
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا أَذاعَـت ريحُ الصَّبا لَكَ سِرّاً
إِنَّمــا عَرَّضـَت بِـهِ وَهـيَ سـَكرى
وَعَلــى أَنَّهــا تَنِــمُّ فَقَـد أَه
دَت نَسـيماً مِـنَ العُـذَيبِ وَعِطرا
وَأَتـى البـارِقُ الَّـذي بِتَّ تَرعا
هُ فُنونـاً مِـنَ الخِيانَـةِ أَخـرى
باتَ يَطوي ذَيلَ الدُّجى وَيُضيءُ ال
بيـدَ حَتّـى يَظُنَّـهُ الطَّيـفُ فَجرا
فَمَـتى يَعـرِفُ الوَفـاءَ وَمـا يَذ
كُــرُ إِلّا لَومــاً عَلَيـكَ وَعُـذرا
وَإِذا كُنــتَ مــا وَجَـدتَ لأَشـجا
نِــكَ حُــرّاً فَمُـت بِـدائِكَ حُـرّا
يـا خَليلَـيَّ قَـد سـَئِمتُ أمـانِي
يَ وَأَنفَقـتُ فـي القَناعَـةِ عُمرا
فَاطلِقـا مِن أَزِمَّةِ العِيسِ ما شا
ءت فَإِنَّـا فـي رِبقَةِ الهَمِّ أَسرى
زادَ عَـرضُ الفَلا عَلَيهـا كَما طا
لَ الـدُّجى فَهـيَ وَالكَواكِبُ حَسرى
تَتَرامـى بِهـا البِلادُ وَمـا تَشُد
دُ إِلّا رَسـماً مِـنَ الجـودِ قَفـرا
فاعـذُراها إِن أَخفَقَـت فَلَقَد را
مَـت عَسـيراً مِـنَ المَطالِبِ وَعرا
نَقَـصَ الـدَّهرُ حَظَّهـا مِـن بَنيـهِ
فَهـيَ تَبغـي حَظّـاً وَناساً وَدَهرا
وَلَعَمـري لَقَـد كَفاهـا نَصِيرُ ال
مُلــكِ فَلنوسـِع البَرِيَّـةَ عُـذرا
رَتَعَــت مِـن جَنـابِهِ فـي رِيـاض
ضــَوَّعَتها فيــهِ ثَنـاء وَذِكـرا
وَسـَرى جـودُهُ إِلَيهـا عَلى البُع
دِ كَمـا تَحمِـلُ النَّسـائِمُ عِطـرا
وَرَدَت مَشـــرَعَ المَكـــارِم مَلآ
نَ وَحَيَّــت وَجـهَ الزَّمـانِ أَغَـرّا
طَلعَــةٌ كَالصـَّباحِ يَلمَـعُ فيهـا
بــارِق لِلســَّماح سـَمَّوهُ بِشـرا
وَبَنــان إِذا تَجَهَّمَــتِ الأَنــوا
ء أَحــرى بِــهِ ســَحائِبَ عَشـرا
يَســبِقُ السـَّمهَرِيُّ طـولاً وَطَـولاً
وَيَفـوتُ الهِنـدِيَّ أَثـراً وَأَثـرا
شـَرَفاً يـا بَنـي فَـزارَةَ قَد أَح
يـا نَـداهُ عَلَيـكَ حِصـناً وَبَدرا
وَغِنـىً عَـن مَواهِبِ المُزنِ بِالغو
رِ فَقَـد صـارَتِ البُحَيـرَةُ بَحـرا
حَـلَّ فيـكَ ابـنُ مُلهَم وَخَصيبُ ال
رَوضِ مــا كـانَ عَيشـُهُ مُسـتَقِرّا
عــارِض يَســتَهِلُّ جــوداً وَفيـهِ
بــارِق رُبَّمــا تَوَقَّــدَ جَمــرا
فَجَــرى مــاؤُهُ مَــواهِبَ بيضـاً
وَوَرَت نـــارُهُ قَواضــِبَ حُمــرا
قَـد عَرَفنـا ضـِرامَهُ كَيـفَ يَصلى
وَعَلِمنــا غَمــامَهُ كَيـفَ يُمـرا
فَوَجَـدنا جَنـاهُ في السِّلمِ حُلواً
وَرَأَينـا لَظـاهُ فـي الحَربِ مُرّا
خَطَـراتُ الزَّمـانِ بُؤسـَى وَنُعمـى
وَفُنــونُ الأَقـدارِ نَفعـاً وَضـَرّا
عَلِـمَ النّـاسُ كَيفَ يَسعى إِلى ال
مَجـدِ وَلَكِن باتوا نِياماً وَأَسرى
وَأَراهُـم مِـن جُـودِهِ كُـلَّ عَـذرا
ءِ عَلــى أَنَّهــا مَـواهِبُ تَـترى
وَإِذا عَـــدَّ حامِـــداً وَعَلِيــاً
وَسـَليمَ النَّـدى وَكَعبـاً وَبَكـرا
مِنَّـةٌ لَـم يَجُـد بِهـا غَيـرُ كَفَّي
هِ فَـأَعجِب بِهـا عَوانـاً وَبِكـرا
ســـَبَقَ النّــاسَ أَولاً وَأَخيــراً
وَحَـوى المَكرُمـاتِ بَـدواً وَحَضرا
طَـرَقَ الشـامَ مِـن فِراقِـكَ خَطـبٌ
لا يُـرى بَعـدَهُ مِـنَ العُسرِ يُسرا
عَلِــمَ الـرّوم أَنَّ سـَيفَكَ حـامي
هِ فَقَـد حـاوَلوا لِبُعـدِكَ أَمـرا
وَأَجـابَ المُحـارِبونَ إِلـى السِّل
مِ فَـراراً مِـنَ الطِّعـانِ وَكُفـرا
وَإِذا مـا خَلا العَريـنُ مِنَ اللَّي
ثِ أَغـارَ السـُّرحانُ فيـهِ وَكَـرّا
عَــوَّدَتهُم ظُبـاكَ جامِحَـةَ الفَـر
رِ وَســَنَّت فيهِـم جِيـادُكَ ذُعـرا
وَتَحـــامَتكُم المَعاقِــلُ لَمّــا
مَلَكَتهــا لَـكَ الصـَّوارِمُ قَسـرا
طَلَعَـت نَحـوَهُم مِـنَ الجَـونِ جَون
وَجَـــدوها بِاللاذِقِيَّــةِ شــُقرا
مُقرَبــات مِثـلُ السـَّراحينِ إِلّا
أَنَّهــا تَقنِـصُ الفَـرائسَ جَهـرا
وَخَميـسٌ أَلقـى عَلـى طَـرَفِ السا
حِـلِ شـَطراً وَفـي العَواصِمِ شَطرا
تَثَنّــى قَنـاهُ سـُكراً وَمـا تَـش
رَبُ إِلّا دَمَ الفَـــوارِسِ خَمـــرا
قـادَهُ مُرهَـفُ العَزيمَـةِ وَالـرَّأ
يِ إِذا قَــدَمُ المُحــارِبِ غِــرّا
هَــذَّبَت فِكــرُهُ التَّجـارِبُ حَتّـى
هَتَكَـت دونَـهُ مِـنَ الغَيـبِ سِترا
رَفَــعَ اللَّـهُ مِـن لِـوائِكَ لَمّـا
كــانَ عِـزّاً لِلمُسـلِمينَ وَنَصـرا
طُلـتَ قَـدراً عَنِ المَديح فَما أَذ
هَــبُ فيــهِ إِلّا وَفــاء وَشـُكرا
زَفَــرات أَثَرتُهُــنَّ مِــنَ الشـَّو
قِ وَإِن كُـنَّ فـي المَسـامِع شِعرا
وَثَنــاء كَأَنَّمــا أَطلَـع الصـُّب
حَ ضــِياء وَأَرَّجَ الــرَّوضَ نَشـرا
يُخبِـرُ النّـاسَ إِنَّ فـي ذِكـرِ إِح
سـانِكَ دَينـاً وَفـي ثَنائي سِحرا
عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان، أبو محمد الخفاجي الحلبي.شاعر، أخذ الأدب عن أبي العلاء المعري وغيره، وكانت له ولاية بقلعة (عزاز) من أعمال حلب وعصي بها، فاحتيل عليه بإطعامه أكلة تدعى (خشكناجة) مسمومة، فمات وحمل إلى حلب.