
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَـــدِّثْ حَــدِيثَ فَتَــاةِ حَــيٍّ مَـرَّةً
بِـــالجِزْعِ بَيْــنَ أَذَاخِــرٍ وَحَـرَاءِ
قَـــالَتْ لِجَارَتِهَــا عِشَـاءً إِذْ رَأَتْ
نَـــزَهَ المَكَــانِ وَغَيْبَـةَ الأَعْـدَاءِ
فِــــي رَوْضـَةٍ يَمَّمْنَهَـــا مَوْلِيَّــةٍ
مَيْثَـــاءَ رَابِيَـــةٍ بُعَيْـــدَ سَمَاءِ
فِــي ظِـلِّ دَانِيَـةِ الغُصُـونِ وَرِيقَـةٍ
نَبَتَـــتْ بِأَبْطَــحَ طَيِّــبِ الثَّرْيَـاءِ
وَكَـــأَنَّ رِيقَتَهَـــا صـَبِيرُ غَمَامَـةٍ
بَـــرَدَتْ عَلَـــى صـَحْوٍ بُعَيْـدَ ضَحَاءِ
لَيْـــتَ المُغِيـرِيَّ العَشِـيَّةَ أَسْـعَفَتْ
دَارٌ بِــــهِ لِتَقَـــارُبِ الأَهْـــوَاءِ
إِذْ غَــابَ عَنَّـا مَـنْ نَخَـافُ وَطَاوَعَتْ
أَرْضٌ لَنَـــا بِلَــــــــذَاذَةٍ وَخَلَاءِ
قُلْــتُ ارْكَبُوا نَزُرِ الَّتِي زَعَمَتْ لَنَا
أَنْ لَا نُبَالِيَهَــــــا كَـــبِيرَ بَلَاءِ
بَيْنَـــا نَسـِيرُ رَأَتْ سـَمَامَةَ مَـوْكِبٍ
رَفَعُــوا ذَمِيــلَ العِيـسِ بِالصَّحْرَاءِ
قَـالَتْ لِجَارَتِهَا انْظُرِي هَا مَنْ أُولَى
وَتَـــأَمَّلِي مَــنْ رَاكِــبُ الأَدْمَــاءِ
قَــالَتْ أَبُـو الخَطَّـابِ أَعْـرِفُ زِيَّـهُ
وَرَكُــوبَهُ لَا شــَكَّ غَيــــرَ مِــرَاءُ
قَــالَتْ وَهَـلْ قَـالَتْ نَعَمْ فَاسْتَبْشِرِي
مِمَّــــنْ يُحَـــبُّ لُقِيُّـــهُ بِلِقَــاءِ
قَـالَتْ لَقَــدْ جَــاءَتْ إِذاً أُمْنِيَّـتِي
فِـي غَيْـــرِ تَكْلِفَــةٍ وَغَيْـرِ عَنَـاءِ
مَــا كُنْـتُ أَرْجُـو أَنْ يُلِـمَّ بِأَرْضِنَا
إِلَّا تَمَنِّيَـــــــهُ كَبِيـــرَ رَجَــاءِ
فَــإِذَا المُنَـى قَـدْ قَرَّبَـتْ بِلِقَائِهِ
وَأَجَـــابَ فِـــي سـِرٍّ لَنَـــا وَخَلَاءِ
لَمَّــــا تَوَاقَفْنَـــا وَحَيَّيْنَاهُمَــا
رَدَّتْ تَحِيَّتَنَــــا عَلَــى اسْــتِحْيَاءِ
قُلْــنَ انْزِلُـوا فَتَيَمَّمُـوا لِمَطِيِّكُـمْ
غِيَبـــاً تُغَيِّبُــهُ إِلَــى الإِمْسَــاءِ
إِنْ تَنْظُـرُوا اليَوْمَ الثَّوَاءَ بِأَرْضِنَا
فَغَـــدٌ لَكُـمْ رَهْـــنٌ بِحُسْـنِ ثَـوَاءِ
عُجْنَــا مَطَايَـا قَـدْ عَيِيـنَ وَعُـوِّدَتْ
أَلَّا يَرُمْـــــنَ تَرَغُّمـــاً بِرُغَـــاءِ
حَتَّـــى إِذَا أُمِـنَ الرَّقِيـبُ وَنُـوِّمَتْ
عَنَّـــا عُيُـــونُ سـَوَاهِرِ الأَعْــدَاءِ
خَرَجَـــتْ تَــأَطَّرُ فِـي ثَلَاثٍ كَالـدُّمَى
تَمْشـِي كَمَشْـــيِ الظَّبْيَــةِ الأَدْمَـاءِ
جَــاءَ البَشِـيرُ بِأَنَّهَـا قَـدْ أَقْبَلَتْ
رِيــــحٌ لَهَــا أَرِجٌ بِكُــلِّ فَضَــاءِ
قَــالَتْ لِرَبِّــي الشُّكْرُ هَـذِي لَيْلَـةً
نَــــذْراً أُؤَدِّيـــهِ لَــهُ بِوَفَــاءِ
عُمَرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي رَبِيعةَ، مِنْ بَنِي مَخزُومٍ إِحدَى بُطونِ قَبيلَةِ قُريشٍ، يُكنّى أَبا الخَطَّابِ، وُلِدَ فِي اللَّيلَةِ الّتِي تُوفِّيَ فِيها عُمرُ بنُ الخطّابِ رضيَ الله عنهُ فَسُمِّيَ باسْمِهِ، وهُوَ أَشْهَرُ شُعراءِ عَصْرِهِ فِي الغَزَلِ والنَّسِيبِ، وهُوَ مَنْ جَعلَ العَرَبَ تُقرُّ لِقُرَيشٍ بِالشِّعْرِ ولا تُنازِعُها فِيهِ، وجُلُّ شِعرِهِ فِي الغَزَلِ والتّشبيبِ بِالنِّساءِ، وقدْ نفاهُ عُمرُ بنُ عبدِ العَزيزِ إلى دُهلك حينَ رُفِعَ إليهِ أَنَّهُ يَتَعرَّضُ لِلنّساءِ الحَواجِّ ويُشبِّبُ بِهِنَّ، وقدْ عاشَ ثَمانينَ سنةً، فَتكَ مِنْها أَربَعِينَ سَنَةً، ونَسكَ أَرْبَعِينَ سنةً، فَقدْ تابَ وترَكَ قَولَ الشِّعرِ، ثُمّ غَزا فِي البَحرِ فاحْتَرَقَتْ السَّفينةُ بِهِ وبِمَنْ مَعَهُ، فَماتَ فِيها غَرقاً. وكانَتْ وفَاتُهُ حَوالَي سَنةِ 93 لِلْهِجْرَةِ.