
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَــالَ لِـي صَاحِبِي لِيَعْلَمَ مَا بِي
أَتُحِــبُّ القَتُــولَ أُخْـتَ الرَّبَابِ
قُلْــتُ وَجْـدِي بِهَا كَوَجْدِكَ بِالعَذْ
بِ إِذَا مَــا مُنِعْـتَ طَعْمَ الشَّرَابِ
مَــنْ رَسـُولِي إِلَى الثُّرَيَّا بِأَنِّي
ضـِقْتُ ذَرْعــاً بِهَجْرِهَـا وَالكِتَابِ
أَزْهَقَــتْ أُمُّ نَوْفَــلٍ إِذْ دَعَتْهَـا
مُهْجَــتِي مَــا لِقَاتِلِي مِنْ مَتَابِ
حِيــنَ قَـالَتْ لَهَا أَجِيبِي فَقَالَتْ
مَــنْ دَعَـانِي قَالَتْ أَبُو الخَطَّابِ
فَأَجَـابَتْ عِنْدَ الدُّعَاءِ كَمَا لَبْــ
ــبَـى رِجَالٌ يَرْجُونَ حُسْنَ الثَّوَابِ
أَبْرَزُوهَــا مِثْـلَ المَهَاةِ تَهَادَى
بَيْـــنَ خَمْـــسٍ كَـوَاعِبٍ أَتْـرَابِ
وَهْـــيَ مَكْنُونَــةٌ تَحَيَّـرَ مِنْهَـا
فِـي أَدِيـمِ الخَدَّيْنِ مَاءُ الشَّبَابِ
دُمْيَــةٌ عِنْــدَ رَاهِبٍ ذِي اجْتِهَادٍ
صـَوَّرُوهَا فِــي جَــانِبِ المِحْرَابِ
وَتَكَنَّفْنَهَــــا كَـــوَاعِبُ بِيــضٌ
وَاضــِحَاتُ الخُــدُودِ وَالأَقْــرَابِ
ثُــمَّ قَــالُوا تُحِبُّهَا قُلْتُ بَهْراً
عَــدَدَ النَّجْـمِ وَالحَصَى وَالتُّرَابِ
حِيـنَ شـَبَّ القَتُولَ وَالجِيدَ مِنْهَا
حُسْـــنُ لَــوْنٍ يَـرِفُّ كَالزِّرْيَـابِ
أَذَكَرَتْنِـي مِـنْ بَهْجَةِ الشَّمْسِ لَمَّا
طَلَعَـــتْ مِـــنْ دُجُنَّـــةٍ وَسَحَابِ
فَــارْجَحَنَّتْ فِــي حُسْنِ خَلْقٍ عَمِيمٍ
تَتَهَــادَى فِــي مَشْيِهَا كَالحُبَابِ
غَصـَبَتْنِي مَجَّاجَــةُ المِسـْكِ نَفْسِي
فَسـَلُوهَا مَــاذَا أَحَـلَّ اغْتِصَابِي
قَلَّـدُوهَا مِــنَ القَرَنْفُـلِ وَالدُّرْ
رِ سـِخَاباً وَاهــاً لَـهُ مِنْ سِخَابِ
عُمَرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي رَبِيعةَ، مِنْ بَنِي مَخزُومٍ إِحدَى بُطونِ قَبيلَةِ قُريشٍ، يُكنّى أَبا الخَطَّابِ، وُلِدَ فِي اللَّيلَةِ الّتِي تُوفِّيَ فِيها عُمرُ بنُ الخطّابِ رضيَ الله عنهُ فَسُمِّيَ باسْمِهِ، وهُوَ أَشْهَرُ شُعراءِ عَصْرِهِ فِي الغَزَلِ والنَّسِيبِ، وهُوَ مَنْ جَعلَ العَرَبَ تُقرُّ لِقُرَيشٍ بِالشِّعْرِ ولا تُنازِعُها فِيهِ، وجُلُّ شِعرِهِ فِي الغَزَلِ والتّشبيبِ بِالنِّساءِ، وقدْ نفاهُ عُمرُ بنُ عبدِ العَزيزِ إلى دُهلك حينَ رُفِعَ إليهِ أَنَّهُ يَتَعرَّضُ لِلنّساءِ الحَواجِّ ويُشبِّبُ بِهِنَّ، وقدْ عاشَ ثَمانينَ سنةً، فَتكَ مِنْها أَربَعِينَ سَنَةً، ونَسكَ أَرْبَعِينَ سنةً، فَقدْ تابَ وترَكَ قَولَ الشِّعرِ، ثُمّ غَزا فِي البَحرِ فاحْتَرَقَتْ السَّفينةُ بِهِ وبِمَنْ مَعَهُ، فَماتَ فِيها غَرقاً. وكانَتْ وفَاتُهُ حَوالَي سَنةِ 93 لِلْهِجْرَةِ.