
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبكيــكِ لَـو نَهَضـَت بِحَقِّـكِ أَدمُـعُ
وَأَقــولُ لَـو أَنَّ النَّـوائِبَ تَسـمَعُ
وَأُخــادِعُ الأَيّــامَ وَهــيَ مَلِيَّــةٌ
بِنتـــاجِ كُــلِّ مُلِمَّــةٍ لا تُخــدَعُ
لا تَغبِطَــنَّ عَلــى البَقـاءِ مُـرَزَّأ
إِنَّ المُـــوَدِّعَ إِلفَـــهُ لَمـــوَدّعُ
ماطِــل بِطَرفِـكَ يـا زَمـانُ فَـإِنَّهُ
لَـم يَبـقَ عِنـدي لِلصـَّبابَةِ مَوضـِعُ
أَو فـارمِني بِسـِهامِ خَطبِـكَ جاهِداً
إِن كـانَ فـي قَـوسِ الحَوادِثِ مَنزَعُ
لا ســَالَمَتني النّائِبــاتُ فَـإِنَّني
ثِلـجُ الفُـؤادِ إِذاً تَقـودُ فَـأَتبَعُ
وَعَــدِمتُ أَوطــاني فـآنسُ أَرضـِها
وَحــشٌ وَأَضــيَقُها عَلــيَّ الأَوســَعُ
أَوضـَحتَ لـي سـُبُلَ الهُمـومِ كَأَنَّما
صـَبري تَخـبُّ بِـهِ الرّكـابُ وَتوضـِعُ
وَأَضـَقتَ ذَرعـي بِـالعَزاء وَطالَمـا
أَمســى رَحيبــاً إِذ تَضـيقُ الأَذرُعُ
وَحَجَبتَ عَن عَيني الضِّياء كَأَنَّما ال
آفــاقُ غَــربٌ لَيــسَ فيـهِ مَطلَـعُ
فَلتَفخَـــرِ الأَيّـــامُ أَنَّ مُلِمَّـــةً
مِنهـــا أهــالُ بِوَقعِهــا وَأرَوَّعُ
قُبحــاً لِيَومِـكَ فَـالنَّوائِبُ بَعـدَهُ
جَلَـــلٌ وَكُـــلُّ رَزِيَّــةٍ لا تَفجَــعُ
أَشــكو فِراقَـكِ ثُـمَّ أَعلَـمُ عِنـدَهُ
أَنَّ الســَّبيلَ إِلـى لِقـائِكِ مَهيَـعُ
وَرَجــوتُ قُربَـكِ وَالـدِّيارُ بَعيـدَة
فَـاليَومَ أَخفَقَ في اللِّقاءِ المَطمَعُ
لَـو كـانَ يَنفَعُنـي السـُّلوُّ نَبَذتُهُ
أَســَفاً عَلَيـكِ فَكَيـفَ إِذ لا يَنفَـعُ
هَيهــاتَ يَجمَـعُ شـَملَ صـَبرٍ نـافِر
قَلــبٌ بِأَيــدي الحادِثـاتِ مُـوَزَّعُ
أَحنـو الضـُّلوعَ عَلـى بَـواعِثِ غُلَّةٍ
ضــِمنَ ادِّكــارِكَ أَنَّهــا لا تَنقَـعُ
وَأَلـومُ طـولَ اللَّيـلِ أَرقُـبُ فَجرَهُ
أَو مـا ابيضاضُ الصُّبحِ بَعدَكِ أَسفَعُ
قَرَعَــت إِلَيــكَ ثَنِيّــةٌ مَطروقَــةٌ
قَضــَتِ المَنيِيَّــةُ أَنَّهـا لا تَمنَـعُ
مـا كـانَ أَوعَـر نَهجِهـا لَـو أَنَّهُ
خِــرَق بِــأَطرافِ الأَســِنَّةِ يُرقَــعُ
لا تَبعُـــدَنَّ مَصـــارِعٌ مَطلولَـــةٌ
مـا حُطِّمَـت فيهـا الرِّمـاحُ الشُّرَّعُ
وَمُسـَنَّدونَ تَعـاقَروا كَـأسَ الـرَّدى
وَدَعـا بِسـَهمِهِم الحِمـامُ فَأَسرَعوا
بَــرَكَ الزَّمــانُ عَلَيهِـمُ بِجِرانِـهِ
وَهَفَـت بِهِـم ريـحُ الخُطوبِ الزّعزَعُ
خُـــرسٌ إِذا نـــادَيتَ إِلّا أَنَّهُــم
وُعِظـوا بِما يَزَعُ اللَّبيبَ فَأَسمَعوا
وَفَـوارِسٌ عَهِـدوا السـُّيوفَ ذَوائِداً
عَـن سـِربِهِم لَـو صـادَفَت ما تَقطَعُ
نَبَـذوا الأَنـامَ فَما أَضاءَ بِنَقعِهِم
عَضــبٌ يُشــامُ وَلا ســِنان يَلمَــعُ
الــبيضُ تُزهِـرُ وَالـدُّروعُ مُفاضـَةٌ
وَالخَيـلُ تَمـرَحُ وَالقَنـا يَتَزَعـزَعُ
وَالـدَّهرُ يَفتِـكُ بِـالنُّفوسِ حِمـامُهُ
فَلِمَــن يُعَــدُّ كَريمُــهُ أَو يَجمَـعُ
عَجَبـاً لِمَـن يُبقـي ذَخـائِرَ مـالِهِ
وَيَظَـــلُّ يَحفَظُهُــنَّ وَهــوَ مُضــَيَّعُ
وَلِغافِـــل وَلَـــه بِكُــلِّ ثَنِيَّــةٍ
مُلقـى لَـهُ بَطـن الصـَّفائِحِ مَضـجَعُ
أَتُـراهُ يَحسـَبُ أَنَّهُـم مـا أَسأَروا
مِــن كَأسـِهِم أَضـعافَ مـا يُتَجَـرَّعُ
لَـو كـانَ يَمنَعـكَ القِـراعُ مَلأتَها
جُـرداً يَغُـصُّ بِهـا الفَضاء البَلقَعُ
وَأَثَـرتَ فـي حَلَـقِ الـدُّروعِ عِصابَةً
كَالـدَّهرِ تَخفِـضُ مـا يَشـاء وَيَرفَعُ
لَكِنَّهــا الأَقــدارُ لَيـسَ أَمامَهـا
مــا يُســتَجَنُّ بِــهِ وَلا يُســتَدفَعُ
يـا قَـبرُ فيـكَ الصـّالِحاتُ دَفِينَةٌ
أَفَمــا تَضــيقُ بِهِــنَّ أَو تَتَصـَدَّعُ
لَـو كُنـتَ تُبلَغُ ما أَقولُ أَطَلتُ ما
أَشـكو إِلَيـكَ مِـنَ الهُمـوم وَأَضرَعُ
حَيّــاكَ فَجــريُّ النَّســيمِ كَــأَنَّهُ
أَبَــداً بِطيــبِ ثَنائِهــا يَتَضـَوَّعُ
وَســَقَتكَ أَجفــاني فَـأَنتَ بِمَعـزلِ
عَـن أَن يُتـاحَ لَـكَ السَّحابُ الهُمَّعُ
إِن لَـم يَكُـن عقـرٌ عَلَيـكَ فَإِنَّهـا
كَبِـــدٌ مُحَرَّقَـــةٌ وَقَلــبٌ موجَــعُ
عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان، أبو محمد الخفاجي الحلبي.شاعر، أخذ الأدب عن أبي العلاء المعري وغيره، وكانت له ولاية بقلعة (عزاز) من أعمال حلب وعصي بها، فاحتيل عليه بإطعامه أكلة تدعى (خشكناجة) مسمومة، فمات وحمل إلى حلب.