
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَــدا والثُّريّــا فـي مَغارِبِهـا قُـرْطُ
بُرَيْــقٌ شــَجاني والــدُّجى لِمَـمٌ شـُمْطُ
كـــأنَّ خِلالَ الغَيْـــمِ مِــن لَمَعــانِهِ
يَــدَيْ قــادِحٍ يَرفَـضُّ مِـن زَنْـدِهِ سـِقْطُ
تَنــاعَسَ فـي وَطْفـاءَ إن حَلَّـتِ الصـَّبا
عَزالِيَهــا بـالوَدْقِ عَـيَّ بِهـا الرَّبْـطُ
فَلا بَرِحَــتْ تُــروي الغَميــمَ بِوابِــلٍ
يَـــدُرُّ علــى رَوضٍ أزاهِيــرُهُ تَغْطــو
إذا نَشــِيَتْ أرواحَــهُ العِيـسُ مَوْهِنـاً
دَعاهـا القَصـيصُ الجَعْدُ والنَّفَلُ السَّبْطُ
هـوَ الرَّبْـعُ لا قَوْسـي عَلى مَيْعَةِ الصِّبا
مُعَطَّلـــةٌ فيـــهِ ولا أســـْهُمي مُــرْطُ
عَهِـدْتُ بـهِ غَيـداءَ تُلقـي علـى الثّرى
أَسـاوِدَ فَـرْعٍ فـي القُلـوبِ لهـا نَشـْطُ
إذا نَظَــرَتْ أو أتْلَعَــتْ قُلْــتُ جُـؤْذَرٌ
رأى قانِصـاً فارْتـاعَ أو ظَبْيَـةٌ تَعْطـو
وبَيْضـاءَ تَـرْوى دونَهـا السـُّمْرُ مِن دَمٍ
وكَــمْ حَصـَدَ الأرواحَ مـا أنْبَـتَ الخَـطُّ
تَبَســَّمُ عــن أحْــوى اللِّثَـاتِ يَزينُـهُ
جُمــانٌ يُبـاهيه علـى جِيـدِها السـِّمْطُ
تــرَدَّدَ فيــهِ الظَّلْــمُ حتّــى كــأنّهُ
علـى الشـَّيْمِ مِـن ظَنّي إذا ذِيقَ إسْفِنْطُ
وتُرْخــي علـى المَتْنَيـنِ أسـْحَمَ وارِداً
يَمُـجُّ فَـتيتَ المِسـْكِ مـن نشـْرِهِ المِشْطُ
إذا اللّيـلُ أدناهـا إلـيَّ نـأَى بِهـا
صـَباحٌ كَمـا أوْفـى علـى اللِّمَّةِ الوَخْطُ
وعُـدْتُ أكُـفُّ المَشـْيَ مِـن حَـذَرِ العِـدا
علــى قَــدَمٍ يُخْفـي مَواطِئَهـا المِـرْطُ
وكُنّــا شــَرَطْنا الوَصــْلَ لـولا ثلاثَـةٌ
إذا ماتَوَاصـَوْا بـالنَّوى انْتقَضَ الشَّرْطُ
مُهيــبٌ بــأُخرى النّاجِيــاتِ ونــاعِبٌ
وغَيــرانُ يَقضــي بــالظُّنونِ ويَشــْتَطُّ
جَلَـوْا مِـن عَـذارَى الحَيِّ لِلْبَيْنِ أوْجُهَاً
شــَرِقْنَ بِــدَمْعٍ يَمْتَـري خِلفَـهُ الشـَّحْطُ
كــأنّ الرِّيـاضَ الحُـوَّ يَنفُضـْنَ فوقَهـا
شـَقائِقَ فِيهـا مِـن دُمـوعِ الحَيـا نَقْطُ
ولَيــلٍ طَــوَتْ كِســْرَيْهِ بــي أرْحَبيّـةٌ
علــى نَصـَبِ المَسـْرى بآمالِنـا تَمْطُـو
أقــولُ لهــا غِــبَّ الــوَجى وكأنّهـا
فُوَيْــقَ ســِنانِ الزّاعِـبيِّ بِنـا تَخطُـو
خِــدي بــي رَعـاكِ اللـهُ إنَّ أمَامَنـا
أغــرَّ بــهِ فــي كُــلِّ حادِثَـةٍ نَسـْطو
فَسـيري إليـهِ واهْجُـري أجْـرَعَ الحِمـى
يَــرِفُّ عليْـكِ العِـزُّ لا الأثْـلُ والخَمْـطُ
إِلــى مُســتَقِلٍّ بــالنّوائِبِ والــوَغى
تُــرِمُّ مَــذاكيهِ فأصــواتُها النَّحْــطُ
وتَصـــُدُرُ عَـــنْ لَبَّـــاتِهِنَّ نَــواهِلاً
صــُدورُ العَـوالي وهْـيَ مُـزْوَرَّةٌ تَقْطـو
أخــو مــأْقِطٍ إن طـاوَلَ القِـرْنَ قَـدَّهُ
وضــَرْبَتُهُ إنْ عــارَضَ البَطَــلَ القَــطُّ
تُخـــاطُ علَيْـــهِ مِـــن عَجــاجٍ مُلاءَةٌ
ولكنّهــــا بالســــّمهَرِيّةِ تَنْعَــــطُ
ويَطـوي علـى البَغْضـاءِ جَنْبَيْـهِ كاشـِحٌ
تخطّـى بـهِ رَهْـواً إِلـى الحَسـَدِ الغَبْطُ
يُحــاولُ أدنــى شــأْوِهِ فهْــوَ جاهِـدٌ
علـى الأيْـنِ كالعَشـْواءِ أجْهَدَها الخَبْطُ
إليكُــمْ فَـدونَ المَجـدِ مَـن لا يَخـونُهُ
شـَبا نـابِهِ المَـذْروبُ والمِخْلَبُ السَّلْطُ
يلَـــذُّ بـــأفواهِ المُلــوكِ بِســاطُهُ
فقَـدْ كـادَ أن تَبْلـى مِنَ القُبَلِ البُسْطُ
مــنَ القـومِ عـدَّ النّاسـِبونَ بيـوتَهُمْ
فلَـم يُنْكِـروا أن النّجـومَ لَهـمْ رَهْـطُ
مَغــاويرُ والهَيجــاءُ تُلقـي قِناعَهـا
مَغـازيرُ والغَبْـراءُ يُلْـوي بِها القَحْطُ
لهُـــمْ قَســـِماتٌ تَســـْتَنيرُ طَلاقَـــةً
بِهــا لأديـمِ اللّيـلِ عَـنْ فَجْـرِهِ كَشـْطُ
هُـمُ في الرِّضى كالماءِ يُسْتَنُّ في الظُّبا
وكالنّـارِ فيهـا حيـنَ يَسـْتَلُّها السُّخْطُ
فـإنْ يَغْضـَبوا مِـن سَوْرَةِ العِزِّ يَحلُموا
وإن يَقدِروا يعْفوا وإن يُسألوا يُعْطوا
وكَـمْ لـكَ يـا عَـدنانُ عِنـديَ مـنْ يَـدٍ
كمـا أنهَـرَتْ أطْباءَهـا اللّقْحَةُ البِسْطُ
وقـــد أنِســَتْ بالمُســْتَحِقِّ فــأُنْمِيَتْ
ولــمْ يَحْــبُ كُفـرانٌ إلَيهـا ولا غَمْـطُ
يَرانــي الــذي عـاداكَ مِلْـءَ جُفـونِهِ
قَـــذًى وقَتــاداً لا يُشــذِّبُهُ الخَــرْطُ
تـــأبّطَ شــَرّاً مِــن حُقــودٍ قَديمــةٍ
وتِلــكَ لعَمــري شـَرُّ مـا ضـَمَّهُ الإبْـطُ
فقـــالَ تَميمــيٌّ هَــواهُ وهَــلْ لــهُ
أبٌ كَتَميــــمٍ أو كأبْنـــائِهِ ســـِبْطُ
تَمُــدُّ حِفافَيْــكَ القَــوافي جَناحَهــا
وهــنَّ أفــاعٍ يَحتَوِشــْنَ العِـدا رُقْـطُ
شــوارِدُ أمثــالَ اللآلِــئِ مــا لَهـا
إذا انتَثَـــرَتْ إلاَّ بِنـــاديكُمُ لَقْــطُ
كــأني قَســيمُ الفَخْـرِ فيمـا بَنَيْتُـمُ
مِـنَ المَجـدِ أو لـي مِـنْ مَناقِبِكُمْ قِسْطُ
أيَبْغــي عُلاً تَســمو إليهــنَّ صــاعِداً
ضــَجيعُ هَــوَيْنَى مِــنْ سـَجيَّتهِ الهَبْـطُ
وأنَّــى يكــونُ المُلتَقـى عِنـدَ غايـةٍ
وأنــتَ غــداةَ السـَّبْقِ تَعلـو ويَنْحَـطُّ
فلا زال مَعصــوباً وإنْ رَغِــمَ العِــدا
بِـكَ النّقْـضُ والإبـرامُ والقَبْضُ والبَسْطُ
أبو المظفر محمد بن العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن آسحاق بن أبي العباس الإمام.شاعر ولد في كوفن، وكان إماماً في اللغة والنحو والنسب والأخبار، ويده باسطة في البلاغة والإنشاء.وله كتب كثيرة منها تاريخ أبيورنسا, المختلف والمؤتلف، قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان وغيرها الكثير.وقد كانَ حسن السيرة جميل الأمر، حسن الاعتقار جميل الطريقة.وقد عاش حياة حافلة بالأحداث، الفتن، التقلبات، وقد دخل بغداد، وترحل في بلاد خراسان ومدح الملوك، الخلفاء ومنهم المقتدي بأمر الله وولده المستظهر بالله العباسيين.وقد ماتَ الأبيوردي مسموماً بأَصفهان.له (ديوان - ط).