
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَمْ تَرْبَعْ عَلَى الطَّلَلِ المُرِيبِ
عَفَــا بَيْـنَ المُحَصَّبِ فَالطَّلُوبِ
بِمَكَّــةَ دَارِسـاً دَرَجَـتْ عَلَيْـهِ
خِلَافَ الحَـــيِّ دَيْـلُ صَباً دَؤُوبِ
فَـــأَقْفَرَ غَيْـرَ مُنْتَضِدٍ وَنُـؤْيٍ
أَجَــدَّ الشَّوْقَ لِلقَلْـبِ الطَّرُوبِ
كَـأَنَّ الرَّبْـعَ أُلْبِـسَ عَبْقَرِيّـاً
مِـنَ الجَنَـدِيِّ أَوْ بَـزِّ الجَرُوبِ
كَـــأَنَّ مُقَـــضَّ رَامِسَةٍ عَلَيْـهِ
مَــعَ الحِـدْثَانِ سَطْرٌ فِي عَسِيبِ
لِنُعْــمٍ إِذْ تَعَــاوَدَهُ هُيَــامٌ
بِهِ أَعْيَا عَلَى الحَاوِي الطَّبِيبِ
لَعَمْـرُكَ إِنَّنِـي مِـنْ دَيْـنِ نُعْمٍ
لَكَالـدَّاعِي إِلَـى غَيْرِ المُجِيبِ
وَمَـا نُعْـمٌ وَلَـوْ عُلِّقْـتَ نُعْماً
بِجَازِيَــةِ النَّـوَالِ وَلَا مُـثِيبِ
وَمَـا تَجْـزِي بِقَـرْضِ الوُدِّ نُعْمٌ
وَلَا تَعِـدُ النَّـوَالَ إِلَـى قَرِيبِ
إِذَا نُعْـمٌ نَـأَتْ بَعُـدَتْ وَتَعْدُو
عَـوَادٍ أَنْ تُـزَارَ مَـعَ الرَّقِيبِ
وَإِنْ شـَطَّتْ بِهَـــا دَارٌ تَعَيَّـا
عَلَيْـــهِ أَمْرُهُ بَـالَ الغَرِيـبِ
أُسـَمِّيهَا لِتُكْتَـمَ بِاسْـمِ نُعْـمٍ
وَيُبْـدِي القَلْـبُ عَنْ شَخْصٍ حَبِيبِ
وَأَكْتُــمُ مَـا أُسَمِّيهَا وَتَبْـدُو
شـَوَاكِلُهُ لِـذِي اللُـبِّ الأَرِيـبِ
فَإِمَّــا تُعْرِضِـي عَنَّـا وَتَعْـدِي
بِقَــوْلِ مُمَــاذِقٍ مَلِـقٍ كَـذُوبِ
فَكَــمْ مِـنْ نَاصِحٍ فِـي آلِ نُعْمٍ
عَصـَيْتُ وَذِي مُلَاطَفَـــةٍ نَسِــيبِ
فَهَلَّا تَسْـــأَلِي أَفْنَـــاءَ سَعْدٍ
وَقَـدْ تَبْـدُو التَّجَـارِبُ لِلَّبِيبِ
سـَبَقْنَا بِالمَكَـارِمِ فَاسْتَبَحْنَا
قُـرَى مَـا بَيْنَ مَأْرِبَ فَالدُّرُوبِ
بِكُـــلِّ قِيَـــادِ سَلْهَبَةٍ سَبُوحٍ
وَسَـامِي الطَّـرْفِ ذِي حُضُرٍ نَجِيبِ
وَنَحْـنُ فَوَارِسُ الهَيْجَا إِذَا مَا
رَئِيـسُ القَـوْمِ أَجْمَـعَ لِلهُرُوبِ
نُقِيمُ عَلَى الحِفَاظِ فَلَنْ تَرَانَا
نَشـُلُّ نَخَـافُ عَاقِبَـةَ الخُطُـوبِ
وَيَمْنَــعُ سَرْبَنَا فِي الحَرْبِ شُمٌّ
مَصَــالِيتٌ مَسَــاعِرُ لِلحُــرُوبِ
وَيَـأْمَنُ جَارُنَـا فِينَـا وَتُلْقَى
فَوَاضـِلُنَا بِمُحْتَفِـــظٍ خَصِــيبِ
وَنَعْلَــمُ أَنَّنَـا سَنَبِيدُ يَوْمـاً
كَمَـا قَدْ بَادَ مِنْ عَدَدِ الشُّعُوبِ
فَنَجْتَنِـبُ المَقَـاذِعَ حَيْثُ كَانَتْ
وَنَكْتَسـِبُ العَلَاءَ مَـعَ الكَسُـوبِ
وَلَوْ سُئِلَتْ بِنَا البَطْحَاءُ قَالَتْ
هُــمُ أَهْـلُ الفَوَاضِلِ وَالسُّيُوبِ
وَيُشْــرِقُ بَطْـنُ مَكَّةَ حِينَ نُضْحِي
بِـهِ وَمُنَـاخُ وَاجِبَـةِ الجُنُـوبِ
وَأَشْـعَثَ إِنْ دَعَـوْتَ أَجَابَ وَهْناً
عَلَى طُولِ الكَرَى وَعَلَى الدُّؤُوبِ
وَكَــانَ وِسَـادَهُ أَحْنَـاءُ رَحْـلٍ
عَلَــى أَصْــلَابِ ذِعْلِبَـةٍ هَبُـوبِ
أُقِيــمُ بِـهِ سَوَادَ اللَيْلِ نَصّاً
إِذَا حُـبَّ الرُّقَادُ عَلَى الهَيُوبِ
عُمَرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي رَبِيعةَ، مِنْ بَنِي مَخزُومٍ إِحدَى بُطونِ قَبيلَةِ قُريشٍ، يُكنّى أَبا الخَطَّابِ، وُلِدَ فِي اللَّيلَةِ الّتِي تُوفِّيَ فِيها عُمرُ بنُ الخطّابِ رضيَ الله عنهُ فَسُمِّيَ باسْمِهِ، وهُوَ أَشْهَرُ شُعراءِ عَصْرِهِ فِي الغَزَلِ والنَّسِيبِ، وهُوَ مَنْ جَعلَ العَرَبَ تُقرُّ لِقُرَيشٍ بِالشِّعْرِ ولا تُنازِعُها فِيهِ، وجُلُّ شِعرِهِ فِي الغَزَلِ والتّشبيبِ بِالنِّساءِ، وقدْ نفاهُ عُمرُ بنُ عبدِ العَزيزِ إلى دُهلك حينَ رُفِعَ إليهِ أَنَّهُ يَتَعرَّضُ لِلنّساءِ الحَواجِّ ويُشبِّبُ بِهِنَّ، وقدْ عاشَ ثَمانينَ سنةً، فَتكَ مِنْها أَربَعِينَ سَنَةً، ونَسكَ أَرْبَعِينَ سنةً، فَقدْ تابَ وترَكَ قَولَ الشِّعرِ، ثُمّ غَزا فِي البَحرِ فاحْتَرَقَتْ السَّفينةُ بِهِ وبِمَنْ مَعَهُ، فَماتَ فِيها غَرقاً. وكانَتْ وفَاتُهُ حَوالَي سَنةِ 93 لِلْهِجْرَةِ.