
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا طالَمــا خــانَ الزَمــانُ وَبَــدَّلا
وَقَســـَّرَ آمـــالَ الأَنـــامِ وَطَـــوَّلا
أَرى النـاسَ في الدُنيا مُعافاً وَمُبتَلى
وَمـازالَ حُكـمُ اللَـهِ فـي الأَرضِ مُرسَلا
مَضـى فـي جَميـعِ النـاسِ سـابِقُ عِلمِـهِ
وَفَصـــَّلَهُ مِــن حَيــثُ شــاءَ وَوَصــَّلا
وَلَســنا عَلــى حُلــو القَضـاءِ وَمُـرِّهِ
نَـرى حَكَمـاً فينـا مِـنَ اللَـهِ أَعـدَلا
بِلا خَلقَــهُ بِــالخَيرِ وَالشــَرِّ فِتنَــةً
لِيَرغَــبَ فيمــا فــي يَـدَيهِ وَيَسـأَلا
وَلَـــم يَبــغِ إِلّا أَن نَبــوءَ بِفَضــلِهِ
عَلَينـــــا وَإِلّا أَن نَتــــوبَ فَيَقبَلا
هُــوَ الأَحَـدُ القَيـومُ مِـن بَعـدِ خَلقِـهِ
وَمــا زالَ فـي دَيمومَـةِ الخَلـقِ أَوَّلا
وَمـــا خَلَـــقَ الإِنســانُ إِلّا لِغايَــةٍ
وَلَـم يَـترُكِ الإِنسـانَ فـي الأَرضِ مُهمَلا
كَفــى عِــبرَةً أَنّــي وَأَنَّـكَ يـا أَخـي
نُســـَرَّفُ تَصــريفاً لَطيفــاً وَنُبتَلــى
كَأَنّــا وَقَــد صـِرنا حَـديثاً لِغَيرِنـا
يُخـاضُ كَمـا خُضـنا الحَـديثَ بِمَـن خَلا
تَــوَهَّمتُ قَومــاً قَــد خَلَـوا فَكَـأَنَّهُم
بِـــاجمَعِهِم كـــانوا خَيـــالاً تَخَيَّلا
وَلَســتُ بِــأَبقى مِنهُــمُ فـي دِيـارِهِم
وَلَكِــنَّ لــي فيهــا كِتابــاً مُـؤَجَّلا
وَمــا النــاسُ إِلّا مَيِّــتٌ وَابـنُ مَيِّـتٍ
تَأَجَّــــلَ حَــــيٌّ مِنهُــــمُ أَو تَعَجَّلا
فَلا تَحســـَبَنَّ اللَـــهَ يَخلُــفُ وَعــدَهُ
بِمـا كـانَ أَوصـى المُرسـَلينَ وَأَرسـَلا
هُوَ المَوتُ يا ابنَ المَوتِ وَالبَعثُ بَعدَهُ
فَمِــن بَيــنِ مَبعــوثٍ مُخِفّــاً وَمُثقِلا
وَمِــن بَيــنِ مَسـحوبٍ عَلـى حُـرِّ وَجهِـهِ
وَمِــن بَيــنِ مَــن يَـأتي أَغَـرَّ مُحَجَّلا
عَشــِقنا مِــنَ اللَــذاتِ كُــلَّ مُحَــرَّمٍ
فَـــأُفٍّ عَلَينـــا مــا أَغَــرَّ وَأَجهَلا
لَقَـد كـانَ أَقـوامٌ مِـنَ النـاسِ قَبلَنا
يَعــــافونَ مِنهُــــنَّ الحَلالَ المُحَلَّلا
رَكَنّــا إِلـى الـدُنيا فَطـالَ رُكونُنـا
وَلَسـنا نَـرَ الـدُنيا عَلـى ذاكَ مَنزِلا
فَلِلَّـــهِ دارٌ مـــا أَحَـــثَّ رَحيلُهــا
وَمــا أَعــرَضَ الآمـالَ فيهـا وَأَطـوَلا
أَبــى المَـرءُ إِلّا أَن يَطـولَ اغتِـرارُهُ
وَتَـــأبى بِـــهِ الحـــالاتُ إِلّا تَنَقُّلا
إِذا أَمَّــلَ الإِنســانُ أَمــراً فَنــالَهُ
ســَما يَبتَغـي فَـوقَ الَّـذي كـانَ أَمَّلا
وَكَــم مِـن ذَليـلٍ عَـزَّ مِـن بَعـدِ ذِلَّـةٍ
وَكَـم مِـن رَفيـعٍ كـانَ قَـد صارَ أَسفَلا
وَلَـــم أَرَ إِلّا مُســلِماً فــي وَفــاتِهِ
وَإِن أَكثَــرَ البــاكي عَلَيـهِ وَأَعـوَلا
وَكَـم مِـن عَظيـمِ الشـَأنِ في قَعرِ حُفرَةٍ
تَلَحَّـــفَ فيهــا بِــالثَرى وَتَســَربَلا
أَيــا صــاحِبَ الـدُنيا وَثِقـتَ بِمَنـزِلٍ
تَــرى المَـوتَ فيـهِ بِالعِبـادِ مُـوَكَّلا
تُنــافِسُ فــي الـدُنيا لِتَبلُـغَ عِزَّهـا
وَلَســتَ تَنــالُ العِــزَّ حَتّــى تَـذَلَّلا
إِذا اصــطَحَبَ الأَقــوامُ كــانَ أَذَلُّهُـم
لِأَصـــحابِهِ نَفســـاً أَبَـــرَّ وَأَفضــَلا
وَمـا الفَضـلُ في أَن يُؤثِرَ المَرءُ نَفسَهُ
وَلَكِـــنَّ فَضــلَ المَــرءِ أَن يَتَفَضــَّلا
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.