
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَلا اللَــهِ لا أَنسـى زُهَيـراً
وَلَـو كَثُرَ المَرازي وَالفُقودُ
أَبـى نِسـيانَهُ فَقـري إِلَيـهِ
وَمَشـهَدُهُ إِذا اِربَـدَّ الجُلودُ
وَذِمَّتُــهُ إِذا قَحَمَـت جُمـادى
وَعـاقَبَ نَوءَهـا خَصـَرٌ شـَديدُ
وَلا وَاللَــهِ لا يُنجيــكَ دِرعٌ
مُظــاهَرَةٌ وَلا شــَبحٌ وَشــيدُ
وَلا يَبقـى عَلى الحَدَثانِ عِلجٌ
بِكُــلِّ فَلاةِ ظــاهِرَةٍ يَــرودُ
تَخَطّـاهُ الحُتـوفُ فَهـوَ جَـونٌ
كِنـازُ اللَحـمِ فـائِلُهُ رَديدُ
غَـدا يَرتـادُ في حَجَراتِ غَيثٍ
فَصــادَفَ نَـوءَهُ حَتـفٌ مُجيـدُ
غَـدا يَرتـادُ بَينَ يَدَي قَنيصٍ
تُـــدافِعُهُ ســَفَنَّجَةٌ عَنــودُ
جَمــومٌ نَهـدَةٌ ثَبـتٌ شـَظاها
إِذا رُكِبَـت عَلـى عَجَـلٍ تَصيدُ
فَأَلجَمَهــا فَأَرسـَلَها عَلَيـهِ
وَوَلّــى وَهُـوَ مُنتَفِـدٌ بَعيـدُ
كَـأَنَّ المَروَ بَينَهُما إِذا ما
أَصـابَ الـوَعثَ مُنتَقِفاً هَبيدُ
فَـأَدرَكَهُ فَأَشـرَعَ فـي نَسـاهُ
ســِناناً حَــدُّهُ حَـرِقٌ حَديـدُ
فَخَـرَّ عَلـى الجَبينِ فَأَدرَكَتهُ
حُتوفُ الدَهرِ وَالحَينُ المُفيدُ
أَبُو خِراشٍ الهُذَلِيُّ، خُوَيْلِدُ بنُ مُرَّةَ، أحدُ بَنِي قِردٍ مِن بَنِي سَعدِ بنِ هُذَيلٍ، صَحابِيٌّ لمْ يُذكَرْ لَهُ وِفادةٌ، وهوَ شاعِرٌ مُخضرَمٌ أَدركَ الجاهِليّةَ والإِسلامَ، وكانَ مِن فُرسانِ قومِهِ ومِنَ العدّائِينَ المَشهورينَ ذكر، وقد عاشَ حتّى خِلافَةِ عُمرَ بنِ الخَطَّابِ ولهُ معهُ أَخْبارٌ، وذُكِرَ فِي وَفاتِهِ أَنَّهُ جاءَهُ ضُيوف فَذَهَبَ لِيأْتِيهِم بِالماءِ فَنَهَشَتْهُ حيَّةٌ ولمْ يُعلِمْهُم بِما أَصابَهُ فَباتُوا لَيلَتَهُم حَتَّى أَصْبَحُوا فَوَجَدُوهُ مَيِّتاً، وحِينَ بَلَغَ خَبَرُهُ عُمرَ بنَ الخَطّابِ أَمَرَ أَنْ يُغرَّمَ الضّيوفُ دِيَتَهُ. وكانتْ وفاتُهُ نَحوَ عامِ 23 لِلهِجْرَةِ.