
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا زِلـتُ أَسمَعُ أَنَّ المُلوكَ
تَبنـي عَلـى قَـدرِ أَخطارِها
وَأَعلَــمُ أَنَّ عُقـولَ الرِجـا
لِ يُقضـى عَلَيهـا بِآثارِهـا
فَلِلـرومِ مـا شادَهُ الأَوَّلونَ
وَلِلفُـرسِ مَـأثورُ أَحرارِهـا
فَلَمّـا رَأَينـا بِناءَ الإِمامِ
رَأَينـا الخِلافَـةَ في دارِها
وَكُنّــا نَعُــدُّ لَهـا نَخـوَةً
فَطَــأمَنتَ نَخــوَةَ جَبّارِهـا
وَأَنشـَأَتَ تَحتَـجُّ لِلمُسـلِمينَ
عَلــى مُلحِـديها وَكُفّارِهـا
بَــدائِعَ لَـم تَرَهـا فـارِسٌ
وَلا الرّومُ في طولِ أَعمارِها
صـُحونٌ تُسافِرُ فيها العُيونُ
وَتَحسـِرُ عَـن بُعـدِ أَقطارِها
وَقُبَّــةُ مُلـكٍ كَـأَنَّ النُجـو
مَ تُفضـي إِلَيهـا بِأَسرارِها
تَخِـرُّ الوُفـودُ لَهـا سـُجَّداً
إِذا مــا تَجَلَّـت لِأَبصـارِها
إِذا لَمَعَـت تَسـتَبينُ العُيو
نُ فيهـا مَنـابِتَ أَشـفارِها
وَإِن أوقِـدَت نارُها بِالعِرا
قِ ضـاءَ الحِجازَ سَنا نارِها
لَهـا شـُرُفاتٌ كَـأَنَّ الرَبيعَ
كَسـاها الرِيـاضَ بِأَنوارِها
نَظَمـنَ الفُسَيفُسَ نَظمَ الحُلِيِّ
لِعـونِ النِسـاءِ وَأَبكارِهـا
فَهُــنَّ كَمُصــطَبِحاتٍ بَــرَزنَ
بِفِصـحِ النَصـارى وَإِفطارِها
فَمِنهُــنَّ عاقِصــَةٌ شــَعرَها
وَمُصــلِحَةٌ عَقــدُ زُنّارِهــا
وَســَطحٍ عَلـى شـاهِقٍ مُشـرِفٍ
عَلَيـهِ النَخيـلُ بِأَثمارِهـا
إِذا الريحُ هَبَّت لَها أَسمَعَت
غِنـاءَ القِيـانِ بِأَوتارِهـا
وَفَـوّارَةٍ ثَأرُها في السَماءِ
فَلَيسـَت تُقَصـِّرُ عَـن ثارِهـا
تَـرُدُّ عَلى المُزنِ ما أَنزَلَت
عَلى الأَرضِ مِن صَوبِ مِدرارِها
لَــوَ اَنَّ سـُلَيمانَ أَدَّت لَـهُ
شــَياطينُهُ بَعـضَ أَخبارِهـا
لَأَيقَـــنَ أَنَّ بَنــي هاشــِمٍ
يُفَضــِّلُها عُظــمُ أَخطارِهـا
فَلا زالَــتِ الأَرضُ مَعمــورَةً
بِعُمـرِكَ يـا خَيـرَ عُمّارِهـا
تَبَـوَّأتُ بَعـدَكَ قَعرَ السُجونِ
وَقَـد كُنـتُ أَرثـي لِزُوّارِها
علي بن الجهم بن بدر، أبو الحسن، من بني سامة، من لؤي بن غالب.شاعر، رقيق الشعر، أديب، من أهل بغداد كان معاصراً لأبي تمام، وخص بالمتوكل العباسي، ثم غضب عليه فنفاه إلى خراسان، فأقام مدة، وانتقل إلى حلب، ثم خرج منها بجماعة يريد الغزو، فاعترضه فرسان بني كلب، فقاتلهم وجرح ومات.