
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَنَانَيْــكَ إنَّ الغَــدْرَ ضــَرْبةُ لازِبِ
فيـا لَيـتَ للأحبـابِ عَهـدَ الحَبائِبِ
شـــَكَوْتُهُمُ ســِرّاً شــِكايَةَ مُشــْفِقٍ
وحَيَّيْتُهــمْ جَهــراً تحيّــةَ عــاتِبِ
أُقَلِّــبُ طَرْفـي فـي عُهـودٍ وراءَهـا
خَــبيئَةُ غَــدرٍ فـي مَخيلَـةِ كـاذِبِ
وأعْطِـفُ أخلاقـي علـى مـا يَريبُهـا
إلَيْهِـم فقـد سـَدَّ الوَفـاءُ مَذاهِبي
ولـي دونَهُـمْ مـنْ سـِرِّ عَدنانَ فِتيةٌ
نِزاريّــةٌ تَهفــو إليهِـمْ ضـَرائبي
إذا مــا حَـدَوْتُ الأرْحَـبيَّ بِـذِكْرِهمْ
عَرَفْـتُ هَـواهُم فـي حَنيـنِ الرّكائِبِ
ولكِـنْ أبَـتْ لـي أن أُوارِبَ صـاحِباً
ســـَجيَّةُ شــَيْخَيْنا لُــؤَيٍّ وغــالِبِ
فللّــهِ قَــوْمٌ بالعُــذَيْبِ إليهِــمُ
نَضـَوْتُ مِـراحَ الرَّازِحـاتِ اللَّـواغِبِ
طَرَقْتُهُــمُ والليــلُ مَرْضـى نُجـومُهُ
كــأنَّ تَواليهــا عُيـونُ الكَـواعِبِ
وثـاروا إِلـى رَحْلـي تَحُـلُّ نُسـوعَهُ
أنامِــلُ صـِيغَتْ للظُّبـا والمَـواهِبِ
وهَـــبَّ الغُلامُ العَبْشــَميُّ بســَيفِهِ
إِلـى جُنَّـحِ الأضـلاعِ مِيـلِ الغَـوارِبِ
بــأبْيَضَ مَصــقولِ الغِرارَيْـنِ حَـدُّهُ
نَجِــيُّ عَراقيــبِ المَطـيِّ النّجـائِبِ
كــأنّ الحُســامَ المَشـرَفيَّ شـَريكُهُ
إذا سـَنَحَتْ أُكْرومَـةٌ فـي المَنـاقِبِ
ومـــا هـــي إلا شــِيمَةٌ عربيّــةٌ
تَنَقَّـلُ مـن أيْمانِنـا فـي القَواضِبِ
فمـا لـيَ فـي حَيَّـيْ خُزَيمَـةَ بَعدَهُمْ
أُريـغُ أمانـاً مـن رِمـاحِ الأجـارِبِ
وتَغــدو إِلـى سـَرْحي أراقِـمُ وائِلٍ
وقَـد كـان تَسْري في رُباهُمْ عَقاربي
أفـي كُـلِّ يـومٍ مـن مُشايَحةِ العِدا
أُعالِـجُ رَوعـاتِ الهُمـومِ الغَـرائِبِ
كــأنِّيَ لـمْ أسـفَحْ بتَيمـاءَ غـارَةً
تُفـرُّقُ مـا بيـنَ الطُّلـى والكَواثِبِ
ولمْ أرْدِفِ الحَسناءَ تَبكي منَ النّوى
وتَشـكو إِلـى مُهْـري فِـراقَ الأقارِبِ
فَغــادَرَني صــَرْفُ الزَّمـانِ بمَنْـزِلٍ
أطــأطِئُ فيــهِ للخَصاصــَةِ جـانِبي
وأذْكُـرُ عَهـدي مـن غُفَيْلَـةَ بَعـدَما
طَـوَيْتُ علـى أسـرارِ حُـزْوى تَرائِبي
ومـا كُنـتُ أخشـى أنْ أوَكِّـلَ ناظِري
ببَــرْقٍ كَنــارِ العامِريّــةِ خـالِبِ
ولا أمْتَطـي وَجْنـاءَ تَختَلِـسُ الخُطـا
وتَشــْكو أظلَّيْهـا عِـراصُ السّباسـِبِ
وتوغِـلُ فـي البَيْـداءِ حـتى كأنّها
خَيـــالٌ أُنــاجيهِ خِلالَ الغَيــاهِبِ
عليهــا غُلامٌ مــن أميّــةَ شــاحِبٌ
يُنـادِمُ أسـْرابَ النّجـومِ الثّـواقِبِ
فَمـا صـَحْبُهُ الأدْنَـوْنَ غيـرَ صـَوارِمٍ
ولا رَهْطُــهُ الأعْلَــوْنَ غيـرَ كَـواكِبِ
يلُــفُّ وإنْ كَــلَّ المَطِــيُّ مَشـارِقاً
علـــى هِمَّــةٍ مَجنونَــةٍ بمَغــارِبِ
ويُطبِـقُ جَفْنَيـهِ إذا اعْتَـرَضَ السَّنا
مَخافَـةَ أنْ يُمْنَـى بِنـارِ الحُبـاحِبِ
دَعـاهُ ابـنُ مَنصـورٍ فَقـارَبَ قَيْـدَهُ
علـى البَحْـرِ فـي آذِيَّـهِ المُتَراكِبِ
وألْقَــى بمُســْتَنِّ الأيـادي رِحـالَهُ
فنَكَّــبَ أذْراءَ الخَليــطِ الأشــائِبِ
أغَــرُّ إذا انْهَلَّـتْ يَـداهُ تَـواهَقَتْ
مَنايــا أعــاديهِ خِلالَ الرّغــائِبِ
تَبَــرَّعَ بــالمعْروفِ حتّــى كــأنّهُ
يَعُـدُّ اقْتِناءَ المالِ إحْدى المَثالِبِ
مـنَ القَوْمِ لا يَسْتَضْرِعُ الدّهْرُ جارهُمْ
ولا يَتحامـــاهُ حِــذارَ النّــوائِبِ
عِظـامُ المَقـاري والسـَّماءُ كأنَّهـا
تَمُـجُّ دَمَـاً دونَ النُّجـومِ الشـَّواحِبِ
مَســاميحُ للعــافي بـبيضٍ كَـواعِبٍ
وصـــُهْبٍ مَراســيلُ وجُــرْدٍ ســَلاهِبِ
وأفيـاؤهُمْ للمُجْتَـدي فـي عِراصـِها
مَجَــرُّ أنـابيبِ الرِّمـاحِ السـّوالِبِ
ومَلْعَــبُ فِتيــانٍ ومَبْــرَكُ هَجْمَــةٍ
ومَســْحَبُ أطْمـارِ الإمـاءِ الحَـواطِبِ
إليــكَ أميـنَ الحَضـرَتَيْنِ تَنـاقَلَتْ
مَطايــا بأنضـاءٍ خِفـافِ الحَقـائِبِ
وهُــنَّ كأمثــالِ القِســِيِّ نَواحِــلٌ
مَرَقْـنَ بأمثـالِ السـِّهامِ الصـّوائِبِ
فــإِنَّ يَــداً طَــوَّقْتَني نَفَحاتُهــا
لَمُرْتَقِــبٌ منهــا بُلــوغَ المـآرِبِ
أبو المظفر محمد بن العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن آسحاق بن أبي العباس الإمام.شاعر ولد في كوفن، وكان إماماً في اللغة والنحو والنسب والأخبار، ويده باسطة في البلاغة والإنشاء.وله كتب كثيرة منها تاريخ أبيورنسا, المختلف والمؤتلف، قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان وغيرها الكثير.وقد كانَ حسن السيرة جميل الأمر، حسن الاعتقار جميل الطريقة.وقد عاش حياة حافلة بالأحداث، الفتن، التقلبات، وقد دخل بغداد، وترحل في بلاد خراسان ومدح الملوك، الخلفاء ومنهم المقتدي بأمر الله وولده المستظهر بالله العباسيين.وقد ماتَ الأبيوردي مسموماً بأَصفهان.له (ديوان - ط).