
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
واحَــرَّ قَلبــاهُ مِمَّـن قَلبُـهُ شـَبِمُ
وَمَــن بِجِسـمي وَحـالي عِنـدَهُ سـَقَمُ
مـالي أُكَتِّـمُ حُبّـاً قَـد بَـرى جَسَدي
وَتَــدَّعي حُـبَّ سـَيفِ الدَولَـةِ الأُمَـمُ
إِن كــانَ يَجمَعُنــا حُــبٌّ لِغُرَّتِــهِ
فَلَيــتَ أَنّـا بِقَـدرِ الحُـبِّ نَقتَسـِمُ
قَـد زُرتُـهُ وَسـُيوفُ الهِنـدِ مُغمَـدَتٌ
وَقَــد نَظَــرتُ إِلَيـهِ وَالسـُيوفُ دَمُ
فَكــانَ أَحســَنَ خَلـقِ اللَـهِ كُلِّهِـمِ
وَكـانَ أَحسـَنَ مـافي الأَحسـَنِ الشِيَمُ
فَــوتُ العَـدُوِّ الَّـذي يَمَّمتَـهُ ظَفَـرٌ
فــي طَيِّــهِ أَســَفٌ فـي طَيِّـهِ نِعَـمُ
قَـد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَت
لَـكَ المَهابَـةُ مـالا تَصـنَعُ البُهَـمُ
أَلزَمـتَ نَفسـَكَ شـَيئاً لَيـسَ يَلزَمُها
أَن لا يُــــوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَـــمُ
أَكُلَّمـا رُمـتَ جَيشـاً فَـاِنثَنى هَرَباً
تَصــَرَّفَت بِــكَ فـي آثـارِهِ الهِمَـمُ
عَلَيــكَ هَزمُهُــمُ فــي كُـلِّ مُعتَـرَكٍ
وَمـا عَلَيـكَ بِهِم عارٌ إِذا اِنهَزَموا
أَمـا تَـرى ظَفَـراً حُلـواً سـِوى ظَفَرٍ
تَصـافَحَت فيـهِ بيـضُ الهِندِ وَاللِمَمُ
يـا أَعـدَلَ النـاسِ إِلّا في مُعامَلَتي
فيـكَ الخِصـامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
أُعيــذُها نَظَــراتٍ مِنــكَ صــادِقَةً
أَن تَحسـَبَ الشـَحمَ فيمَـن شَحمُهُ وَرَمُ
وَمـا اِنتِفـاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ
إِذا اِسـتَوَت عِنـدَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ
أَنـا الَّـذي نَظَـرَ الأَعمى إِلى أَدَبي
وَأَســمَعَت كَلِمــاتي مَـن بِـهِ صـَمَمُ
أَنـامُ مِلـءَ جُفـوني عَـن شـَوارِدِها
وَيَســهَرُ الخَلــقُ جَرّاهـا وَيَختَصـِمُ
وَجاهِــلٍ مَــدَّهُ فــي جَهلِـهِ ضـَحِكي
حَتّــى أَتَتــهُ يَــدٌ فَرّاســَةٌ وَفَـمُ
إِذا رأيــتَ نُيـوبَ اللَيـثِ بـارِزَةً
فَلا تَظُنَّـــنَّ أَنَّ اللَيـــثَ يَبتَســِمُ
وَمُهجَــةٍ مُهجَـتي مِـن هَـمِّ صـاحِبِها
أَدرَكتُهــا بِجَــوادٍ ظَهــرُهُ حَــرَمُ
رِجلاهُ فـي الرَكـضِ رِجلٌ وَاليَدانِ يَدٌ
وَفِعلُـهُ مـا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ
وَمُرهَـفٍ سـِرتُ بَيـنَ الجَحفَلَيـنِ بِـهِ
حَتّـى ضـَرَبتُ وَمَـوجُ المَـوتِ يَلتَطِـمُ
فَالخَيـلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني
وَالسـَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ
صـَحِبتُ فـي الفَلَواتِ الوَحشَ مُنفَرِداً
حَتّــى تَعَجَّـبَ مِنّـي القـورُ وَالأَكَـمُ
يـا مَـن يَعِـزُّ عَلَينـا أَن نُفارِقَهُم
وِجــدانُنا كُـلَّ شـَيءٍ بَعـدَكُم عَـدَمُ
مـا كـانَ أَخلَقَنـا مِنكُـم بِتَكرُمَـةٍ
لَــو أَنَّ أَمرَكُـمُ مِـن أَمرِنـا أَمَـمُ
إِن كـانَ سـَرَّكُمُ مـا قـالَ حاسـِدُنا
فَمــا لِجُــرحٍ إِذا أَرضــاكُمُ أَلَـمُ
وَبَينَنــا لَـو رَعَيتُـم ذاكَ مَعرِفَـةٌ
إِنَّ المَعـارِفَ فـي أَهـلِ النُهى ذِمَمُ
كَـم تَطلُبـونَ لَنـا عَيبـاً فَيُعجِزُكُم
وَيَكـرَهُ اللَـهُ مـا تَـأتونَ وَالكَرَمُ
ما أَبعَدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي
أَنـا الثُرَيّـا وَذانِ الشَيبُ وَالهَرَمُ
لَيـتَ الغَمـامَ الَّـذي عِندي صَواعِقُهُ
يُزيلُهُــنَّ إِلـى مَـن عِنـدَهُ الـدِيَمُ
أَرى النَـوى تَقتَضـيني كُـلَّ مَرحَلَـةٍ
لا تَســتَقِلُّ بِهـا الوَخّـادَةُ الرُسـُمُ
لَئِن تَرَكــنَ ضـُمَيراً عَـن مَيامِنِنـا
لَيَحـــدُثَنَّ لِمَــن وَدَّعتُهُــم نَــدَمُ
إِذا تَرَحَّلـتَ عَـن قَـومٍ وَقَـد قَدَروا
أَن لا تُفــارِقَهُم فَــالراحِلونَ هُـمُ
شــَرُّ البِلادِ مَكــانٌ لا صــَديقَ بِـهِ
وَشـَرُّ مـا يَكسـِبُ الإِنسـانُ مـا يَصِمُ
وَشــَرُّ مــا قَنَصــَتهُ راحَـتي قَنَـصٌ
شـُهبُ البُـزاةِ سـَواءٌ فيـهِ وَالرَخَمُ
بِــأَيِّ لَفـظٍ تَقـولُ الشـِعرَ زِعنِفَـةٌ
تَجــوزُ عِنــدَكَ لا عُــربٌ وَلا عَجَــمُ
هَـــذا عِتابُـــكَ إِلّا أَنَّــهُ مِقَــةٌ
قَــد ضــُمِّنَ الــدُرَّ إِلّا أَنَّـهُ كَلِـمُ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.