
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَـــد عَلِمَــت أُمُّ الأُدَيبِــرِ أَنَّنــي
أَقــولُ لَهـا هَـدّي وَلا تَـذخَري لَحمـي
فَــإِنَّ غَـداً إِن لا نَجِـد بَعـضَ زادِنـا
نُفِىــء لَــكِ زادا أَو نُعَـدِّكِ بِـالأَزمِ
إِذا هِــيَ حَنَّــت لِلهَـوى حَـنَّ جَوفُهـا
كَجَـوفِ البَعيـرِ قَلبُهـا غَيـرُ ذي عَزمِ
فَلا وَأَبيـــكِ الخَيـــرَ لا تَجِـــدينَهُ
جَميـلَ الغِنـى وَلا صـَبوراً عَلى العُدمِ
وَلا بَطَلاً إِذا الكُمــــاةُ تَزَيَّنــــوا
لَـدى غَمَـراتِ المَـوتِ بِالحالِكِ الفَدمِ
أَبَعــدَ بَلائي ضـَلَّتِ البَيـتَ مِـن عَمـىً
تُحِــبُّ فِراقــي أَو يَحِـلُّ لَهـا شـَتمي
وَإِنّــي لَأُثــوى الجـوعَ حَتّـى يَمَلَّنـي
فَيَـذهَبَ لَـم يَـدنَس ثِيـابي وَلا جِرمـى
وَأَغتَبِــق المــاءَ القَـراحَ فَـأَنتَهى
إِذا الـزادَ أَمسـى لِلمُزَلَّـجِ ذا طَعـمِ
أَرُدُّ شــُجاعَ البَطــنِ قَــد تَعلَمينَـهُ
وَأوثِــرُ غَيـري مِـن عِيالِـكِ بِـالطُعمِ
مَخافَـــةَ أَن أَحيــا بِرَغــمٍ وَذِلَّــةٍ
وَلَلمَـوتُ خَيـرٌ مِـن حَيـاةٍ عَلـى رَغـمِ
رَأَت رَجُلاً قَــــد لَـــوَّحَتهُ مَخـــامِصٌ
وَطــافَت بِرَنّــانِ المَعَـدَّينِ ذي شـَحمِ
غَـــذِيِّ لِقـــاحٍ لا يَـــزالُ كَـــأَنَّهُ
حَميــتٌ بِــدَبغٍ عَظمُـهُ غَيـرُ ذي حَجـمِ
تَقــولُ فَلَــولا أَنــتَ أُنكِحـتُ سـَيِّدا
أُزَفُّ إِلَيـــهِ حُمِلـــتُ عَلـــى قَــرمِ
لَعَمــري لَقَــد مُلِّكــتِ أَمـرَكِ حِقبَـةً
زَمانـا فَهَلّا مِسـتِ فـي العَقمِ وَالرَقمِ
فَجـاءَت كَخاصـي العَيـرِ لَم تَحلَ جاجَةً
وَلا عاجَــةً مِنهــا تَلـوحُ عَلـى وَشـمِ
أَفــاطِمَ إِنّــي أَسـبِقُ الحَتـفَ مُقبِلاً
وَأَتـرُكُ قِرنـي فـي المَزاحِـفِ يَستَدمي
وَلَيلَــةِ دَجــنٍ مِـن جُمـادى سـَرَيتُها
إِذا مـا اِسـتَهَلَّت وَهِـيَ سـاجِيَةٌ تَهمي
وَشــَوطٍ فِضــاحٍ قَــد شـَهِدتُ مُشـايِحاً
لِأُدرِكَ ذَحلاً أَو أُشـــيفَ عَلـــى غُنــمِ
إِذا اِبتَلَّـت الأَقـدامُ وَالتَـفَّ تَحتَهـا
غُثــاءٌ كَــأَجوازِ المُقَرَّنَــةِ الـدُهمِ
وَنَعــلٍ كَأَشــلاءِ الســُمانى نَبَـذتُها
خِلافَ نَــدىً مِـن آخِـرِ اللَيـلِ أَورِهـمِ
إِذا لِم يُنازِع جاهِلُ القَومِ ذا النُهى
وَبَلَّـــدَت الأَعلامُ بِاللَيـــلِ كَــالأُكمِ
تَراهـا صـِغارا يَحسـِرُ الطَـرفُ دونَها
وَلَـو كـانَ طَـوداً فَـوقَهُ فِـرَقُ العُصمِ
وَإِنّـي لَأَهـدي القَـومَ في لَيلَةِ الدُجى
وَأَرمـي إِذا ما قيلَ هَل مِن فَتىً يَرمي
وَعادِيَــةٍ تُلقــي الثِيــابَ وَزَعتُهـا
كَرِجـلِ الجَـرادِ يَنتَحـي شـَرَفَ الحَـزمِ
أَبُو خِراشٍ الهُذَلِيُّ، خُوَيْلِدُ بنُ مُرَّةَ، أحدُ بَنِي قِردٍ مِن بَنِي سَعدِ بنِ هُذَيلٍ، صَحابِيٌّ لمْ يُذكَرْ لَهُ وِفادةٌ، وهوَ شاعِرٌ مُخضرَمٌ أَدركَ الجاهِليّةَ والإِسلامَ، وكانَ مِن فُرسانِ قومِهِ ومِنَ العدّائِينَ المَشهورينَ ذكر، وقد عاشَ حتّى خِلافَةِ عُمرَ بنِ الخَطَّابِ ولهُ معهُ أَخْبارٌ، وذُكِرَ فِي وَفاتِهِ أَنَّهُ جاءَهُ ضُيوف فَذَهَبَ لِيأْتِيهِم بِالماءِ فَنَهَشَتْهُ حيَّةٌ ولمْ يُعلِمْهُم بِما أَصابَهُ فَباتُوا لَيلَتَهُم حَتَّى أَصْبَحُوا فَوَجَدُوهُ مَيِّتاً، وحِينَ بَلَغَ خَبَرُهُ عُمرَ بنَ الخَطّابِ أَمَرَ أَنْ يُغرَّمَ الضّيوفُ دِيَتَهُ. وكانتْ وفاتُهُ نَحوَ عامِ 23 لِلهِجْرَةِ.