
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خـاض الـدُّجى ورِواقُ الليل مَسدولبُ
بَـرقٌ كمـا اهتزَّ ماضي الحدِّ مَصقولُ
أَشـــيمُهُ وضــجيعي صــارمٌ خَــذِمٌ
ومِحمَلــي بِرَشــاشِ الـدَّمعِ مَبلـولُ
فحَــنَّ صــاحبُ رَحْلــي إذ تــأمَّلَهُ
حــتى حَنَنْـتُ ونِضـْوي عنـهُ مَشـغولُ
يَخْــدي بــأرْوَعَ لا يُغْفـي ونـاظِرُهُ
بإثْمِـدِ اللّيْـلِ في البَيْداء مَكحولُ
ولا يَمُــرُّ الكَــرَى صـَفْحاً بمُقْلَتِـهِ
فَــدونَهُ قــاتِمُ الأرْجــاءِ مَجهـولُ
إذا قضــَى عُقَــبَ الإسـراءِ لَيلَتَـهُ
أنــاخَهُ وَهْــوَ بالإعْيــاءِ مَعْقـولُ
واعْتـادَهُ مِـنْ سـُلَيمى وَهْـيَ نائِيَةٌ
ذِكــرٌ يُــؤرِّقُهُ والقَلــبُ مَتبــولُ
رَيَّـا المَعاصـِمِ ظَمأى الخَصْرِ لا قِصَرٌ
يَـزوي عَليهـا ولا يُـزْري بِهـا طولُ
فَــالوجْهُ أبلَـجُ واللّبَّـاتُ واضـِحةٌ
وفَرعُهــا وارِدٌ والمَتْــنُ مَجــدولُ
كأنّمــا ريقُهــا والفَجْـرُ مُبتَسـِمٌ
فيمـا أظُـنُّ بِصـَفْوِ الـرّاحِ مَعلـولُ
صــَدَّتْ ووقَّرَنـي شـَيبي فمـا أرَبـي
صــَهْباءُ صــِرفُ ولا غَيـداءُ عُطبـولُ
وحَــال دونَ نَسـيبي بالـدُّمى مِـدَحٌ
تَحبيرُهــا بِرضـى الرّحمـنِ مَوصـولُ
أُزيرُهـــا قرَشــيّاً فــي أســِرَّتِهِ
نُـورٌ ومِـنْ راحتَيْـهِ الخَيْـرُ مأمولُ
تَحكـي شـَمائلُهُ فـي طِيبِهـا زَهَـراً
يَفــوحُ والــرّوضُ مَرهـومٌ ومَشـمولُ
هُـوَ الـذي نَعَـشَ اللـهُ العِبادَ بهِ
ضــَخْمَ الدَّســيعَةِ مَتبـوعٌ ومَسـؤولُ
فكُــلُّ شــيءٍ نَهـاهُمْ عنـهُ مُجتَنَـبٌ
وأمــرُهُ وهْـوَ أمـرُ اللـهِ مَفعـولُ
مِـنْ دَوحـةٍ بَسـَقَتْ لا الفَـرْعُ مؤْتَشَبٌ
مِنهـا ولا عِرقُهـا فـي الحَيِّ مَدخولُ
أتــى بمِلَّــةِ إبراهيــمَ والــدِهِ
قَــرْمٌ علــى كَــرَمِ الأخلاقِ مَجبـولُ
والنـاسُ فـي أَجَّـةٍ ضَلَّ الحَليمُ بها
وكُلُّهُـمْ فـي إسـارِ الغَـيِّ مكبلـولُ
كــأنَّهم وعـوادي الكُفـرِ تُسـلِمُهم
إِلـى الـرَّدى نَعَمٌ في النَّهبِ مَشلولُ
يا خاتَمَ الرُّسْلِ إنْ لَم تُخشَ بادِرَتي
علــى أعادِيـكَ غـالَتْني إذنْ غـولُ
والنّصـْرُ باليَـدِ مِنِّي واللِّسانِ معاً
ومَـنْ لَـوى عنـكَ جِيـداً فهْوَ مَخذولُ
وســاعِدي وهْـوَ لا يُلـوي بـهِ خَـوَرٌ
علـى القَنا في اتِّباعِ الحقِّ مَفتولُ
فَمُـرْ وقُـلْ أَتَّبِـعْ مـا أنـتَ تَنهَجُهُ
فــالأمرُ مُمتَثَــلٌ والقـولُ مَقبـولُ
وكُـلَّ صـَحْبِكَ أهـوى فالهُـدى مَعَهُـمْ
وغَـرْبُ مَـن أبغَـضَ الأخيـارَ مَفلـولُ
وأقتــدي بضـَجيعَيْكَ اقتِـداءَ أبـي
كِلاهُمــا دَمُ مَــن عــاداهُ مَطلـولُ
ومَـن كعُثمـانَ جُـوداً والسـّماحُ لهُ
عِبـءٌ علـى كاهِـلِ العَليـاءِ مَحمولُ
وأيــنَ مِثــلُ عَلــيٍّ فـي بَسـالَتِهِ
بمَــأزِقٍ مَــن يَـرِدْهُ فهْـوَ مَقتـولُ
إنـي لأعْـذُلُ مَـن لـم يُصـْفِهِمْ مِقَـةً
والنــاسُ صـِنفانِ مَعـذورٌ ومَعـذولُ
فمَــنْ أحبَّهـمُ نـالَ النّجـاةَ بِهـمْ
ومَـن أبـى حُبَّهُـمْ فالسـّيفُ مَسـلولُ
أبو المظفر محمد بن العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن آسحاق بن أبي العباس الإمام.شاعر ولد في كوفن، وكان إماماً في اللغة والنحو والنسب والأخبار، ويده باسطة في البلاغة والإنشاء.وله كتب كثيرة منها تاريخ أبيورنسا, المختلف والمؤتلف، قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان وغيرها الكثير.وقد كانَ حسن السيرة جميل الأمر، حسن الاعتقار جميل الطريقة.وقد عاش حياة حافلة بالأحداث، الفتن، التقلبات، وقد دخل بغداد، وترحل في بلاد خراسان ومدح الملوك، الخلفاء ومنهم المقتدي بأمر الله وولده المستظهر بالله العباسيين.وقد ماتَ الأبيوردي مسموماً بأَصفهان.له (ديوان - ط).