
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبـا حَسـَنٍ كَـم أَلومُ الفِراقَ
وَحَظِّـــيَ يــوجِبُ أَن يَبعُــدا
وَكَـم أَمطُـلُ النَّومَ حَتّى أَراكَ
وَأَمنَــعَ عَينِــيَ أَن تَرقُــدا
فَقَـد صـارَ لـي فيهِمـا عادَة
تُعَلِّـــمُ نَــومِيَ أَن يَشــرُدا
عَذيري مِنَ الرُّومِ جارَ الفِراقُ
عَلَــيَّ بِحُكــمٍ لَــهُ وَاِعتَـدى
دَعَوتُــكَ مِـن أَرضـِهِم عانِيـا
فَنــاهَلتَني ذَلِــكَ المَـورِدا
وَأَوثَقــتَ نَفسـَكَ خِرصـاً عَلَـي
يَ حَتّــى عَـدمتُ بِـأَن أَوجَـدا
فَلا كــانَ وَعــدُهُم مـا أَغَـث
ثَ فيـهِ المِطـالُ وَمـا أَبرَدا
لَعَــلَّ مَقامَـكَ هَـذا الطَّويـلَ
يَكـــونُ لحينَهـــمُ مَوعِــدا
فَيُخــرِجُ بطريكَهُــمُ مُســلِماً
وَيَجعَــلُ قُســّاً بِهِـم مَسـجِدا
فَيَعلَـــمُ حـــازِمَهُم أَنَّهُــم
أَثـاروا بِـكَ الأَسـَدَ المُلبَدا
وَإِنَّــكَ قَــد جئتَهُـم مُصـلِحاً
فَكُنـــتَ بِجَهلِهـــمُ مُفســِدا
فَـإِن طَلَبـوا مِنكَ عَودَ البِلادِ
فَقَــد لَحِـقَ الأَقـرَبُ الأَبعَـدا
وَإِن حـاوَلوا بِكَ سَيرَ الجِراحِ
فَقَـد شَرَعَت في العِظامِ المُدى
وَخبَّــرتَ قَومَــكَ ظَنّـوا ثَـوا
كَ عِنـــدَهُمُ أَبَــداً ســَرمَدا
فَأَسـرَفَ إِذلالُهُـم فـي الجَفـا
وَجــاءَ يَفــوقُ الَّـذي عَـوَّدا
وَإِن لَـم تَكُـن صـافِحاً عَنهُـمُ
فَمِـن أَيـنَ صـِرتَ لَهُـم سـَيِّدا
أَبـوكَ أَبـوهُم وَلَـولا الضـِّيا
ءِ مـا فَضـَلَ القَمَـرُ الفَرقَدا
لَـكَ الخَيـرُ عِنـدي داء مَرِضتُ
فَكُنـــتُ أُكــاتِمُهُ العــوَّدا
وَفَـنٌّ مِـنَ الوَجـدِ ما أَستَعينُ
بِغَيــرِكَ مِــن جـودِهِ مُسـعَدا
أُريـــدُ لأَكتَــم وَالواســِطي
يُ يَفضـــَحُهُ كُلَّمـــا غَــرَّدا
نَــدِمتُ كَمـا نَـدِمَ البُحتُـرِيُّ
وَزِدتُ عَلَيــهِ بِبُعــدِ المَـدى
فَــدونَ هَــوايَ فَلاً لَـو سـَرى
نَسـيمُ الرِّيـاحِ بِهِ ما اِهتَدى
فَهَـل عِنـدَ رَأيِـكَ مِـن حيلَـةٍ
تُعيــنُ بِهـا هائِمـاً مُفـرَدا
فَقَـد طالَمـا أَنقَـذَتني يَداكَ
وَقَـد عَلِقَتنـي حِبـالُ الـرَّدى
وَحملــتَ مالَـكَ مـا لا يُطـاق
فَكُنــتَ عَلــى عُسـرِهِ أَحمَـدا
وَوَاللَّـهِ لا شـِمتُ غَيثـاً سِواكَ
فَإِمّــا نَـداكَ وَإِمّـا الصـَّدى
عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان، أبو محمد الخفاجي الحلبي.شاعر، أخذ الأدب عن أبي العلاء المعري وغيره، وكانت له ولاية بقلعة (عزاز) من أعمال حلب وعصي بها، فاحتيل عليه بإطعامه أكلة تدعى (خشكناجة) مسمومة، فمات وحمل إلى حلب.