
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يُســلِمُ المَــرءَ أَخـوهُ
لِلمَنايــــا وَأَبـــوهُ
وَأَبــو الأَبنـاءِ لا يَـب
قــى وَلا يَبقــى بَنـوهُ
رُبَّ مَــــذكورٍ لِقَـــومٍ
غــابَ عَنهُــم فَنَســوهُ
وَإِذا أَفنــى سـِنيهِ ال
مَــرءُ أَفنَتــهُ ســِنونُ
وَكَـأَن بِـالمَرءِ قَـد يَب
كــي عَلَيــهِ أَقرَبــوهُ
وَكَـأَنَّ القَـومَ قَـد قـا
مـوا فَقـالوا أَدرِكـوهُ
ســــائِلوهُ كَلِّمــــوهُ
حَرِّكـــــوهُ لَقِّنــــوهُ
فَـإِذا اسـتَيأَسَ مِنهُ ال
قَــومُ قــالوا حَرِّفـوهُ
حَرِّفـــــوهُ وَجِّهــــوهُ
مَـــــدِّدوهُ غَمِّضــــوهُ
عَجِّلـــــوهُ لِرَحيــــلٍ
عَجِّلـــوا لا تَحبِســـوهُ
اِرفَعــــوهُ غَســــِّلوهُ
كَفِّنـــــوهُ حَنِّطــــوهُ
فَـإِذا مـا لُـفَّ في الأَك
فـانِ قـالوا فَـاحمِلوهُ
أَخرِجــوهُ فَــوقَ أَعـوا
دِ المَنايـــا شــَيِّعوهُ
فَــإِذا صــَلّوا عَلَيــهِ
قيـلَ هـاتوا وَاقبِـروهُ
فَـإِذا ما اِستَودَعوهُ ال
أَرضَ رَهنـــاً تَرَكـــوهُ
خَلَّفــــوهُ تَحـــتَ رَدمٍ
أَوقَــــروهُ أَثقَلـــوهُ
أَبعَــــدوهُ أَســـحَقوهُ
أَوحَــــدوهُ أَفـــرَدوهُ
وَدَّعــــوهُ فــــارَقوهُ
أَســــلَموهُ خَلَّفــــوهُ
وَاِنثَنَــوا عَنـهُ وَخَلَّـو
هُ كَــأَن لَــم يَعرِفـوهُ
وَكَــأَنَّ القَــومَ فيمـا
كــانَ فيـهِ لَـم يَلـوهُ
اِبتَنـى الناسُ مِنَ البُن
يـانِ مـا لَـم يَسـكُنوهُ
جَمَــعَ النـاسُ مِـنَ الأَم
والِ مــا لَـم يَـأكُلوهُ
طَلَــبَ النـاسُ مِـنَ الآ
مـالِ مـا لَـم يُـدرِكوهُ
كُـلُّ مَـن لَم يَجعَلِ النا
سِ إِمامــــاً تَرَكـــوهُ
ظَعَـنَ المَـوتى إِلـى ما
قَـــــدَّموهُ وَجَــــدوهُ
طـابَ عَيشُ القَومِ ما كا
نَ إِذا القَــومُ رَضــوهُ
عِـش بِمـا شـِئتَ فَمَن تَس
رُرهُ دُنيـــاهُ تَســـوهُ
وَإِذا لَـم يُكـرِمِ النـا
سَ امــرُؤٌ لَـم يُكرِمـوهُ
كُـلُّ مَـن لَم يَحتَجِ النا
سُ إِلَيــــهِ صــــَغَّروهُ
وَإِلـى مَـن رَغِـبَ النـا
سُ إِلَيــــهِ أَكبَـــروهُ
مَـــن تَصـــَدّى لِأَخيــهِ
بِــالغِنى فَهــوَ أَخـوهُ
فَهــوَ إِن يَنظُـر إِلَيـهِ
يَــرءَ مِنـهُ مـا يَسـوهُ
يُكــرَمُ المَـرءُ وَإِن أَم
لَـــقَ أَقصــاهُ بَنــوهُ
لَـو رَأى النـاسُ نَبِيّـاً
ســـائِلاً مــا وَصــَلوهُ
وَهُــمُ لَـو طَمِعـوا فـي
زادِ كَلــــبٍ أَكَلـــوهُ
لا تَرانــي آخِـرَ الـدَه
رِ بِتَســــآلٍ أَفــــوهُ
إِنَّ مَـن يَسأَل سِوى الرَح
مَــنِ يَكثُــر حــارِموهُ
وَالَّــذي قــامَ بِـأَرزا
قِ الــوَرى طُـرّاً سـَلوهُ
وَعَـنِ النـاسِ بِفَضلِ اللَ
هِ فَــاغنوا وَاحمِــدوهُ
تَلبَســوا أَثــوابَ عِـزٍّ
فَاِسـمَعوا قَـولي وَعـوهُ
إِنَّمــا يُعــرَفُ بِـالفَض
لِ مَـــنِ النـــاسِ ذَوّهُ
أَفضـَلُ المَعـروفِ ما لَم
تُبتَــذَل فيـهِ الوُجـوهُ
أَنتَ ما اِستَغنَيتَ عَن صا
حِبِــكَ الــدَهرَ أَخــوهُ
فَــإِذا اِحتَجــتَ إِلَيـهِ
ســـاعَةً مَجَّـــكَ فــوهُ
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.