
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الرِفـقُ يَبلُـغُ مـا لا يَبلُـغُ الخَـرَقُ
وَقَـلَّ فـي النـاسِ مَـن يَصفو لَهُ خُلُقُ
لَـم يَقلَـقِ المَـرءُ عَـن رُشدٍ فَيَترُكُهُ
إِلّا دَعــاهُ إِلـى مـا يَكـرَهُ القَلَـقُ
الباطِـلُ الـدَهرَ يُلفـى لا ضـِياءَ لَهُ
وَالحَـقُّ أَبلَـجُ فيـهِ النـورُ يَـأتَلِقُ
مَــتى يَفيــقُ حَريــصٌ دائِبٌ أَبَــداً
وَالحِـرصُ داءٌ لَـهُ تَحـتَ الحَشـا قَلَقُ
يَسـتَغنِمُ النـاسُ مِـن قَـومٍ فَوائِدَهُم
وَإِنَّمــا هِــيَ فــي أَعنـاقِهِم رَبَـقُ
وَيَجهَـدُ النـاسُ فـي الدُنيا مُنافَسَةً
وَلَيـسَ لِلنـاسِ شـَيءٌ غَيـرَ ما رُزِقوا
يا مَن بَنى القَصرَ في الدُنيا وَشَيَّدَهُ
أَسَّسـتَ قَصـرَكَ حَيـثُ السـَيلُ وَالغَـرَقُ
لا تَغفُلَــنَّ فَــإِنَّ الــدارَ فانِيَــةٌ
وَشـــُربُها غُصـــَصٌ وَصــَفوُها رَنَــقُ
وَالمَــوتُ حَــوضٌ كَريـهٌ أَنـتَ وارِدُهُ
فَـاِنظُر لِنَفسـِكَ قَبـلَ المَوتِ يا مَئِقُ
اِســمُ العَزيـزِ ذَليـلٌ عِنـدَ ميتَتِـهِ
وَاِسـمُ الجَديـدِ بُعَيـدَ الجِدَّةِ الخَلَقُ
يَبلـى الشـَبابُ وَيُفني الشَيبُ نَضرَتَهُ
كَمـا تَسـاقَطُ عَـن عيـدانِها الـوَرَقُ
مـا لـي أَراكَ وَمـا تَنفَـكُّ مِـن طَمَعٍ
يَمتَـدُّ مِنـكَ إِلَيـهِ الطَـرفُ وَالعُنُـقُ
تَــذُمُّ دُنيـاكَ ذَمّـا مـا تَبـوحُ بِـهِ
إِلّا وَأَنــتَ لَهــا فــي ذاكَ مُعتَنِـقُ
فَلَــو عَقَلـتُ لَأَعـدَدتُ الجِهـازَ لِمـا
بَعـدَ الرَحيـلِ بِهـا ما دامَ بي رَمَقُ
إِذا نَظَـرتَ مِـنَ الـدُنيا إِلـى صـُوَرٍ
تَخَيَّلَــت لَـكَ مِنهـا فَوقَهـا الخِـرَقُ
فَـاِذكُر ثَمـوداً وَعـاداً أَينَ أَينَ هُمُ
لَـو أَنَّ قَوماً بَقوا مِن قَبلِهِم لَبَقوا
مــا نَحــنُ إِلّا كَرَكــبٍ ضــَمَّهُ سـَفَرٌ
يَومـاً إِلـى ظِـلِّ فَيـءٍ ثُمَّتَ اِفتَرَقوا
وَلا يُقيــمُ عَلــى الأَســلافِ غـابِرُهُم
كَــأَنَّهُم بِهِــمُ مَـن بَعـدَهُم لَحِقـوا
مـا هَـبَّ أَو دَبَّ يَفنـى لا بَقـاءَ لَـهُ
وَالبَــرُّ وَالبَحـرُ وَالأَقطـارُ وَالأُفُـقُ
نَســتَوطِنُ الأَرضَ داراً لِلغُـرورِ بِهـا
وَكُلُّنـــا راحِــلٌ عَنهــا فَمُنطَلِــقُ
لَقَــد رَأَيــتُ وَمـا عَينـي بِراقِـدَةٍ
نَبـلَ الحَـوادِثِ بَيـنَ الخَلـقِ تَختَرِقُ
كَـم مِـن عَزيـزٍ أَذَلَّ المَـوتُ مَصـرَعَهُ
كـانَت عَلـى رَأسـِهِ الرايـاتُ تَختَفِقُ
كُـــلُّ اِمــرِئٍ فَلَــهُ رِزقٌ ســَيَبلُغُهُ
وَاللَــهُ يَــرزُقُ لا كَيــسٌ وَلا حُمُــقُ
إِذا نَظَــرتَ إِلــى دُنيــاكَ مُقبِلَـةً
فَلا يَغُــــرُّكَ تَعظيــــمٌ وَلا مَلَـــقُ
أُخَــيَّ إِنّـا لَنَحـنُ الفـائِزونَ غَـداً
إِن سـَلَّمَ اللَـهُ مِـن دارٍ لَهـا عَلَـقُ
فَالحَمـدُ لِلَّـهِ حَمـداً لا اِنقِطـاعَ لَهُ
مــا إِن يُعَظَّــمُ إِلّا مَــن لَــهُ وَرِقُ
وَالحَمـدُ لِلَّـهِ حَمـداً دائِمـاً أَبَـداً
فـازَ الَّـذينَ إِلـى مـا عِندَهُ سَبَقوا
وَالحَمــدُ لِلَّـهِ شـُكراً لا نَفـادَ لَـهُ
النـاسُ فـي غَفلَـةٍ عَمّـا لَـهُ خُلِقوا
مـا أَغفَـلَ الناسَ عَن يَومِ اِبتِغائِهِمُ
وَيَـومِ يُلجِمُهُـم فـي المَوقِـفِ العَرَقُ
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.