
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فَجَّــعَ أَضــيافي جَميـلُ بـنُ مَعمَـرٍ
بِــذي فَجَـرٍ تَـأوي إِلَيـهِ الأَرامِـلُ
طَويــلُ نِجـادِ البَـزِّ لَيـسَ بِجَيـدَرِ
إِذا اِهتَـزَّ وَاِستَرخَت عَلَيهِ الحَمائِلُ
إِلـى بَيتِـهِ يَأوي الغَريبُ إِذا شَتا
وَمُهتَلِــكٌ بـالي الدَريسـَينِ عـائِلُ
تَــرَوَّحَ مَقــروراً وَراحَــت عَشــِيَّةً
لَهـــا جَـــدَبٌ يَحتَثُّــهُ فَيُــوائِلُ
تَكـــادُ يَـــداهُ تُســلِمانِ رِداءَهُ
مِـنَ الجودِ لَمّا اِستَقبَلَتهُ الشَمائِلُ
فَمـا بـالُ أَهلِ الدارِ لَم يَتَحَمَّلوا
وَقَــد بــانَ اللَــوذَعِيُّ الحُلاحِــلُ
فَــوَاللَهِ لَـو لاقَيتَـهُ غَيـرَ مُوَثَـقٍ
لَآبَــكَ بِـالجَزعِ الضـِباعِ النَواهِـلُ
وَإِنَّــكَ لَــو واجَهتَــهُ إِذ لَقيتَـهُ
فَنــازَلتَهُ أَو كُنــتَ مِمَّـن يُنـازِلُ
لَظَــلَّ جَميــلٌ أَسـوَأَ القَـومِ تَلَّـةً
وَلكِـنَّ قِـرنَ الظَهـرِ لِلمَـرءِ شـاغِلُ
وَلَـم أَنـسَ أَيّامـاً لَنـا وَلَيالِيـاً
بِحَليَـةَ إِذ نَلقـى بِهـا مِـن نُحاوِلُ
فَلَيـسَ كَعَهـدِ الـدارِ يـا أُمَّ مالِكٍ
وَلكِــن أَحـاطَت بِالرِقـابُ السَلاسـِلُ
وَعـادَ الفَـتى كَالكَهـلِ لَيسَ بِقائِلٍ
سِوى العَدلِ شَيئاً فَاِستَراحَ العَواذِلُ
فَأَصــبَحَ إِخــوانُ الصـَفاءِ كَأَنَّمـا
أَهـالَ عَلَيهِـم جـانِبَ التُـربِ هائِلُ
أَبُو خِراشٍ الهُذَلِيُّ، خُوَيْلِدُ بنُ مُرَّةَ، أحدُ بَنِي قِردٍ مِن بَنِي سَعدِ بنِ هُذَيلٍ، صَحابِيٌّ لمْ يُذكَرْ لَهُ وِفادةٌ، وهوَ شاعِرٌ مُخضرَمٌ أَدركَ الجاهِليّةَ والإِسلامَ، وكانَ مِن فُرسانِ قومِهِ ومِنَ العدّائِينَ المَشهورينَ ذكر، وقد عاشَ حتّى خِلافَةِ عُمرَ بنِ الخَطَّابِ ولهُ معهُ أَخْبارٌ، وذُكِرَ فِي وَفاتِهِ أَنَّهُ جاءَهُ ضُيوف فَذَهَبَ لِيأْتِيهِم بِالماءِ فَنَهَشَتْهُ حيَّةٌ ولمْ يُعلِمْهُم بِما أَصابَهُ فَباتُوا لَيلَتَهُم حَتَّى أَصْبَحُوا فَوَجَدُوهُ مَيِّتاً، وحِينَ بَلَغَ خَبَرُهُ عُمرَ بنَ الخَطّابِ أَمَرَ أَنْ يُغرَّمَ الضّيوفُ دِيَتَهُ. وكانتْ وفاتُهُ نَحوَ عامِ 23 لِلهِجْرَةِ.