
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَزَلنـا بِبـابِ الكَـرخِ أَفضـَلَ مَنـزِلِ
عَلــى مُحسـِناتٍ مِـن قِيـانِ المُفَضـَّلِ
فَلابــنِ ســُرَيجٍ وَالغَريــضِ وَمَعبَــدٍ
وَدائِعُ فــي آذانِنــا لَــم تُبَــدَّلِ
أَوانِــسُ مــا فيهِـنَّ لِلضـَّيفِ حِشـمَةٌ
وَلا رَبُّهُـــنَّ بِـــالمَهيبِ المُبَجَّـــلِ
يُســَرُّ إِذا مـا الضـَيفُ قَـلَّ حَيـاؤُهُ
وَيَغفُــلُ عَنــهُ وَهُــوَ غَيــرُ مَغَفَّـلِ
وَيُكثِــرُ مِــن ذَمِّ الوَقــارِ وَأَهلِـهِ
إِذا الضـَيفُ لِـم يَـأنَس وَلَـم يَتَبَذَّلِ
وَلا يَــدفَعُ الأَيـدي السـَفيهَةَ غَيـرَةً
إِذا نــالَ حَظّـاً مِـن لَبـوسٍ وَمَأكَـلِ
وَيُطــرِقُ إِطــراقَ الشــُجاعِ مَهابَـةً
لِيُطلِــقَ طَــرفَ النــاظِرِ المُتَأَمِّـلِ
فَأَعمِــل يَــداً فـي بَيتِـهِ وَتَبَـذَّلَن
وَإِيّـاكَ وَالمَـولى وَمـا شـِئتَ فَاِفعَلِ
أَشــِر بِيَـدٍ وَاِغمِـز بِطَـرفٍ وَلا تَخَـف
رَقيبــاً إِذا مـا كُنـتَ غَيـرَ مُبَخَّـلِ
وَأَعـرِض عِـنِ المِصـباحِ وَالهَـج بِذَمِّهِ
فَــإِن خَمَـدَ المِصـباحُ فَـاِدنُ وَقَبِّـلِ
وَسـَل غَيـرَ مَمنـوعٍ وَقُـل غَيـرَ مُسكَتٍ
وَنَـم غَيـرَ مَـذعورٍ وَقُـم غَيـرَ مُعجَلِ
لَـكَ البَيـتُ مـا دامَـت هَداياكَ جَمَّةً
وَدُمــتَ مَلِيّــاً بِالشــَرابِ المُعَسـَّلِ
تُصـانُ لَـكَ الأَبصـارُ عَـن كُـلِّ مَنظَـرٍ
وَيُصــغى إِلَيــكَ بِالحَـديثِ المُفَصـَّلِ
فَبــادِر بِأَيّــامِ الشــَبابِ فَإِنَّهـا
تَفــوتُ وَتَفنــى وَالغَوايَـةَ تَنجَلـي
وَدَع عَنـكَ قَـولَ النـاسِ أَتلَـفَ مالَهُ
فُلانٌ فَأَمســى مُــدبِراً غَيــرَ مُقبِـلِ
هَــلِ العَيـشُ إِلّا لَيلَـةٌ طَرَحَـت بِنـا
أَواخِرُهــا فــي يَــومِ لَهـوٍ مُعَجَّـلِ
سـَقى اللَـهُ بـابَ الكَـرخِ مِن مُتَنَزَّهٍ
إِلــى قَصــرِ وَضــّاحٍ فَبِركَـةِ زَلـزَلِ
مَسـاحِبُ أَذيـالِ القِيـانِ وَمَسـرَحُ ال
حِســانِ وَمَــأوى كُــلِّ خِــرقٍ مُعَـذَّلِ
مَنــازِلُ لا يَسـتَتبِعُ الغَيـثَ أَهلُهـا
وَلا أَوجُــهُ اللَــذّاتِ عَنّــا بِمَعـزِلِ
مَنـازِلُ لَـو أَنَّ اِمـرَأَ القَيـسِ حَلَّها
لَأَقصــَرَ عَــن ذِكـرِ الـدَخولِ فَحَومَـلِ
إِذاً لَرَآنــي أَمنَــحُ الـوُدَّ شـادِناً
مُشــَمِّرَ أَذيـالِ القَبـا غَيـرَ مُرسـِلِ
إِذا اللَيلُ أَدنى مَضجَعي مِنهُ لَم يَقُل
عَقَـرتَ بَعيري يا اِمرَأَ القَيسِ فَاِنزِلِ
علي بن الجهم بن بدر، أبو الحسن، من بني سامة، من لؤي بن غالب.شاعر، رقيق الشعر، أديب، من أهل بغداد كان معاصراً لأبي تمام، وخص بالمتوكل العباسي، ثم غضب عليه فنفاه إلى خراسان، فأقام مدة، وانتقل إلى حلب، ثم خرج منها بجماعة يريد الغزو، فاعترضه فرسان بني كلب، فقاتلهم وجرح ومات.