
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَســارِيَةٍ تَرتـادُ أَرضـاً تَجودُهـا
شـَغَلتُ بِهـا عَينـاً قَليلاً هُجودُهـا
أَتَتنـا بِهـا ريـحُ الصَبا وَكَأَنَّها
فَتــاةٌ تُزَجّيهــا عَجـوزٌ تَقودُهـا
تَميـسُ بِهـا مَيسـاً فَلا هِيَ إِن وَنَت
نَهَتهـا وَلا إِن أَسـرَعَت تَسـتَعيدُها
إِذا فارَقَتهـا سـاعَةً وَلِهَـت بِهـا
كَـأُمِّ وَليـدٍ غـابَ عَنهـا وَليـدُها
فَلَمّــا أَضـَرَّت بِـالعُيونِ بُروقُهـا
وَكـادَت تُصـِمُّ السـامِعينَ رُعودُهـا
وَكـادَت تَميـسُ الأَرضُ إِمّـا تَلَهُّفـاً
وَإِمّـا حِـذاراً أَن يَضـيعَ مُريـدُها
فَلَمّــا رَأَت حُـرَّ الثَـرى مُتَعَقِّـداً
بِمـا زَلَّ مِنهـا وَالرُبى تَستَزيدُها
وَأَنَّ أَقــاليمَ العِــراقِ فَقيــرَةٌ
إِلَيهـا أَقـامَت بِـالعِراقِ تَجودُها
فَمـا بَرِحَـت بَغـدادُ حَتّـى تَفَجَّـرَت
بِأَودِيَــةٍ مــا تَسـتَفيقُ مُـدودُها
وَحَتّـى رَأَينـا الطَيرَ في جَنَباتِها
تَكــادُ أَكُـفُّ الغانِيـاتِ تَصـيدُها
وَحَتّـى اِكتَسـَت مِـن كُلِّ نَورٍ كَأَنَّها
عَــروسٌ زَهاهـا وَشـيُها وَبُرودُهـا
دَعَتهـا إِلـى حَـلِّ النِطاقِ فَأَرعَشَت
إِلَيهــا وَجَـرَّت سـِمطُها وَفَريـدُها
وَدِجلَـةُ كَالـدِرعِ المُضـاعَفِ نَسجُها
لَهـا حَلَـقٌ يَبـدو وَيَخفـى حَديدُها
فَلَمّـا قَضـَت حَـقَّ العِـراقِ وَأَهلِـهِ
أَتاهـا مِنَ الريحِ الشَمالِ بَريدُها
فَمَـرَّت تَفـوتُ الطَـرفَ سَبقاً كَأَنَّما
جُنـودُ عُبَيـدِ اللَـهِ وَلَّـت بُنودُها
وَخَلَّــت أَميـرَ المُـؤمِنينَ مُجَـدَّلاً
شـَهيداً وَمِـن خَيرِ المُلوكِ شَهيدُها
وَكـانَ أَضـاعَ الحَزمَ وَاِتَّبَعَ الهَوى
وَوَكَّــلَ غِــرّاً بِـالجُيوشِ يَقودُهـا
كَــأَنَّهُمُ لَــم يَعلَمـوا أَنَّ بَيعَـةً
أَحـاطَت بِأَعنـاقِ الرِجـالِ عُقودُها
فَلَمّـا اِقتَضـاها لَيلَةَ الرَوعِ حَقَّهُ
جَــرَت سـُنُحاً سـاداتُها وَمَسـودُها
وَبـاتَت خَبايـا كَالبَغايـا جُنودُهُ
وَفـي زَورَقِ الصـَيّادِ بـاتَ عَميدُها
بَلـى وَقَـفَ الفَتحُ بنُ خاقانَ وَقفَةً
فَأَعــذَرَ مَــولى هاشـِمٍ وَتَليـدُها
وَجــادَ بِنَفــسٍ حُــرَّةٍ سـَهَّلَت لَـهُ
وُرودَ المَنايـا حَيثُ يَخشى وَرودُها
وَفَـرَّ عُبيـدُ اللَـهِ فيمَـن أَطـاعَهُ
إِلـى سـَقَرِ اللَـهِ البَطيءِ خُمودُها
وَلَـم تَحضـُرِ الساداتُ مِن آلِ مُصعَبٍ
فَيُغنِــيَ عَنــهُ وَعـدُها وَوَعيـدُها
وَلَــو حَضــَرَتهُ عُصــبَةٌ طاهِرِيَّــةٌ
مُكَرَّمَـــةٌ آباؤُهـــا وَجُـــدودُها
لَعَـزَّ عَلـى أَيدي المَنونِ اِختِرامُهُ
وَإِن كـانَ مَحتومـاً عَلَيـهِ وُرودُها
أولئِكَ أَركــانُ الخِلافَــةِ إِنَّمــا
بِهِــم ثَبَتَـت أَطنابُهـا وَعَمودُهـا
مَواهِبُهـــا لَــذّاتُها وَســُيوفُها
مَعاقِلُهــا وَالمُســلِمونَ شـُهودُها
فَيــا لِجُنــودٍ ضـَيَّعَتها مُلوكُهـا
وَيــا لِمُلـوكٍ أَسـلَمَتها جُنودُهـا
أَيُقتَــلُ فـي دارِ الخِلافَـةِ جَعفَـرٌ
عَلـى فُرقَـةٍ صـَبراً وَأَنتُم شُهودُها
فَلا طـالِبٌ لِلثَّـأرِ مِـن بِعـدِ مَوتِهِ
وَلا دافِـعٌ عَـن نَفسـِهِ مَـن يُريدُها
بَنـو هاشـِمٍ مِثـلُ النُجـومِ وَإِنَّما
مُلـوكُ بَنـي العَبّاسِ مِنها سُعودُها
بَنــي هاشـِمٍ صـَبراً فَكُـلُّ مُصـيبَةٍ
سـَيَبلى عَلـى طولِ الزَمانِ جِديدُها
عَزيـزٌ عَلَينـا أَن نَـرى سـَرَواتِكُم
تُفَـرّى بِأَيـدي النـاكِثينَ جُلودُها
وَلكِــن بِأَيـديكُم تُـراقُ دِمـاؤُكُم
وَيَحكُـمُ فـي أَرحـامِكُم مَن يَكيدُها
أَلَهفـاً وَمـا يُغني التَلَهُّفُ بَعدَما
أُذِلَّــت لِضــِبعانِ الفَلاةِ أُسـودُها
عَبيــدُ أَميـرِ المُـؤمِنينَ قَتَلنَـهُ
وَأَعظَــمُ آفـاتِ المُلـوكِ عَبيـدُها
أَما وَالمنايا ما عَمَرنَ بِمِثلِهِ ال
قُبـورَ وَمـا ضـُمَّت عَلَيـهِ لُحودُهـا
أَتَتنـا القَـوافي صـارِخاتٍ لِفَقدِهِ
مُصـــَلَّمَةً أَرجازُهـــا وَقَصــيدُها
فَقُلـتُ اِرجِعـي مَوفـورَةً لا تَمَهَّلـي
مَعـانِيَ أَعيـا الطـالِبينَ وُجودُها
وَلَـو شـِئتُ لَـم يَصعُب عَلَيَّ مَرامُها
لِبُعـدٍ وَلَـم يَشـرُد عَلَـيَّ شـَريدُها
وَلَـو شـِئتُ أَشـعَلتُ القُلـوبَ بِشُرَّدٍ
مِـن الشـِعرِ أَفلاذُ القُلوبِ وَقودُها
فَيــا ناصـِرَ الإِسـلامِ غَـرَّكَ عُصـبَةٌ
زَنادِقَـةٌ قَـد كُنـتُ قَبـلُ أَذودُهـا
وَكُنـتَ إِذا أَشـهَدتَها بِـيَ مَشـهَداً
تَطَــأمَنَ عاديهــا وَذَلَّ عَنيــدُها
فَلَمّـا نَـأَت داري وَمالَ بِكَ الهَوى
إِلَيهـا وَلَـم يَسـكُن إِلَيكَ رَشيدُها
أَشـاعَ وَزيـرُ السـوءِ عَنكَ عَجائِباً
يُشـيدُ بِهـا فـي كُـلِّ أَرضٍ مُشيدُها
وَباعَـدَ أَهـلَ النُصـحِ عَنكَ وَأوغِرَت
صـُدورُ المَـوالي وَاِستَسَرَّت حُقودُها
فَطُـلَّ دَمٌ مـا طُـلَّ فـي الأَرضِ مِثلُهُ
وَكـانَت أُمـورٌ لَيـسَ مِثلي يُعيدُها
علي بن الجهم بن بدر، أبو الحسن، من بني سامة، من لؤي بن غالب.شاعر، رقيق الشعر، أديب، من أهل بغداد كان معاصراً لأبي تمام، وخص بالمتوكل العباسي، ثم غضب عليه فنفاه إلى خراسان، فأقام مدة، وانتقل إلى حلب، ثم خرج منها بجماعة يريد الغزو، فاعترضه فرسان بني كلب، فقاتلهم وجرح ومات.