
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أهـــذه خَطَــراتُ الرَّبْــرَبِ العِيــنِ
أمِ الغُصــونُ علــى أنْقــاءِ يَبْريـنِ
رَمَيْــنَ إيمــاءَ مَطْــويٍّ علــى وجَـلٍ
عَــن نــاظِرٍ لا يُقِـلُّ الجَفْـنَ مَوهـونِ
كـــأنَّهُنَّ مَهـــاً تَهفــو بأعيُنِهــا
لِبــارِقٍ بهَــوادي الرِّيــحِ مَقْــرونِ
عَرَضــْنَ والعِيــسُ مُرخــاةٌ أزِمَّتُهــا
يَرتـــاحُ مِنهُــنَّ مَعقــولٌ لمَرْســونِ
بمَوقِــفٍ لا تَــرى فيــه ســِوى دَنِـفٍ
دامـي الجُفـونِ طليـحِ الشـّوقِ مَحزونِ
فلَســتُ أدري وقــد أتْبَعْتُهُــنَّ ضـُحىً
طَرْفــي ولَيــسَ علـى قلـبي بمـأمونِ
قُـدودُها أم رِمـاحُ الحَـيِّ تُحـدِقُ بـي
وأعيُــنٌ أم ســِهامُ القَـوْمِ تُصـْميني
مِـنْ كُـلِّ مـالِئَةِ الحِجْلَيـنِ مـا بَخِلَتْ
إلا لِتَمْطُلَنـــي دَيْنـــي وتَلْـــويني
يـا لَيـتَ شـِعري ولَيـتٌ غَيـرُ مُجديـةٍ
والــدّهرُ يَعْــدِلُ بـي عمّـا يُمنِّينـي
هَــل أورِدَنَّ رِكــابي وهْــيَ صــادِيَةٌ
مــاءَ العُــذَيبِ فيُرويهـا ويُرْوينـي
ونَفْحـةُ الشـِّيحِ إذ فـاحَ النسيمُ بها
مِـن غُلَّـةٍ أضـْمَرَتْها النَّفـسُ تَشـفيني
أوْ أطْرُقَـنَّ القِبـابَ الحُمْـرَ يَصـْحَبُني
أغَــرُّ مِـن كُـلِّ مـا أخشـاهُ يُنْجينـي
والخَطْــوُ أَطــويهِ أحيانـاً وأنشـُرُهُ
والرُعْــبُ يَنشــُرني طَـوْراً ويَطْـويني
إذا الحِجــى ردَّنــي عمَّـا أهُـمُّ بـهِ
رَنــا إلـيَّ الشـَّبابُ الغَـضُّ يُغْرينـي
وعُصــبةٍ لا تُطيــفُ المَكرُمــاتُ بهـا
ولا تُليــحُ مِــنَ الفَحشــاءِ والهُـونِ
تَريشــُها ثَــروةٌ لا أســتَكينُ لَهــا
وإنْ ألَــحَّ عَلــيَّ الــدَّهْرُ يَــبريني
هَيهــاتَ أن يَطَّــبيني شــَيْمُ بارِقَـةٍ
فــي مُســتَحيرٍ يَســُدُّ الأُفْـقَ مَـدْجونِ
ولإمـــامِ أبـــي العبَّــاسِ عارِفَــةٌ
تُروي الصَّدى والندىً المَنزورُ يُظْميني
إذا دَعَـوتُ لهـا المُسـتَظهِرَ ابتـدَرَتْ
مِــن كفِّــهِ ســُحُبُ الجَـدْوى تُلَبّينـي
ذو هِمّــةٍ بــالعُلا مَشــغوفَةٍ جَمَعَــتْ
مِــنَ المَكــارِمِ أبكـاراً إِلـى عُـونِ
لَـم يَـرْضَ بالأرضِ فاختارَ السّماء لها
حــتى اطمــأنَّتْ بِرَبْـعٍ غَيـرِ مَسـكونِ
تَعتــادُهُ هَيبَــةٌ فــي طَيِّهــا كَـرَمٌ
وشـــِدّةٌ شـــابَها الأحلامُ بـــاللّينِ
ويــوطِئُ الخَيْــلَ والهَيجــاءَ لاقِحـةٌ
هــامَ العِـدا بيـنَ مضـروبٍ ومَطعـونِ
وتَحـــتَ رايـــاتِهِ آســادُ مَلحَمَــةٍ
فــي ظَهـرِ كُـلِّ أقَـبِّ البَطـنِ مَلبُـونِ
ســودٌ كحائِمَــةِ العُقبــانِ يَكْنُفُهـا
عِـــزٌّ تَبَلَّــجَ عــن نَصــْرٍ وتَمكيــنِ
إذا اسـتَنامَتْ إِلـى العِصـيانِ مارِقةٌ
يَـأبى لهـا الحَيْنُ أن تَبقى إِلى حِينِ
مَشـَوْا إليهـا بأسـيافٍ كمـا انكَدَرَتْ
شــُهْبٌ ثــواقِبُ فـي إثْـرِ الشـّياطينِ
إذا انْتَضـى الـرأيَ لم تضْجَعْ غُمودُهُمُ
بكــلِّ أبيــضَ ماضــي الحـدِّ مَسـنونِ
يـا خيـرَ مَـن ألقَـحَ الآمـالَ نـائِلُهُ
بموعـــدٍ يَلِــدُ النَّعمــاءَ مَضــمونِ
ولَّــى الصـّيامُ وقـد أوْقرْتَـهُ كَرَمـاً
أفضــى إليــكَ بــأجرٍ غَيـرِ مَمنـونِ
وأقبَــلَ العيــدُ مُفْــترّاً مَباســِمُهُ
بِطــائرٍ هــزَّ مِــن عِطفَيْــكَ مَيمـونِ
ومُقْرَبــاتٍ خَطَــتْ عَــرْضَ الفَلاةِ بنـا
قُــبٍّ ســَراحيبَ أمثــالَ الســّراحينِ
إليـــكَ والخَيــرُ مطلــوبُ ومُتَّبَــعٌ
زَجَرْتُهــا كأضــاميمِ القَطـا الجُـونِ
والعِيــسُ هافِيَـةُ الأعنـاقِ مـن لَغَـبٍ
كالنخْــلِ كـانتْ فعـادَت كـالعَراجينِ
يَحمِلْــنَ مَــدحَكَ والــرَّاوي يُنَشــِّرهُ
عَــن لؤلــؤٍ بمَنـاطِ العِقْـدِ مَوضـونِ
يُصــغِي الحَســودُ لـهُ مَلآنَ مِـن طَـرَبٍ
ومِــنْ جَــوىً بمَقيــلِ الهَـمِّ مكْنـونِ
والحَمْــدُ لا يَجْتَنيــهِ كُــلُّ مُلْتَحِــفٍ
بـاللُّؤمِ مِـن صـَفْقَةِ العَليـاءِ مَغبونِ
ومَـــن نُرجّيــهِ للــدُنيا ونَمــدَحُهُ
فـــأنتَ تُمــدَحُ للــدُّنْيا وللــدينِ
أبو المظفر محمد بن العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن آسحاق بن أبي العباس الإمام.شاعر ولد في كوفن، وكان إماماً في اللغة والنحو والنسب والأخبار، ويده باسطة في البلاغة والإنشاء.وله كتب كثيرة منها تاريخ أبيورنسا, المختلف والمؤتلف، قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان وغيرها الكثير.وقد كانَ حسن السيرة جميل الأمر، حسن الاعتقار جميل الطريقة.وقد عاش حياة حافلة بالأحداث، الفتن، التقلبات، وقد دخل بغداد، وترحل في بلاد خراسان ومدح الملوك، الخلفاء ومنهم المقتدي بأمر الله وولده المستظهر بالله العباسيين.وقد ماتَ الأبيوردي مسموماً بأَصفهان.له (ديوان - ط).