْضِدنَّ باطِلِي وَأَضَمِي
بِالْقَوْلِ وَالظَّنِّ لَهُ الْمُرَجَّمِ
وَبِالْأَمانِي الَّتي لَمْ تُزْعَمِ
كَما تَمَنَّى مارِثٌ في مَفْطَمِ
فَلَمْ يَزَلْ بِالْقَوْلِ وَالتَّهَكُّمِ
حَتَّى الْتَقَيْنا وَهْوَ مِثْلُ الْمُفْحَمِ
وَاَصْفَرَّ حَتَّى آضَ كَالْمُبَرْسَمِ
وَقَدْ رَأى دُونِيَ مِنْ تَجَهُّمِي
أَمَّ الرُّبَيْقِ وَالرُّوَيْقِ الْأَزْنَمِ
فَلَمْ يُلِثْ شَيْطانُهُ تَنَهُّمي
صَفْعِي وَرَدِّي بِالْقَوافِي الْحُتَّمِ
مُخْتَتِئاً لِشَيّآنٍ مِرْجَمِ
يَعْلُو الْعَناجِيجَ بِجِسْمٍ شَجْعَمِ
وَحَسَبٍ مِنَ الْأَذَى مُسَلَّمِ
كَالْقَرْمِ يَعْلُو ذَرْعَ كُلِّ مُقْرَمِ
أَفْزَعَ بِالْوَقْعِ قُلُوبَ الرُّوَّمِ
حَتَّى يَلُوذُوا واضِعِي التَّرَمْرُمِ
لِواذَ دَهْداهِ الْبِكارِ الْقُحَّمِ
رَهْبَةَ قَصَّافِ الْهَدِيرِ مِقْدَمِ
يُوهِي صَمِيمَ الْقَصَبِ الْمُصَمِّمِ
بِسَلْباتٍ في نَصِيلٍ سَلْجَمِ
رُكِّبَ مِنْهُ النَّابُ في مُعْرَنْزِمِ
في هامَةٍ أَعْيَتْ نِطاحَ الصُّدَّمِ
كَأَنَّ نَضْخاً مِنْ صَبيبِ الْحِمْحِمِ
حَيْثُ انْتَهى مِنْ عُنُقٍ مُوَرَّمِ
مُسْتَرْدِفاً مِنَ السَّنامِ الْأَسْنَمِ
جِنْثاً طَويلَ الْفَرْعِ لَمْ يُثَمْثَمِ
وَلَمْ يُصِبْهُ عَنَتٌ فَيُهْشَمِ
هو عَبْدُ اللهِ بن رؤبة التَّميميّ، أبو الشَّعثاء، شاعرٌ مُخضْرم، توفِّي في خلافةِ الوليدِ بن عبد المَلِك سنة 90هـ/ 708م. كانَ أوّل من أطالَ الرَّجَز، اشْتُهر بالفصاحةِ والبلاغةِ، وقد استُشهدَ كثيرًا بأراجِيزِه في كتبِ الأدب واللّغة، وصنَّفه الأصْمعيُّ من أَشعر الرُّجَّاز.