
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَـالَ لَيْلِـي وَتَعَنَّـانِي الطَّرَبْ
وَاعْتَرَانِــي طُـولُ هَـمِّي بِنَصَبْ
أَرْسـَلَتْ أَسْــمَاءُ فِـي مَعْتَبَـةٍ
عَتَبَتْهَـا وَهْـيَ أَهْـوَى مَنْ عَتَبْ
فَأَجَـــابَتْ رِقْبَــتِي فَابْتَسَمَتْ
عَـنْ شَنِيبِ اللَوْنِ صَافٍ كَالثَّغَبْ
أَنْ أَتَـى مِنْهَـا رَسُـولٌ مَوْهِناً
وَجَـدَ الحَـيَّ نِيَامـاً فَـانْقَلَبْ
ضـَرَبَ البَـابَ فَلَـمْ يَشْـعُرْ بِهِ
أَحَـــدٌ يَفْتَــحُ عَنْـهُ إِذْ ضَرَبْ
فَأَتَاهَـــا بِحَــدِيثٍ غَاظَهَــا
شـَبَّهَ القَــوْلَ عَلَيْهَـا وَكَـذَبْ
قَــالَ أَيْقَــاظٌ وَلَكِـنْ حَاجَـةٌ
عَرَضـَتْ تُكْتَــمُ عَنَّـا فَـاحْتَجَبْ
وَلَعَمْــداً رَدَّنِــي فَاجْتَهَــدَتْ
بِيَمِيـــنٍ حَلْفَـةً عِنْـدَ الغَضَبْ
أُشْــهِدُ الرَّحْمَــنَ لَا يَجْمَعُنَـا
سـَقْفُ بَيْـتٍ رَجَبـاً حَتَّـى رَجَـبْ
قُلْــتُ حِلّاً فَــاقْبَلِي مَعْـذِرَتِي
مَـا كَـذَا يَجْـزِي مُحِبٌّ مَنْ أَحَبْ
إِنَّ كَفِّــي لَـكِ رَهْـنٌ بِالرِّضَـا
فَاقْبَلِي يَا هِنْدُ قَالَتْ قَدْ وَجَبْ
فَبَعَثْنَـا طَبَّــــةً مُحْتَالَـــةً
تَمْـزُجُ الجِـدَّ مِـرَاراً بِاللَعِبْ
تَرْفَــعُ الصَّوْتَ إِذَا لَانَـتْ لَهَا
وَتُرَاخِــي عِنْـدَ سَوْرَاتِ الغَضَبْ
وَهْــيَ إِذْ ذَاكَ عَلَيْهَــا مِئْزَرٌ
وَلَهَـا بَيْـتُ جَـوَارٌ مِـنْ لُعَـبْ
لَـمْ تَـزَلْ تَصْـرِفُهَا عَنْ رَأْيِهَا
وَتَأَنَّاهَــــا بِرِفْــــقٍ وَأَدَبْ
عُمَرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي رَبِيعةَ، مِنْ بَنِي مَخزُومٍ إِحدَى بُطونِ قَبيلَةِ قُريشٍ، يُكنّى أَبا الخَطَّابِ، وُلِدَ فِي اللَّيلَةِ الّتِي تُوفِّيَ فِيها عُمرُ بنُ الخطّابِ رضيَ الله عنهُ فَسُمِّيَ باسْمِهِ، وهُوَ أَشْهَرُ شُعراءِ عَصْرِهِ فِي الغَزَلِ والنَّسِيبِ، وهُوَ مَنْ جَعلَ العَرَبَ تُقرُّ لِقُرَيشٍ بِالشِّعْرِ ولا تُنازِعُها فِيهِ، وجُلُّ شِعرِهِ فِي الغَزَلِ والتّشبيبِ بِالنِّساءِ، وقدْ نفاهُ عُمرُ بنُ عبدِ العَزيزِ إلى دُهلك حينَ رُفِعَ إليهِ أَنَّهُ يَتَعرَّضُ لِلنّساءِ الحَواجِّ ويُشبِّبُ بِهِنَّ، وقدْ عاشَ ثَمانينَ سنةً، فَتكَ مِنْها أَربَعِينَ سَنَةً، ونَسكَ أَرْبَعِينَ سنةً، فَقدْ تابَ وترَكَ قَولَ الشِّعرِ، ثُمّ غَزا فِي البَحرِ فاحْتَرَقَتْ السَّفينةُ بِهِ وبِمَنْ مَعَهُ، فَماتَ فِيها غَرقاً. وكانَتْ وفَاتُهُ حَوالَي سَنةِ 93 لِلْهِجْرَةِ.