
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـا بَـالُ عَيْنِـكَ لَا تَنَـامُ كَأَنَّمَا
طَلَـبَ الطَّـبِيبُ بِهَـا قَـذىً فَأَضَلَّهُ
بَـلْ مَـا لِقَلْبِـكَ لَا يَـزَالُ كَـأَنَّهُ
نَشْــوَانُ أَنْهَلَـهُ النَّـدِيمُ وَعَلَّـهُ
مَــا كُنْـتُ أَحْسِبُ أَنْ أَبِيتَ بِبَلْدَةٍ
وَأَخِـــي بِـأُخْرَى لَا أَحُــلُّ مَحَلَّـهُ
كُنَّــا لَعَمْــرُكَ نَـاعِمَيْنِ بِغِبْطَـةٍ
مَـــعْ مَــا نُحِـبُّ مَبِيتَـهُ وَمَظَلَّهُ
فَـأَرَى الَّـذِي كُنَّـا وَكَـانَ بِغِـرَّةٍ
نَلْهُــو بِغُرَّتِــهِ وَنَهْــوَى دَلَّــهُ
كَـالطَّيْفِ وَافَـقَ ذَا هَوىً فَلَهَا بِهِ
حَتَّـــى إِذَا ذَهَـبَ الرُّقَـادُ أَضَلَّهُ
قُـــلْ لِلَّـذِي شَعَفَ البَلَاءُ فُـؤَادَهُ
لَا تُهْلِكَــنَّ أَخــاً فَــرُبَّ أَخٍ لَـهُ
وَالْـقَ ابْـنَ مَرْوَانَ الَّذِي قَدْ هَزَّهُ
عِـرْقُ المَكَـارِمِ وَالنَّـدَى فَـأَقَلَّهُ
وَاشْـكُ الَّـذِي لَاقَيْتَـهُ مِـنْ دُونِـهِ
وَانْشـُرْ إِلَيْــهِ دَاءَ قَلْبِـكَ كُلَّـهُ
فَعَلَى ابنِ مَرْوَانَ السَّلَامُ مِنِ امْرِئٍ
أَمْسـَى يَـذُوقُ مِـنَ الرُّقَـادِ أَقَلَّهُ
شـَوْقَاً إِلَيْـكَ فَمَـا تَنَالُـكَ حَالُهُ
وَإِذَا يَحِـلُّ البَـابَ لَـمْ يُؤْذَنْ لَهُ
فَإِلَيْــكَ أَعْمَلْـتُ المَطَايَـا ضُمَّراً
وَقَطَعْـــتُ أَرْوَاحَ الشـِّتَاءِ وَظِلَّـهُ
وَلَيَالِيـــاً لَـوْ أَنَّ حَاضِرَ بَثَّهَـا
طَـــرْفَ القَضـِيبِ أَصَـــابَهُ لَأَشَلَّهُ
هُوَ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ إِسْماعِيلَ بنِ عَبدِ كُلال، مِنْ أَهْلِ صَنعاءَ مِنَ الأَبْناءِ، وَقِيلَ أَصْلُهُ مِنَ الفُرْسِ الَّذِينَ قَدِمُوا إِلى اليَمَنِ، غَلَبَ عليهِ لَقَبُ وَضَّاحِ اليَمَنِ لِجمالِهِ وَبَهائِهِ، وَهُوَ مِنْ شُعراءِ العَصْرِ الأُمَوِيِّ، كانَ جَميلَ الطَّلعَةِ يَتَقَنَّعُ فِي المَواسِمِ، وامْتازَ بِرقَّةِ غَزَلِهِ، وَلَهُ أَخْبارٌ مَعَ عَشِيقَةٍ لَهُ اسْمُها رَوضَةُ، ويُرْوَى أنَّه قُتِلَ بَعدَ أَنْ تَغَزَّلَ بِأُمِّ البَنِينِ زَوجَةِ الْخَلِيفَةِ الوَلِيدِ بنِ عَبدِ المَلِكِ حِينَ قَدمَ مَكَّةَ حاجَّاً، وكانَتْ وَفاتُهُ نَحوَ عامِ 90 لِلْهِجْرَةِ.