
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرِقــتُ لِهَــمٍّ ضــافَني بَعـدَ هَجعَـةٍ
عَلـى خالِـدٍ فَـالعَينُ دائِمَـةُ السَجمِ
إِذا ذَكَرَتـهُ العَيـنُ أَغرَقَهـا البُكى
وَتَشـَرَقَ مِـن تَهمالِهـا العَينُ بِالدَمِّ
فَبـاتَت تُراعـي النَجـمَ عَيـنٌ مَريضَةٌ
لِما عالَها وَاِعتادَها الحُزنُ بِالسُقمِ
وَمـا بَعـدَ أَن قَـد هَدَّني الدَهرُ هَدَّةً
تَضـالَ لَهـا جِسـمي وَرَقَّ لَهـا عَظمـي
وَمـا قَـد أَصـابَ العَظـمَ مِنّي مُخامِرٌ
مِـنَ الـداءِ داءٌ مُسـتَكِنٌّ عَلـى كَلـمِ
وَأَن قَـد بَـدا مِنّـي لِما قَد أَصابَني
مِـنَ الحُـزنِ أَنّي ساهِمُ الوَجهِ ذو هَمِّ
شـَديدُ الأَسـى بـادي الشـُحوبِ كَأَنَّني
أَخـو جِنَّـةٍ يَعتادَهُ الخَبلُ في الجِسمِ
بِفَقـدِ اِمرىـءٍ لا يَجتَوي الجارُ قُربَهُ
وَلَـم يَـكُ يُشـكى بِالقَطيعَـةِ وَالظُلمِ
يَعودُ عَلى ذي الجَهلِ بِالحِلمِ وَالنُهى
وَلَـم يَـكُ فَحّاشاً عَلى الجارِ ذا عَذمِ
وَلَــم يَــكُ فَظّــاً قاطِعـاً لِقَرابَـةٍ
وَلكِــن وُصــولاً لِلقَرابَــةِ ذا رُحـمِ
وَكُنــتَ إِذا سـاجَرتَ مِنهُـم مُسـاجِراً
صـَفَحتَ بِفَضـلٍ فـي المُـروءِ وَالعِلـمِ
وَكُنـتَ إِذا مـا قُلـتَ شـَيئاً فَعَلتَـهُ
وَفُـتَّ بِـذاكَ النـاسَ مُجتَمِـعَ الحَـزمِ
فَـإِن تَـكُ غالَتـكَ المَنايـا وَصَرفُها
فَقَـد عِشـتَ مَحمـودَ الخَلائِقِ وَالحِلـمِ
كَريـــمَ ســَجِيّاتِ الأُمــورِ مُحَبَّبــاً
كَـثيرَ فُضـولِ الكَـفِّ لَيـسَ بِـذي وَصمِ
أَشـَمَّ كَنَصـلِ السـَيفِ يَرتـاحُ لِلنَّـدى
بَعيـداً مِـنَ الآفـاتِ وَالخُلُـقِ الوَخمِ
جَمَعـتَ أَمـوراً يُنفِـذُ المَـرَّ بَعضـُها
مِـنَ الحِلمِ وَالمَعروفِ وَالحَسَبِ الضَخمِ
أَتَتــهُ المَنايـا وَهـوَ غَـضٌّ شـَبابُهُ
وَما لِلمَنايا عَن حِمى النَفسِ مِن عَزمِ
وَكُـلُّ اِمرىـءٍ يَوماً إِلى المَوتِ صائِرُ
قَضـاءً إِذا مـا حـانَ يُؤخَـذُ بِالكَظمِ
وَمـــا أَحَــدٌ حَــيٌّ تَــأَخَّرَ يَــومُهُ
بِأَخلَـدَ مِمَّـن صـارَ قَبـلُ إِلى الرَجمِ
سـَيَأتي عَلـى الباقينَ يَومٌ كَما أَتى
عَلـى مَـن مَضـى حَتمٌ عَلَيهِ مِنَ الحَتمِ
فَلَســتُ بِناســيهِ وَإِن طــالَ عَهـدُهُ
وَمـا بَعـدَهُ لِلعَيـشِ عِنـدي مِـن طَعمِ
أَبُو خِراشٍ الهُذَلِيُّ، خُوَيْلِدُ بنُ مُرَّةَ، أحدُ بَنِي قِردٍ مِن بَنِي سَعدِ بنِ هُذَيلٍ، صَحابِيٌّ لمْ يُذكَرْ لَهُ وِفادةٌ، وهوَ شاعِرٌ مُخضرَمٌ أَدركَ الجاهِليّةَ والإِسلامَ، وكانَ مِن فُرسانِ قومِهِ ومِنَ العدّائِينَ المَشهورينَ ذكر، وقد عاشَ حتّى خِلافَةِ عُمرَ بنِ الخَطَّابِ ولهُ معهُ أَخْبارٌ، وذُكِرَ فِي وَفاتِهِ أَنَّهُ جاءَهُ ضُيوف فَذَهَبَ لِيأْتِيهِم بِالماءِ فَنَهَشَتْهُ حيَّةٌ ولمْ يُعلِمْهُم بِما أَصابَهُ فَباتُوا لَيلَتَهُم حَتَّى أَصْبَحُوا فَوَجَدُوهُ مَيِّتاً، وحِينَ بَلَغَ خَبَرُهُ عُمرَ بنَ الخَطّابِ أَمَرَ أَنْ يُغرَّمَ الضّيوفُ دِيَتَهُ. وكانتْ وفاتُهُ نَحوَ عامِ 23 لِلهِجْرَةِ.