
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـالَت حُبِسـتَ فَقُلـتُ لَيـسَ بِضائِرٍ
حَبســـي وَأَيُّ مُهَنَّـــدٍ لا يُغمَــدُ
أَوَمـا رَأَيـتِ اللَيـثَ يَألَفُ غيلَهُ
كِــبراً وَأَوبـاشُ السـِباعِ تَـرَدَّدُ
وَالشــَمسُ لَــولا أَنَّهـا مَحجوبَـةٌ
عَـن ناظِرَيـكِ لَمـا أَضاءَ الفَرقَدُ
وَالبَـدرُ يُـدرِكُهُ السِرارُ فَتَنجَلي
أَيّــــامُهُ وَكَــــأَنَّهُ مُتَجَـــدِّدُ
وَالغَيـثُ يَحصُرُهُ الغَمامُ فَما يُرى
إِلّا وَرِيِّقُـــهُ يُـــراحُ وَيَرعُـــدُ
وَالنـارُ فـي أَحجارِهـا مَخبـوءَةٌ
لا تُصـطَلى إن لَـم تُثِرهـا الأَزنُدُ
وَالزاعِبِيَّــةُ لا يُقيــمُ كُعوبَهـا
إِلّا الثِقـــافُ وَجَــذوَةٌ تَتَوَقَّــدُ
غِيَــرُ اللَيــالي بـادِئاتٌ عُـوَّدٌ
وَالمــالُ عارِيَـةٌ يُفـادُ وَيَنفَـدُ
وَلِكُــلِّ حــالٍ مُعقِــبٌ وَلَرُبَّمــا
أَجلـى لَـكَ المَكـروهُ عَمّـا يُحمَدُ
لا يُؤيِســَنَّكَ مِــن تَفَــرُّجِ كُربَـةٍ
خَطـبٌ رَمـاكَ بِـهِ الزَمـانُ الأَنكَدُ
كَـم مِـن عَليـلٍ قَد تَخَطّاهُ الرّدى
فَنَجــا وَمــاتَ طَـبيبُهُ وَالعُـوَّدُ
صـَبراً فَـإِنَّ الصـَبرَ يُعقِـبُ راحَةً
وَيَـدُ الخَليفَـةِ لا تُطاوِلُهـا يَـدُ
وَالحَبـسُ مـا لَـم تَغشـَهُ لِدَنِيَّـةٍ
شـَنعاءَ نِعـمَ المَنـزِلُ المُتَـوَرَّدُ
بَيــتٌ يُجَــدِّدُ لِلكَريــمِ كَرامَـةً
وَيُــزارُ فيـهِ وَلا يَـزورُ وَيُحفَـدُ
لَـو لَـم يَكُـن في السِجنِ إِلّا أَنَّهُ
لا يَســتَذِلُّكَ بِالحِجــابِ الأَعبُــدُ
يـا أَحمَـدُ بـنَ أَبـي دُؤادٍ إِنَّما
تُــدعى لِكُـلِّ عَظيمَـةٍ يـا أَحمَـدُ
بَلِّــغ أَميـرَ المُـؤمِنينَ وَدونَـهُ
خَــوضُ العِـدى وَمخـاوِفٌ لا تَنفَـدُ
أَنتُــم بَنـي عَـمِّ النَبِـيِّ مُحَمَّـدٍ
أَولـى بِمـا شـَرَعَ النَبِـيُّ مُحَمَّـدُ
مـا كـانَ مِـن حَسـَنٍ فَأَنتُم أَهلُهُ
طـابَت مَغارِسـُكُم وَطـابَ المَحتِـدُ
أَمِـنَ السـَوِيَّةِ يـااِبنَ عَـمِّ مُحَمَّدٍ
خَصـــمٌ تُقَرِّبُــهُ وَآخَــرُ تُبعِــدُ
إِنَّ الَّـذينَ سـَعَوا إِلَيـكَ بِباطِـلٍ
أَعــداءُ نِعمَتِـكَ الَّـتي لا تُجحَـدُ
شـَهِدوا وَغِبنـا عَنهُـمُ فَتَحَكَّمـوا
فينـا وَلَيـسَ كَغـائِبٍ مَـن يَشـهَدُ
لَـو يَجمَـعُ الخَصـمَينِ عِندَكَ مَشهَدٌ
يَومـاً لَبـانَ لَـكَ الطَريقُ الأَقصَدُ
فَلَئِن بَقيتُ عَلى الزَمانِ وَكانَ لي
يَومـاً مِـنَ المَلِكِ الخَليفَةِ مَقعَدُ
وَاِحتَـجَّ خَصـمي وَاِحتَجَجـتُ بِحُجَّـتي
لَفَلَجـتُ فـي حُجَجـي وَخـابَ الأَبعَدُ
وَاللَـهُ بـالِغُ أَمـرِهِ فـي خَلقِـهِ
وَإِلَيـهِ مَصـدَرُنا غَـداً وَالمَـورِدُ
وَلَئِن مَضـَيتُ لَقَلَّمـا يَبقـى الَّذي
قَـد كـادَني وَلَيَجمَعَنّـا المَوعِـدُ
فَبِــأَيِّ ذَنــبٍ أَصـبَحَت أَعراضـُنا
نَهبـاً يُشـيدُ بِها اللَئيمُ الأَوغَدُ
علي بن الجهم بن بدر، أبو الحسن، من بني سامة، من لؤي بن غالب.شاعر، رقيق الشعر، أديب، من أهل بغداد كان معاصراً لأبي تمام، وخص بالمتوكل العباسي، ثم غضب عليه فنفاه إلى خراسان، فأقام مدة، وانتقل إلى حلب، ثم خرج منها بجماعة يريد الغزو، فاعترضه فرسان بني كلب، فقاتلهم وجرح ومات.