
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَليلَـيَّ مِـن عَـوف ابنِ عُذرَةَ إِنَّني
بِكُـــلِّ غَــرام فيكُمــا لَجَــديرُ
كَفـى حَزَنـاً أَنّـي أَبيـتُ وَبَينَنـا
وَســيعُ الملا وَالســّامِرونَ كَـثيرُ
وَأصـبِحُ مَغلوبـاً عَلـى حُكـم رَأيِهِ
وَقَـد عِشـتُ دَهـراً مـا عَلَـيَّ أَميرُ
أســيمُ رِكــابي فـي بِلادٍ غَريبَـةٍ
مِـنَ العيـسِ لَـم يَسـرَح بِهِنَّ بَعيرُ
فَقَــد جَهلَـت حَتّـى أَرادَ خَبيرُهـا
بِـوادي القُطَيـنِ أَن يَلـوحَ سـَنيرُ
وَكَــم طَلَبَــت مـاء الأَحـصِّ بِآمِـدٍ
وَذَلِـــكَ ظُلــمٌ لِلرَّجــاء كَــبيرُ
عِـدوها قُوَيقـاً وَاطلُبوا لِحَنينها
بِجــانِبِ حِســمى أَن تَهــبَّ دُبـورُ
فَـوَاللَّهِ مـا ريـحُ الصَّبا بِحَبيبَةٍ
إِلَيهــا وَلا مــاء الأَحُــصِّ ثَميـرُ
سَقى الهَضبَة الأَدماء مِن رُكنِ جَوشن
ســَحائِبُ تُســدي رَوضــَةً وَتُنيــرُ
وَحَـلَّ عُقـودَ المُـزنِ فـي حُجُراتِـهِ
نَســيمٌ بِــأَدواءِ القُلـوبِ خَـبيرُ
فَمـا ذَكَرَتـهُ النَّفـسُ إِلّا تَبـادَرَت
مَــدامِعُ لا يَخفــى بِهِــنَّ ضــَميرُ
نَظَــرتُ وَأَعلامُ الجَزيــرَةِ بَينَنـا
وَأَطــوادُ حِســمى إِنَّنــي لَصـَبورُ
بِمَطروفَـةِ الأَجفـانِ عـائِرَةِ القَذى
تَقـودُ زِمـامَ النَّجـمِ وَهـوَ حَسـيرُ
ذَرَعـتُ بِهـا الظَّلمـاء وَهيَ فَسيحَةٌ
وَباشـَرتُ فيهـا النَّـومَ وَهوَ عَسيرُ
عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان، أبو محمد الخفاجي الحلبي.شاعر، أخذ الأدب عن أبي العلاء المعري وغيره، وكانت له ولاية بقلعة (عزاز) من أعمال حلب وعصي بها، فاحتيل عليه بإطعامه أكلة تدعى (خشكناجة) مسمومة، فمات وحمل إلى حلب.