
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَعَمـري لَقَـد راعَـت أُمَيمَةَ طَلعَتي
وَإِنَّ ثَـــوائي عِنـــدَها لَقَليــلُ
تَقــولُ أَراهُ بَعــدَ عُـروَةَ لاهِيـاً
وَذلِــكَ رُزءٌ لَــو عَلِمــتِ جَليــلُ
وَلا تَحســَبي أَنّـي تَناسـَيتُ عَهـدَهُ
وَلكِــنَّ صــَبري يـا أُمَيـمَ جَميـلُ
أَلَـم تَعلَمـي أَن قَـد تَفَرَّقَ قَبلَنا
خَليلا صـــَفاءٍ مالِـــكٌ وَعَقيـــلُ
أَبـى الصـَبرَ أَنّي لا يَزالُ يَهيجُني
مَــبيتٌ لَنــا فيمــا خَلا وَمَقيـلُ
وَأَنّـي إِذا مـا الصُبحُ آنَستُ ضَوءَهُ
يُعـــاوِدُني قِطــعٌ عَلَــيَّ ثَقيــلُ
أَرى الـدَهرَ لا يَبقـى عَلى حَدَثانِهِ
أَقَـــبُّ تُبــاريهِ جَــدائِدُ حــولُ
أَبَــنَّ عِقاقـاً ثُـمَّ يَرمَحـنَ ظَلمَـهُ
إِبـــاءً وَفيــهِ صــَولَةٌ وَذَميــلُ
يَظَـلُّ عَلـى البَـرزِ اليَفـاعِ كَأَنَّهُ
مِـنَ الغـارِ وَالخَـوفِ المُحِمِّ وَبيلُ
وَظَــلَّ لَهــا يَــومٌ كَــأَنَّ أُوارَهُ
ذَكـا النارِ مِن فَيحِ الفُروغِ طَويلُ
فَلَمّـا رَأَيـنَ الشـَمسَ صارَت كَأَنَّها
فُوَيـقَ البَضـيعِ فـي الشُعاعِ خَميلُ
فَهَيَّجَهــا وَاِنشــامَ نَقعـاً كَـأَنَّهُ
إِذا لَفَّهــا ثُــمَّ اِســتَمَرَّ سـَحيلُ
مُنيبـاً وَقَـد أَمسـى تَقَـدَّمَ وِردَها
أُقَيــدِرُ مَحمــوزُ القِطـاعِ نَـذيلُ
فَلَمّـا دَنَـت بَعـدَ اِسـتِماعٍ رَهَفنَهُ
بِنَقــبِ الحِجــابِ وَقعُهُــنَّ رَجيـلُ
يُفَجّيـنَ بِالأَيـدي عَلـى ظَهـرِ آجِـنٍ
لَـــهُ عَرمَــضٌ مُستَأســِدٌ وَنَجيــلُ
فَلَمّــا رَأى أَن لا نَجــاءَ وَضــَمَّهُ
إِلـى المَـوتِ لِصـبٌ حـافِظٌ وَقَفيـلُ
وَكــانَ هُـوَ الأَدنـى فَخَـلَّ فُـؤادَهُ
مِـنَ النَبـلِ مَفتـوقُ الغِرارِ بَجيلُ
كَـأَنَّ النَضـِيَّ بَعـدَ ما طاشَ مارِقاً
وَراءَ يَـــدَيهِ بِـــالخَلاءِ طَميــلُ
وَلا أَمعَــرُ الســاقَينِ ظَـلَّ كَـأَنَّهُ
عَلــى مُحــزَئِلّاتِ الإِكــامِ نَصــيلُ
رَأى أَرنَبـاً مِـن دونِها غَولُ أَشرُجٍ
بَعيــدٌ عَلَيهِــنَّ الســَرابُ يَـزولُ
فَضـَمَّ جَنـاحَيهِ وَمِـن دونِ مـا يَرى
بِلادٌ وُحــــوشٌ أَمـــرُعٌ وَمُحـــولُ
تُــوائِلُ مِنــهُ بِالضـَراءِ كَأَنَّهـا
سـَفاةٌ لَهـا فَـوقَ التُـرابِ زَليـلُ
يُقَرِّبُـهُ النَهـضُ النَجيـحُ لِما يَرى
وَمِنـــهُ بُـــدُوٌّ مَـــرَّةً وَمُثــولُ
فَأَهوى لَها في الجَوِّ فَاِختَلَّ قَلبَها
صــَيودٌ لِحَبّــاتِ القُلــوبِ قَتـولُ
أَبُو خِراشٍ الهُذَلِيُّ، خُوَيْلِدُ بنُ مُرَّةَ، أحدُ بَنِي قِردٍ مِن بَنِي سَعدِ بنِ هُذَيلٍ، صَحابِيٌّ لمْ يُذكَرْ لَهُ وِفادةٌ، وهوَ شاعِرٌ مُخضرَمٌ أَدركَ الجاهِليّةَ والإِسلامَ، وكانَ مِن فُرسانِ قومِهِ ومِنَ العدّائِينَ المَشهورينَ ذكر، وقد عاشَ حتّى خِلافَةِ عُمرَ بنِ الخَطَّابِ ولهُ معهُ أَخْبارٌ، وذُكِرَ فِي وَفاتِهِ أَنَّهُ جاءَهُ ضُيوف فَذَهَبَ لِيأْتِيهِم بِالماءِ فَنَهَشَتْهُ حيَّةٌ ولمْ يُعلِمْهُم بِما أَصابَهُ فَباتُوا لَيلَتَهُم حَتَّى أَصْبَحُوا فَوَجَدُوهُ مَيِّتاً، وحِينَ بَلَغَ خَبَرُهُ عُمرَ بنَ الخَطّابِ أَمَرَ أَنْ يُغرَّمَ الضّيوفُ دِيَتَهُ. وكانتْ وفاتُهُ نَحوَ عامِ 23 لِلهِجْرَةِ.