
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَـوَقَّ كَلامـي يا ابنَ عَمرو فَإِنَّهُ
أَســنَّةُ عــارٍ لا يُبَـلُّ طَعينُهـا
فَقَـد نازَعتَني العِزَّ فيكَ قَبائِلٌ
مَلأتَ عَلَيهـا دَهرَهـا ما يُهِينُها
وَفارَقتُهـا مُسـتَبدِلاً دارَ غُربَـةٍ
أَلا إِنَّ أَوطانَ الغنا ما يَصونُها
تَوَقَّـدُ مِـن غَيـظٍ عَلـيَّ صـُدورُها
وَتَـزوَرُّ مِـن خَـوف إلَـيَّ عُيونُها
غَـدَت فِقَـرٌ مِنّـي تُـثيرُ مَخازِياً
بِأَعراضـِها لَو كانَ لُؤمٌ يُشينُها
خَلائِقُ نَــدبٍ أَطمَعَتكُـم سـُهولُها
سـَتُفزِعُكُم عَمّـا قَليـلٍ حُزونُهـا
وَكَيـفَ يُـرامُ الـذُّلُّ مِنّي وَعامِرٌ
تُقَضـَّى بِأَطرافِ العَوالي دُيونُها
وَمـا نَكَرَت بيضَ السُّيوفِ صُدورُها
وَلا جَهِلَـت سـُمرَ الرِّماحِ مُتونُها
نَبَذتُكَ نَبذَ العارِ مِني فَلَو صَبَت
إِلَيـكَ شـِمالي فارَقَتها يَمينُها
وَلَو كُنتُ بَرقاً بِالغُوَيرِ بَدَت بِهِ
مَنـازِلُ سـَلمى سـَهلُها وَوَجينُها
لأَعرَضـتُ عَنـهُ وَالجَـوى في مَقَرِّهِ
وَنـازَعتُ نَفساً جُنَّ مِنها جُنونُها
مَـتى أَنا غادٍ بِالغَميمِ وَصُحبَتي
تُجـاوِدُ هَطّـالَ الغَوادي شُؤونُها
عَلَـى ضـُمُرٍ بـارَيتُهُم بِحَنينِهـا
غَرامـاً وَبارَهـا سَقاماً حَنينُها
تَجِــد إِذا هَبَّـت رِيـاحٌ مَريضـَةٌ
ضـَلالَكَ مِنهـا إِن تَوَعَّـكَ لينُهـا
إِذا خِلنَ غُدرانَ الغُوَيرِ صَوارِماً
تَمَنَّيـنَ لَـو أَجفـانَهُنَّ جُفونُهـا
فَـإِنَّ بِقَلـبي مِـن فِـراق عُذَيبَةٍ
طَماعَـةُ شـَكّ لا عَرانـي يَقينُهـا
عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان، أبو محمد الخفاجي الحلبي.شاعر، أخذ الأدب عن أبي العلاء المعري وغيره، وكانت له ولاية بقلعة (عزاز) من أعمال حلب وعصي بها، فاحتيل عليه بإطعامه أكلة تدعى (خشكناجة) مسمومة، فمات وحمل إلى حلب.