
الأبيات12
أَهـلَ القُبـورِ عَلَيكُـمُ مِنّـي السَلام
إِنّــي أُكَلِّمُكُــم وَلَيــسَ بِكُـم كَلام
لا تَحســَبوا أَنَّ الأَحِبَّــةَ لَـم يَسـُغ
مِـن بَعدِكُم لَهُمُ الشَرابُ وَلا الطَعام
كَلّا لَقَـــد رَفَضــوكُمُ وَاِســتَبدَلوا
بِكُــمُ وَفَـرَّقَ ذاتَ بَينِكُـمُ الحِمـام
وَالخَلــقُ كُلُّهُــمُ كَـذاكَ فَكُـلُّ مَـن
قَـد مـاتَ لَيـسَ لَـهُ عَلـى حَيٍّ ذِمام
ســاءَلتُ أَجـداثَ المُلـوكِ فَـأَخبَرَت
نــي أَنَّهُــم فيهِـنَّ أَعضـاءٌ وَهـام
لَـم يَبـقَ مِـن أَجسـادِهِم تِلكَ الَّتي
غُــدِيَت بِـأَنعَمِ عيشـَةٍ إِلّا العِظـام
لِلَّـهِ مـا وارى التُـرابُ مِـنَ الأُلى
كانوا الكِرامَ هُمُ إِذا ذُكِرَ الكِرام
لِلَّـهِ مـا وارى التُـرابُ مِـنَ الأُلى
كــانوا وَجــارُهُمُ مَنيـعٌ لا يُضـام
أَفنـاهُمُ مَـن لَـم يَزَل يُفني المُلو
كَ وَلِلفَنـاءِ وَلِلبَلـى خُلِـقَ الأَنـام
يــا صــاحِبَيَّ نَسـيتُ دارَ إِقـامَتي
وَعَمَـرتُ داراً لَيـسَ لـي فيها مُقام
دارٌ يُريــدُ الـدَهرُ نُقلَـةَ أَهلِهـا
وَكَــأَنَّهُم عَمّـا يُـرادُ بِهِـم نِيـام
مــا نِلــتُ مِنهــا لَـذَّةً إِلّا وَقَـد
أَبَـتِ الحَـوادِثُ أَن يَكونَ لَها دَوام
أبو العَتاهِيَة
العصر العباسيإسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.
قصائد أخرىلأبو العَتاهِيَة
الخَيرُ وَالشَرُّ عاداتٌ وَأَهواءُ
لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ بَقاءِ
أَما مِنَ المَوتِ لِحَيٍّ نَجا
المَرءُ آفَتُهُ هَوى الدُنيا
مَنَ اَحَسَّ لي أَهلَ القُبورِ وَمَن رَأى
أَذَلَّ الحِرصُ وَالطَمَعُ الرِقابا
أَلا لِلَّهِ أَنتَ مَتى تَتوبُ
ما اِستَعبَدَ الحِرصُ مَن لَهُ أَدَبُ
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025