
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عُيـونُ المَهـا بَيـنَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ
جَلَبـنَ الهَـوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري
أَعَـدنَ لِـيَ الشـَوقَ القَـديمَ وَلَم أَكُن
ســَلَوتُ وَلكِـن زِدنَ جَمـراً عَلـى جَمـرِ
ســَلِمنَ وَأَســلَمنَ القُلــوبَ كَأَنَّمــا
تُشــَكُّ بِــأَطرافِ المُثَقَّفَــةِ الســُمرِ
وَقُلــنَ لَنــا نَحــنُ الأَهِلَّــةُ إِنَّمـا
تُضــيءُ لِمَـن يَسـري بِلَيـلٍ وَلا تَقـري
فَلا بَـــذلَ إِلّا مـــا تَــزَوَّدَ نــاظِرٌ
وَلا وَصــلَ إِلّا بِالخَيـالِ الَّـذي يَسـري
أحيــنَ أزحــنَ القَلـبَ عَـن مُسـتَقَرِّهِ
وَأَلهَبـنَ مـا بَيـنَ الجَوانِـحِ وَالصَدرِ
صـددنَ صـدودَ الشـاربِ الخمـر عندما
روى نفسـَهُ عـن شـربها خيفـةَ السكرِ
ألا قَبـلَ أَن يَبـدو المَشـيبُ بَـدَأنَني
بِيَـأسٍ مُـبينٍ أَو جَنَحـنَ إِلـى الغَـدرِ
فَـإِن حُلـنَ أَو أَنكَـرنَ عَهـداً عَهِـدنَهُ
فَغَيــرُ بَــديعٍ لِلغَــواني وَلا نُكــرِ
وَلكِنَّـــهُ أَودى الشـــَبابُ وَإِنَّمـــا
تُصـادُ المَهـا بَيـنَ الشَبيبَةِ وَالوَفرِ
كَفـى بِـالهَوى شـُغلاً وَبِالشـَيبِ زاجِراً
لَـوَ اَنَّ الهَـوى مِمّـا يُنَهنَـهُ بِالزَجرِ
أَمـــا وَمَشـــيبٍ راعَهُـــنَّ لَرُبَّمــا
غَمَـزنَ بَنانـاً بَيـنَ سـَحرٍ إِلـى نَحـرِ
وَبِتنــا عَلـى رَغـمِ الوُشـاةِ كَأَنَّنـا
خَليطـانِ مِـن مـاءِ الغَمامَـةِ وَالخَمرِ
خَليلَــيَّ مــا أَحلـى الهَـوى وَأَمَـرَّهُ
وَأَعلَمَنــي بِــالحُلوِ مِنــهُ وَبِـالمُرِّ
بِمـا بَينَنـا مِـن حُرمَـةٍ هَـل رَأَيتُما
أَرَقَّ مِـنَ الشـَكوى وَأَقسـى مِـنَ الهَجرِ
وَأَفضــَحَ مِــن عَيــنِ المُحِــبِّ لِسـِرِّهِ
وَلا ســِيَّما إِن أَطلَقَــت عَـبرَةً تَجـري
وَمـا أَنـسَ مِ الأَشـياءِ لا أَنـسَ قَولَها
لِجارَتِهــا مـا أَولَـعَ الحُـبَّ بِـالحُرِّ
فَقـالَت لَهـا الأُخـرى فَمـا لِصـَديقِنا
مُعَنّـىً وَهَـل فـي قَتلِـهِ لَـكِ مِـن عُذرِ
عِـديهِ لَعَـلَّ الوَصـلَ يُحييـهِ وَاِعلَمـي
بِـأَنَّ أَسـيرَ الحُـبِّ فـي أَعظَـمِ الأَمـرِ
فَقــالَت أَداري النـاسَ عَنـهُ وَقَلَّمـا
يَطيــبُ الهَــوى إِلّا لِمُنهَتِـكِ السـِترِ
وَأَيقَنَتــا أَن قَــد ســَمِعتُ فَقالَتـا
مَـنِ الطارِقُ المُصغي إِلَينا وَما نَدري
فَقُلـتُ فَـتىً إِن شـِئتُما كَتَـمَ الهَـوى
وَإِلّا فَخَلّاعُ الأَعنَّــــــةِ وَالعُـــــذرِ
عَلــى أَنَّــهُ يَشـكو ظَلومـاً وَبُخلَهـا
عَلَيــهِ بِتَســليمِ البَشاشـَةِ وَالبِشـرِ
فَقـالَت هُجينـا قُلـتُ قَد كانَ بَعضُ ما
ذَكَــرتِ لَعَــلَّ الشــَرَّ يُـدفَعُ بِالشـَرِّ
فَقــالَت كَــأَنّي بِـالقَوافي سـَوائِراً
يَـرِدنَ بِنـا مِصـراً وَيَصـدُرنَ عَـن مِصرِ
فَقُلـتُ أَسـَأتِ الظَـنَّ بـي لَسـتُ شاعِراً
وَإِن كـانَ أَحيانـاً يَجيـشُ بِـهِ صـَدري
صـِلي وَاِسـأَلي مَـن شـِئتِ يُخبِركِ أَنَّني
عَلـى كُـلِّ حـالٍ نِعـمَ مُسـتَودَعُ السـِرِّ
وَمـا أَنـا مِمَّـن سـارَ بِالشـِعرِ ذِكرُهُ
وَلكِـــنَّ أَشــعاري يُســَيِّرُها ذِكــري
وَمــا الشــِعرُ مِمّــا أَسـتَظِلُّ بِظِلِّـهِ
وَلا زادَنـي قَـدراً وَلا حَـطَّ مِـن قَـدري
وَلِلشــِّعرِ أَتبــاعٌ كَـثيرٌ وَلَـم أَكُـن
لَـهُ تابِعـاً فـي حـالِ عُسـرٍ وَلا يُسـرِ
وَمـا كُـلُّ مَـن قـادَ الجِيـادَ يَسوسُها
وَلا كُـلُّ مَـن أَجـرى يُقـالُ لَـهُ مُجـري
وَلكِـــنَّ إِحســانَ الخَليفَــةِ جَعفَــرٍ
دَعـاني إِلـى مـا قُلتُ فيهِ مِنَ الشِعرِ
فَسـارَ مَسـيرَ الشـَمسِ فـي كُـلِّ بَلـدَةٍ
وَهَـبَّ هُبـوبَ الريـحِ في البَرِّ وَالبَحرِ
وَلَـو جَـلَّ عَـن شـُكرِ الصـَنيعَةِ مُنعِـمٌ
لَجَــلَّ أَميـرُ المُـؤمِنينَ عَـنِ الشـُكرِ
فَـتىً تَسـعَدُ الأَبصـارُ فـي حُـرِّ وَجهِـهِ
كَمـا تَسـعَدُ الأَيـدي بِنـائِلِهِ الغَمـرِ
بِــهِ ســَلِمَ الإِســلامُ مِـن كُـلِّ مُلحِـدٍ
وَحَــلَّ بِأَهـلِ الزَيـغِ قاصـِمَةُ الظَهـرِ
إِمـامُ هُـدىً جَلّـى عَـنِ الـدينِ بَعدَما
تَعــادَت عَلـى أَشـياعِهِ شـِيَعُ الكُفـرِ
وَفَــرَّقَ شــَملَ المــالِ جـودُ يَمينِـهِ
عَلـى أَنَّـهُ أَبقـى لَـهُ أَحسـَنَ الـذِكرِ
إِذا مــا أَجـالَ الـرَأيَ أَدرَكَ فِكـرُهُ
غَــرائِبَ لَــم تَخطُـر بِبـالٍ وَلا فِكـرِ
وَلا يَجمَـــعُ الأَمـــوالَ إِلّا لِبَــذلِها
كَمـا لا يُسـاقُ الهَـديُ إِلّا إِلى النَحرِ
وَمـا غايَـةُ المُثنـي عَلَيـهِ لَـو أَنَّهُ
زُهَيـرٌ وَأَعشـى وَاِمـرُؤُ القَيسِ من حُجرِ
إِذا نَحــنُ شـَبَّهناهُ بِالبَـدرِ طالِعـاً
وَبِالشـَمسِ قـالوا حُـقَّ لِلشَمسِ وَالبَدرِ
وَمَـن قـالَ إِنَّ البَحـرَ وَالقَطرَ أَشبَها
نَـداهُ فَقَـد أَثنى عَلى البَحرِ وَالقَطرِ
وَلَــو قُرِنَــت بِـالبَحرِ سـَبعَةُ أَبحُـرٍ
لَمــا بَلَغَـت جَـدوى أَنـامِلِهِ العَشـرِ
وَإِن ذُكِــرَ المَجــدُ القَـديمُ فَإِنَّمـا
يَقُـصُّ عَلَينـا مـا تَنَـزَّلَ فـي الزُبـرِ
فــإن كــان أمســى جعفـرٌ متـوكِّلاً
علـى اللـه في سرِّ الأمورِ وفي الجهرِ
وولَّـــى عهــودَ المســلمين ثلاثــةً
يُحَيَّــونَ بالتأييـد والعـزِّ والنصـرِ
أَغَيــرَ كِتـابِ اللَـهِ تَبغـونَ شـاهِداً
لَكُـم يا بَني العَبّاسِ بِالمَجدِ وَالفَخرِ
كَفــاكُم بِــأَنَّ اللَــهَ فَــوَّضَ أَمـرَهُ
إِلَيكُـم وَأَوحى أَن أَطيعوا أولي الأَمرِ
وَلَــم يَســأَلِ النـاسَ النَبِـيُّ مُحَمَّـدٌ
سـِوى وُدِّ ذي القُربى القَريبَةِ مِن أَجرِ
وَلَــن يُقبَــلَ الإيمــانُ إِلّا بِحُبِّكُــم
وَهَــل يَقبَـلُ اللَـهُ الصـَلاةَ بِلا طُهـرِ
وَمَــن كـانَ مَجهـولَ المَكـانِ فَإِنَّمـا
مَنـازِلُكُم بَيـنَ الحَجـونِ إِلـى الحِجرِ
وَمـا زالَ بَيـتُ اللَـهِ بَيـنَ بُيـوتِكُم
تَــذُبّونَ عَنــهُ بِالمُهَنَّــدَةِ البُــترِ
أَبـو نَضـلَةٍ عَمـرو العُلـى وَهوَ هاشِمٌ
أَبـوكُم وَهَل في الناسِ أَشرَفُ مِن عَمرو
وَسـاقي الحَجيـجِ شـَيبَةُ الحَمـدِ بَعدَهُ
أَبو الحارِثِ المُبقي لَكُم غايَةَ الفَخرِ
ســَقَيتُم وَأَسـقَيتُم وَمـا زالَ فَضـلُكُم
عَلـى غَيرِكُـم فَضلَ الوَفاءِ عَلى الغَدرِ
وُجــوهُ بَنـي العَبّـاسِ لِلمُلـكِ زينَـةٌ
كَمــا زينَـةُ الأَفلاكِ بِـالأَنجُمِ الزُهـرِ
وَلا يَســـتَهِلُّ المُلـــكُ إِلّا بِـــأَهلِهِ
وَلا تَرجَــعُ الأَيّــامُ إِلّا إِلـى الشـَهرِ
وَمـــا ظهــر الإســلامُ إِلّا وجــاركم
بنــي هاشـمٍ بيـن المجـرَّةِ والنسـرِ
فَحَيّــوا بَنــي العَبّـاسِ مِنّـي تَحِيَّـةً
تَســيرُ عَلــى الأَيّـامِ طَيِّبَـةَ النَشـرِ
إِذا أُنشـــدَت زادت وليَّـــكَ غبطــةً
وكـانت لأهـل الزيـغ قاصـمةَ الظهـرِ
علي بن الجهم بن بدر، أبو الحسن، من بني سامة، من لؤي بن غالب.شاعر، رقيق الشعر، أديب، من أهل بغداد كان معاصراً لأبي تمام، وخص بالمتوكل العباسي، ثم غضب عليه فنفاه إلى خراسان، فأقام مدة، وانتقل إلى حلب، ثم خرج منها بجماعة يريد الغزو، فاعترضه فرسان بني كلب، فقاتلهم وجرح ومات.