
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا حـادِيَ الأَظعـانِ أَيـنَ تَميـلُ
هِــيَ وَجــرَة وَســُؤالُها تَعليـلُ
مـا هَـذِهِ فـي الرَّبـعِ أَوَّلُ وَقفَةٍ
وَقَفَــت فَينشــُدُ قــاتِلاً مَقتـولُ
عُجنــا بِناحِــلِ رَسـمِهِ فَتَحَيَّـرَت
فيــهِ دُمــوعٌ مــا لَهُـنَّ مسـيلُ
وَتَحَمَّلَــت ليَـد السـَّحابِ طُلـولُهُ
مِنّــا وَنَحــنُ ســَحائِبُ وَطُلــولُ
وَعَلـى العُـذَيبِ وَلا أَغُشـُّكَ بانَـةٌ
مـا ظِلُّهـا لَـولا السـَّقام ظَليـلُ
وَمُرَنَّـح فـي الكورِ تَحسَبُهُ الصَّبا
غُصــناً يَميــدُ بِمرِّهــا وَيَميـلُ
حَمَلَــت إِلَيــهِ تَحِيَّـةً وَنَسـيمُها
أَبَـداً عَلـى ديـنِ الغَـرامِ رَسولُ
مـا كُنـتُ تُخبِـرُ قَبلَها عَن حاجِرٍ
إِلّا وَطيبُـــكَ شـــاهِدٌ مَقبـــولُ
وَتَبـثُّ مـا كَتَـمَ الأقاحُ وَلَو دَرى
مــا كـانَ مِنـكَ لِثَغـرِهِ تَقبيـلُ
وَفَـوارِس أَلِفـوا القَنـا فَكَـأَنَّهُ
قَبــلَ الطِّعـانِ بِبَـوعِهِم مَوصـولُ
ذَعَـروا الظَّلامَ فَمـا يَمُـرُّ عَلَيهِمُ
إِلّا وَعِقـــدُ نُجـــومِهِ مَحلـــولُ
طَمَحَــت بِهِـم آمـالُهُم وَلِـواؤهُم
قَـدَرٌ بِمـا وَعَـدَ الكِـرامُ مَطـولُ
وَمُطَــوَّح رَكِــبَ الخِــداعَ مَطِيَّـةً
مـا ظَهرُهـا يَـومَ اللِّقـاءِ ذَلولُ
كَيـفَ اهتَـدَيتَ لِعـامِرٍ وَرِعالُهـا
ســَدف وَســِترُ مَجالِهــا مَسـدولُ
جَمَحَـت بِـكَ الخُيَلاء حَتّـى هِجتَهـا
شــَنعاء ثــارَ صـَريعُها مَطلـولُ
وَبَــدَت مخائِلُهـا لَـدَيكَ مُضـيئةً
لَـو كـانَ عِنـدَكَ لِلصـَّباحِ دَليـلُ
وَظَنَنـتَ عَوفـاً بِالطِّعـانِ بِجيلَـة
ظَــنٌّ لَعَمــرُكَ بِالحِمــامِ جَميـلُ
أَو مــا بِسـنجارٍ لِقَومِـكَ مَصـرَعٌ
شـَهِدَت بِـهِ فـي المرهفـات فُلولُ
طَلَبوا النَّجاء فَكانَ في أَعمارِهِم
قِصـَرٌ وَفـي سـُمرِ الـذَّوابِلِ طـولُ
فَــذَرِ العِـراقَ طَريـدَة مَبذولَـةً
ســَبَقَ الأَسـِنَّة سـَرحُها المَشـلولُ
وامنَـع حَليفَـكَ بِالعِراقِ وَقُل لَهُ
هَيهـاتَ ذادَ عَـن الفُـراتِ النِّيلُ
وَحَــذارِ مِـن كَلأ الجَزيـرَةِ إِنَّـهُ
مَرعــى بِـأَطرافِ الرِّمـاحِ وَبيـلُ
صـَحَّت فَلَيـسَ سـِوى الجُفونِ مَريضَة
فيهــا وَلا غَيـرُ النَّسـيمِ عَليـلُ
وَثَنـى زَعيـمُ الدِّينِ فَضلَ جِماحِها
فَاللَّيــلُ فَجـرٌ وَالرِّيـاحُ قَبـولُ
إِن كـانَ حَـلَّ بِهـا وَفـارَقَ دارَهُ
فَـاللَّيثُ يُفـرَقُ بَأسـَهُ لا الفيـلُ
نَشـوانَ يَخطُـرُ لِلنَّـدى فـي هـزَّةٍ
عَلِمـوا بِهـا أَنَّ السـَّماحَ شـَمولُ
يَغتـالُ بـادِرَةَ الخُطـوبِ بِرَيثَـةٍ
وَيَنـالُ أَقصـى الحَـزم وَهوَ عَجولُ
عَطِــرَ الثَّنـاء تَضـَوَّعَت أَوصـافُهُ
طيبــاً فَكُــلُّ فَــمٍ بِـهِ مَعلـولُ
مـا كـانَ يُعلَـمُ قَبلَ فَيضِ نَوالِهِ
أَنَّ الغَمــامَ إِذا اسـتهلَّ بِخَيـلُ
فَرَقَـت عَزائِمُـهُ فَشابَ لَها الدُّجا
خَوفــاً وَأَثَّـرَ فـي الهِلالِ نُحـولُ
لَــو أَنَّ لِلأَيّــامِ نــارَ ذَكـائِهِ
مــا كـانَ فيهـا بُكـرَة وَأَصـيلُ
شـَرَف بَنـو عَبـدِ الرَّحيـمِ عِمادُه
وَلَرُبَّمــا تَضــَعِ الفُـروعَ أُصـولُ
أَبقـى بِـهِ عَبـقَ الثَّنـاءِ لِرَهطِهِ
وَالحَمــدُ حَــظٌ لِلكِــرامِ جَزيـلُ
قَــومٌ إِذا نَضـبَ الكَلامُ وَأَظلَمَـت
لِلنّـــاطِقينَ خَـــواطِرٌ وَعُقــولُ
شــاموا مَضــارِبَ أَلسـُنٍ عَرَبِيَّـةٍ
تَفـري وَماضـي المُرهَفـاتِ كَليـلُ
إِن فــاتَهُم بُــردٌ يُلاثُ وَمِنبَــرٌ
فَلَهُــم سـَريرُ المُلـكِ وَالإِكليـلُ
نَسـَبٌ هَـدى زُهـرَ النُّجـومِ مَنارُهُ
وَســِواهُ فَقــعُ قَــرارِهِ مَجهـولُ
يـا جـامِعَ الآمـالِ وَهـيَ بَـدائِدٌ
وَمُــرَوِّضَ الأَيّــامِ وَهــيَ مُحــولُ
أَعنــي كَمالَـكَ أَن تُعَـدَّ فَضـيلَةٌ
كَالصـــُّبحِ لا رَثــمٌ وَلا تَحجيــلُ
لَـولاكَ مـا ارتَجَّت الأَكُفُّ فَلَم يَكُن
فــي الـدَّهرِ لا أَمَـلٌ وَلا مَـأمولُ
مــا ضـَرَّ ناشـِرَة وَرَأيُـكَ فيهِـمُ
أَن لا يُفـــارِقَ غِمــدَهُ مَصــقولُ
قُـل لِلأَميـرِ أَبـي الأَغَـرِّ وَدونَـهُ
لِلطّـــالِبينَ سَباســـِبٌ وَهُجــولُ
عـاداتُ جَـدِّكَ فـي العِدا مَنصورَة
أَبَــداً وَســَيفُكَ ضــامِنٌ وَكَفيـلُ
أَســلَفتَ جَوثَــةَ مِنَّــةً مَشـهورَة
فَــوَفَت بِحَمـدِكَ وَالوَفـاءُ قَليـلُ
وَثَـوى ابـنُ عَمِّكَ بِالعِراقِ وَقَومُهُ
كَالــذَّودِ حَــنَّ وَفَحلُــهُ مَعقـولُ
مـا صـَدَّهُم عَنـكَ الجَفـاء وَإِنَّما
مـالوا مَـعَ الأَيّـامِ حَيـثُ تَميـلُ
وَغَريبَـة دارَت وَمـا نَبغـي بِهـا
إِلّا الــوِدادَ فَهَـل إِلَيـهِ سـَبيلُ
إِن شــُفِّعَت آمالُهــا فـي نَيلِـهِ
فَلتَســمَعِ الفُصـَحاءِ كَيـفَ أَقـولُ
عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان، أبو محمد الخفاجي الحلبي.شاعر، أخذ الأدب عن أبي العلاء المعري وغيره، وكانت له ولاية بقلعة (عزاز) من أعمال حلب وعصي بها، فاحتيل عليه بإطعامه أكلة تدعى (خشكناجة) مسمومة، فمات وحمل إلى حلب.