
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَلَمّـــا رَمـــى بِـــالأَربَعينَ وَراءَهُ
وَقــارَعَ مِ الخَمسـينَ جَيشـاً عَرَمرَمـا
تَـذَكَّرَ مِـن عَهـدِ الصـِبا مـا تَصـَرَّما
وَحَــنَّ فَلَــم يَـترُك لِعَينَيـهِ مُسـجَما
وَجَــرَّ خِطامــاً أَحكَـمَ الشـَيبُ عَقـدَهُ
وَقَـــدَّمَ رِجلاً لَـــم تَجِــد مُتَقَــدَّما
وَأَنكَــرَ إِغفــالَ العُيــونِ مَكــانَهُ
وَقَــد كُـنَّ مِـن أَشـياعِهِ حَيـثُ يَمَّمـا
هُــوَ الــدَهرُ لا يُعطيــكَ إِلّا تَعِلَّــةً
وَلا يَســـتَرِدُّ العُـــرفَ إِلّا تَغَنُّمـــا
عَـزاءً عَـنِ الأَمـرِ الَّـذي فـاتَ نَيلُـهُ
وَصــَبراً إِذا كــانَ التَصـَبُّرُ أَحزَمـا
فَلَــم أَرَ مِثــلَ الشــَيبِ لاحَ كَــأَنَّهُ
ثَنايـــا حَــبيبٍ زارَنــا مُتَبَســِّما
فَلَمــا تَراءَتــهُ العُيــونُ تَوَســَّمَت
بَديهَـــةَ أَمــرٍ تَــذعَرُ المُتَوَســِّما
فَلا وَأَبيـكَ الخَيـرِ مـا اِنفَـكَّ سـاطِعٌ
مِنَ الشَيبِ يَجلو مِن دُجى اللَيلِ مُظلِما
إِلـى أَن أَعـادَ الدُهمَ شُهباً وَلَم يَدَع
لَنـا مِـن شـِياتِ الخَيـلِ أَقرَحَ أَرثَما
هَــلِ الشــَيبُ إِلّا حِليَــةٌ مُســتَعارَةٌ
وَمُنـــذِرُ جَيـــشٍ جاءَنــا مُتَقَــدِّما
فَهــا أَنــا مِنــهُ حاســِرٌ مُتَعَمِّــمٌ
وَلَــم أَرَ مِثلــي حاســِراً مُتَعَمِّمــا
كَــأَنَّ مَكــانَ التـاجِ سـِلكاً مُفَصـَّلاً
بِنَــورِ الخُزامـى أَو جُمانـاً مُنَظَّمـا
وَضــِيءٌ كَنَصــلِ السـَيفِ إِن رَثَّ غِمـدُهُ
إِذا كـانَ مَصـقولَ الغِرارَيـنِ مِخـذَما
إِذا لَـم يَشِب رَأسٌ عَلى الجَهلِ لَم يَكُن
عَلـى المَـرءِ عـارٌ أَن يَشـيبَ وَيَهرَما
خَليلَــيَّ كُـرّاً ذِكـرَ مـا قَـد تَقَـدَّما
وَإِن هــاجَتِ الـذِكرى فُـؤاداً مُتَيَّمـا
فَــإِن حَــديثَ اللَهــوِ لَهـوٌ وَرُبَّمـا
تَسـَلّى بِـذِكرِ الشـَيءِ مَـن كانَ مُغرَما
خَليلَــيَّ مِــن فَرعَـي قُرَيـشٍ رُزيتُمـا
فَــتىً قــارَعَ الأَيّــامَ حَتّـى تَثَلَّمـا
وَأَحكَمُــهُ التَجريــبُ حَتّــى كَأَنَّمــا
يُعــايِنُ مِــن أَســرارِهِ مـا تَوَهَّمـا
وَمَــن ضــَعُفَت أَعضـاؤُهُ اِشـتَدَّ رَأيُـهُ
وَمَــن قَــوَّمَتهُ الحادِثــاتُ تَقَوَّمــا
خُــذا عِظَــةً مِــن أَحــوَذِيٍّ تَقَلَّبَــت
بِــهِ دُوَلُ الأَيّــامِ بُؤســاً وَأَنعُمــا
إِذا رَفَــعَ السـُلطانُ قَومـاً تَرَفَّعـوا
وَإِن هَــدَمَ الســُلطانُ مَجـداً تَهَـدَّما
إِذا ما اِمرُؤٌ لَم يُرشِدِ العِلمُ لَم يِجِد
سـَبيلَ الهُـدى سـَهلاً وَإِن كـانَ مُحكَما
وَلَــم أَرَ فَرعــاً طــالَ إِلّا بِأَصــلِهِ
وَلَــم أَرَ بَــدءَ العِلــمِ إِلّا تَعَلُّمـا
وَمَــن قــارَعَ الأَيّــامَ أَوفَــرَ لُبَّـهُ
وَمَــن جـاوَرَ الفَـدمَ العَيِـيَّ تَفَـدَّما
وَلَــم أَرَ أَعــدى لِاِمـرِئٍ مِـن قَرابَـةٍ
وَلا سـِيَّما إِن كـانَ جـاراً أَوِ اِبنَمـا
وَمَـن طَلَـبَ المَعـروفَ مِـن غَيـرِ أَهلِهِ
أَطـــالَ عَنــاءً أَو أَطــالَ تَنَــدُّما
وَمَــن شــَكَرَ العُـرفَ اِسـتَحَقَّ زِيـادَةً
كَمـا يَسـتَحِقُّ الشـُكرَ مَـن كانَ مُنعِما
وَمَــن ســامَحَ الأَيّــامَ يَـرضَ حَيـاتَهُ
وَمَــن مَــنَّ بِـالمَعروفِ عـادَ مُـذَمَّما
وَمَــن نــافَسَ الإِخــوانَ قَـلَّ صـَديقُهُ
وَمَـن لامَ صـَبّاً فـي الهَوى كانَ أَلوَما
أَمـا وَأَميـرِ المُـؤمِنينَ لَقَد رَمى ال
عَــــدُوَّ فَلا نِكســــاً وَلا مُتَهَضـــِّما
وَلا ناسـِياً مـا كـانَ مِـن حُسـنِ رَأيِهِ
لِخُطَّـــةِ خَســـفٍ ســامَنيها مُحَتِّمــا
عُلوقــاً بِأَســبابِ النَبِــيِّ وَإِنَّمــا
يُحِـبُّ بَنـي العَبّـاسِ مَـن كـانَ مُسلِما
لَعَــلَّ بَنـي العَبّـاسِ يَأسـو كُلـومَهُم
فَيَجبُــرَ مِنّــي هاشــِمٌ مــا تَهَشـَّما
علي بن الجهم بن بدر، أبو الحسن، من بني سامة، من لؤي بن غالب.شاعر، رقيق الشعر، أديب، من أهل بغداد كان معاصراً لأبي تمام، وخص بالمتوكل العباسي، ثم غضب عليه فنفاه إلى خراسان، فأقام مدة، وانتقل إلى حلب، ثم خرج منها بجماعة يريد الغزو، فاعترضه فرسان بني كلب، فقاتلهم وجرح ومات.