
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَأَبكِيَــنَّ عَلــى نَفســي وَحَـقَّ لِيَـه
يـا عَيـنُ لا تَبخَلـي عَنّـي بِعِبرَتِيَه
لَأَبكِيَــنَّ لِفِقــدانِ الشــَبابِ وَقَـد
نـادى المَشيبُ عَنِ الدُنيا بِرِحلَتِيَه
لَأَبكِيَــنَّ عَلــى نَفســي فَيُســعِدُني
عَيــنٌ مُؤَرَّقَــةٌ تَبكــي لِفُرقَتِيَــه
لَأَبكِيَــنَّ عَلــى نَفســي فَيُســعِدُني
أَهلـي وَمَـن كـانَ حَولي مِن أَحِبَّتِيَه
لَأَبكِيَـــنَّ وَيَبكينـــي ذَوّ ثِقَـــتي
حَتّــى المَمــاتِ أَخِلّائي وَإِخــوَتِيَه
لَأَبكِيَــنَّ فَقَــد جَـدَّ الرَحيـلُ إِلـى
بَيـتِ اِنقِطاعي عَنِ الدُنيا وَوَحدَتِيَه
يا بَيتُ بَيتَ الرَدى يا بَيتَ مُنقَطَعي
يا بَيتُ بَيتَ الرَدى يا بَيتَ غُربَتِيَه
يـا بَيتُ بَيتَ النَوى عَن كُلِّ ذي ثِقَةٍ
يا بَيتُ بَيتَ الرَدى يا بَيتَ وَحشَتِيَه
يـا نَـأيَ مُنتَجَعـي يـا هَولَ مُطَّلَعي
يـا ضـيقَ مُضـطَجَعي يـا بُعدَ شُقَّتِيَه
يـا عَيـنُ كَـم عِبرَةٍ لي غَيرِ مُشكِلَةٍ
إِن كُنـتُ مُنتَفِعـاً يَومـاً بِعِـبرَتِيَه
يـا عَينُ فَاِنهَمِلي إِن شِئتِ أَو فَدَعي
أَمّـا الزَمـانُ فَقَـد أَودى بِجِـدَّتِيَه
يـا كُربَـتي يَـومَ لا جـارٌ يَبَرُّ وَلا
مَــولى يُنَفِّــسُ إِلّا اللَـهُ كُربَتِيَـه
يَومــاً أُقَلِّـبُ فيـهِ شاخِصـاً بَصـَري
تَميـدُ بـي في حِياضِ المَوتِ سَكرَتِيَه
إِذا تَمَثَّـلَ لـي كَـربُ السـِياقِ وَقَد
قَلَّبــتُ طَرفــي وَقَـد رَدَدتُ غُصـَّتِيَه
إِذ حَـثَّ بـي عَلَـقٌ عـالٍ وَحَشـرَجَ في
صـَدري وَدارَت لِكَـربِ المَوتِ مُقلَتِيَه
أُمسـي وَأُصـبِحُ فـي لَهـوٍ وَفـي لَعِبٍ
مـاذا أُضـَيِّعُ فـي يَـومي وَلَيلَتِيَـه
إِنّــي لَأَلهــو وَأَيّــامي تُنَقِّلُنــي
حَتّــى تَســُدَّ بِـيَ الأَيّـامُ حُفرَتِيَـه
مـاذا أُضـَيِّعُ مِـن طَرفـي وَمِن نَفسي
لِغَفلَــتي وَهُمـا فـي حَـذفِ مُـدَّتِيَه
أَلهـو وَلـي رَهبَـةٌ فـي كُـلِّ حادِثَةٍ
وَإِنَّمــا رَهبَــتي فَــرعٌ لِرَغبَتِيَـه
الرُشـدُ يُعتِقُنـي لَـو كُنـتُ أَتبَعُـهُ
وَالغَــيُّ يَجعَلُنـي عَبـداً لِشـَهوَتِيَه
يـا نَفـسُ ضـَيَّعتِ أَيّـامَ الشَبابِ وَهَ
ذا الشَيبُ فَاِعتَبِري بِالشَيبِ عِبرَتِيَه
يـا نَفـسُ وَيحَكِ ما الدُنيا بِباقِيَةٍ
فَشـَمِّري وَاِجعَلـي في المَوتِ فِكرَتِيَه
لَئِن رَكَنـتُ إِلـى الـدُنيا وَزينَتَها
لَأَخرُجَــنَّ مِــنَ الــدُنيا بِحَسـرَتِيَه
أَشـكو إِلـى اللَهِ تَضيِيعي وَمَسكَنَتي
أَشـكو إِلـى اللَهِ تَقصيري وَقَسوَتِيَه
وَاللَـهُ وَاللَـهُ رَبّـي المُستَغاثُ بِهِ
وَاللَــهُ رَبّـي بِـهِ حَـولي وَقُـوَّتِيَه
المــالُ مـا كـانَ قُـدّامي لِآخِرَتـي
مـا لَـم أُقَدِّمهُ مِن مالي فَلَيسَ لِيَه
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.